HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة

8 مارس فرصة أخرى لاستغلال وانتهاك حقوق المرأة‎


بوجمعة حدوش
الاثنين 9 مارس 2015




8 مارس فرصة أخرى لاستغلال وانتهاك حقوق المرأة‎




"من أنتم؟" عبارة شهيرة أطلقها "امعمر القذافي" تصلح لأن تقال لكثير من النساء اللواتي يزعمن أنهن ناشطات مغربيات يدافعن عن حقوق المرأة المغربية المهضومة، التي طالها التهميش والإقصاء و"الحكرة" وأن الرجل بعتبرها دائما تحت سلطته كما هي في فراشه.
سؤال "من أنتن؟" جاء انطلاقا من برنامج بثته القناة الثانية، جندت فيه خمس نسوة أتت بهن بمناسبة يومهن العالمي من أجل المدافعة على المرأة المغربية وعلى حقوقها المشروعة التي انتهكها الرجل، ويبقى السؤال الجوهري، من المُنتهك الحقيقي لحقوق المرأة، أليس من يزعمن أنهن "ناشطات" و"جمعيات نسائية"، فهن يطالبن بالمساواة مع الرجل لكنهن لا يطبقن المساواة والمناصفة فيما بينهن، ألم يكن من المفترض أن يكون في ذلك البرنامج نساء من كل التوجهات والأيديولوجيات؟ أليس من منطلق عقلي منطقي لمن يطالب بالمساواة والمناصفة تطبيقها على نفسه أولا ثم مطالبة الآخر بذلك؟ هل نساء المغرب كلهن ذات توجه حداثي؟ أليس في نساء المغرب سلفيات و منتميات لجماعة "العدل والإحسان" و لحركة "التوحيد والإصلاح" وغيرهن، أو يساريات و علمانيات و ليبرالية أو غير منتميات؟ ألم يكن من المفترض أن يطالبن "القناة" التي هي مِلك لشعب كله بدعوة خمس نسوة من كل التوجهات والأيديولوجيات لتمثل كل واحدة منهن التوجه الذي تنتمي إليه؟ وهل نساء المغرب كلهن غير محجبات؟ هل كلهن يلبسن ثياب شبه ضيقة؟ أين في البرنامج المنقبة و اللابسة للخمر و الحجاب و اللباس الصحراوي وغيرهن، أم أن هذه الأمور شكليات فقط؟. لهذا كله فالمنتهك الأول والحقيقي لحقوق المرأة هن "الجمعيات النسائية" هن "الناشطات" اللواتي نصبن أنفسهن مدافعات على حقوق المرأة المغربية ويزعمن أن هدفهن"الدفاع عن مغرب ديمقراطي حداثي يؤمن بالمساواة بين الجنسين وبالاختلاف والتعدد والعدالة الاجتماعية"، ولو كن صادقات في ذلك لما احتكرن "المدافعة" لأنفسهن فقط علما أن في نساء المغرب من هن خير منهن علما وعقلا ورزانة وتأدبا وحسن حوار وحديث ونقاش.
هذا من جهة الأفكار والشكل أما من جهة المطالب التي يطالبن بها من أجل المرأة المغربية، فيظهر بجلاء من خلالها انتهاكهن الصارخ لحقوق المرأة المغربية، فمن مطالبهن "حماية الحقوق الجنسية والإنجابية للمرأة" و"حق كل فتاة وامرأة على اتخاذ قرارات مستنيرة خاصة بجسدها.." فهل نساء المغرب حقا كلهن يردن حقوقا جنسية متمثلة في معاشرة من شئن وبالطريقة التي أردن؟ أليس أغلبية نساء المغرب يرفضن المعاشرة الجنسية خارج إطار الزواج باعتباره زنى تحرمه مرجعيتهم الإسلامية، أليس من المساواة والمناصفة أن تحترم هذه الجمعيات قناعات من يزعمن أنهن يدافعن عنهن، أليس هذا انتهاك صريح وصارخ لكرامة المرأة والتحدث باسمها دون إذنها وإرادتها، هل كل المغربيات يجعلن هدفهن الأول هو العلاقات الجنسية و الإجهاض والتصرف في الجسد كيفما شئن؟ أين هذه "الجمعيات النسائية" من الحقوق الحقيقية للمرأة المغربية؟ لماذا لا يتحدثن عن المرأة القروية في جبال الأطلس التي تسكن الأكواخ والحمامات والتي لا تعرف لمعنى الحضارة اسما ولا طعما ولا لونا، أو عن المرأة الريفية في جبال تدغين التي أنهك جسدها جمع الحطب أو الاشتغال في حقول "القنب الهندي"؟ وأين دفاعهن عن الفتاة القروية التي تقطع عدة كلمترات من أجل الوصول إلى مدرسة؟ هل الحق الأول لهذه الفتاة الدراسة أم الممارسة الجنسية؟ وأين هذه "الجمعيات" من المرأة التي احدودب ظهرها وتجعد وجهها وشاب شعرها؟ أم أنهن لا يدافعن إلا عن الشابات الشقراوات الجميلات "المتحضرات" اللواتي يسكن المدينة لأنهن أقدر على تحقيق أهداف هذه "الجمعيات" المتمثلة في العلاقات الجنسية و الإجهاض والتصرف في الجسد وغيرها، أما القرويات أو العجائز فلا طاقة ولا استطاعت لهن في تحقيق تلك الأهداف "الحداثية"، أما الحداثة الحقيقية المتمثلة في التقدم العلمي والحصول على أرقى الشواهد العلمية والتعايش الحضاري المنسجم مع مرجعية المغربيات فهذا ما تعرفه المغربيات فقط أما تلك "الجمعيات" فيصعب عليهن ذلك، ورحم الله الحسن الثاني عندما قال في كتابه "ذاكرة ملك": "إذا كان المقصود بالحداثة القضاء على مفهوم الأسرة، وعلى روح الواجب إزاء الأسرة، والسماح بالمعاشرة الحرة بين الرجل والمرأة، والإباحية في طريقة اللباس ومما يخدش مشاعر الناس، إذا كان هذا هو المقصود بالحداثة، فإني أفضل أن يعتبر المغرب بلدا يعيش في عهد القرون الوسطى، على أن يكون حديثا".

         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

مقالات ذات صلة
< >

الخميس 19 ديسمبر 2024 - 18:57 اغتيال عمر بنجلون جريمة لا تغتفر

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير