|
العدالة والتنمية والمعادلة الصعبة
المصباح السحري لا يحمل عفريتا
دخل حزب العدالة والتنمية هذه المعادلة الصعبة برقم كبير "محاربة الفساد" وهو الرقم الدي أظهره بموقف الجريئ بالنسبة لأتباعه وبموقف الراكب على نضالات الحراك الشعبي بالنسبة لخصومه، ومع ذلك حقق الرهان اللحظي أي الفوز في الانتخابات، لكن المثاليات السياسية لهذا الحزب سرعان ما انكسرت على صخرة الواقع السياسي والإداري المشبع بعلاقات الفساد والتي لم يجد لزحزحتها حولا ولاقوة، ولازال يحاول أن يظهر بمظهر المساند للفقراء ملوحا بإجراءات لن تعود بالضرر إلى على الفقراء، إذ يظهر مبدأها بسيطا ونبيلا... لكن تطبيقها في الواقع يتطلب تأهيلا للمناخ الإداري والسوسيواقتصادي، فأي إجراء يتعلق بصندوق الموازنة أو الحد من مجانية التعليم العالي أو الزيادة في أسعار المحروقات أو غيرها ما كان ممكنا دون مراجعة شاملة لبنية الأجور والحد من التملص الضريبي والقضاء على الرشوة والمحسوبية والزبونية وإصلاح الإدارة... بعيدا عن تمييزات لا تخلو من تبسيط كالحديث عن ثنائيية الفقراء والميسورين، وهو تبسيط يستتبع تفعيله على أرض الواقع تقليصا متزايدا للطبقة الوسطى، واضفاء الطابع الخيري على العلاقة بين الدولة والفقراء بدل أن تكون العلاقة تنموية قائمة على الوفرة والانتاجية وزيادة الدخل الفردي واللدخول في صراع مع القلة الميسورة في هذا والبلد والتي يعرف الجميع نفودها القوي داخل أجهزة الدولة. هكذا لن تجدي الخطابات الوعضية في حل كثير من المشكلات، فحين تستفحل ظاهرة حوادت السير فالمواطن العادي ينتظر من الحكومة اجراءات ترتبط بضبط ومراقبة الطرقات وشركات النقل ورخص السياقة والحالة الميكانيكية للعربات، وتنظيم السير والزيادة من العاملين على ذلك والزيادة من نجاعة ودقة تدخلاتهم، وقد يطول انتظاره لكن الأمل في أن يخرج عفريت من المصباح السحري خرافة تدغدغ أحلام الصبى,
اكتب رسالة
|
|