HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة

اطلبوا العفو من الولي الصالح سيدي بنكيران


عبد الكريم قوقي
السبت 25 غشت 2012




اطلبوا العفو من الولي الصالح سيدي بنكيران
عرف المغرب منذ بدايات انعتاقه من الاستبداد الكولونيالي، انتكاسات متوالية و نكبات مستمرة على جميع الأصعدة و المناحي الحساسة و الإستراتيجية المنظرة و المخططة و المفعلة لسياسة البناء المؤسساتي القوي، حيث رقصت رقاقيص المؤشرات التركيبية البنيوية للتنمية الشاملة و المندمجة رقصة الديك المذبوح، و اندحرت برصة القيم و المبدأ إلى أدنى مستوياتها، و قطع الفساد أوصال الأمة، حيث صارت الانتهازية تيجان فوق جذامير الفساد المالي و السياسي و الإداري، و جرت انتخابات، الواحدة تلو الأخرى بمسحة و طلاء ديمقراطية ينخرها سوس التزوير و التزييف، تمخضت عنها حكومات ذات طابع هجين بتركيبة "الميكي ماوس".

منذ ذلك الحين و المغرب يضمد جراحا غائرة و نذوبا عميقة، بضمادات للأسف كلها نتنة و ناتئة، لم تساهم إلا في تعميق و تقرح الجراح، و تناسل فيروسات خرجت من كنف العمالة و الخيانة، و رضعت من أثداء المستعمر، و ظهرت نواياها الدنيئة و الخسيسة بإسقاط حكومة عبد الله إبراهيم و دخول المغرب فترة الاستثناء و شل العمل المؤسساتي، و اجتثاث و استئصال بدور المقاومة الوطنية و أعضاء جيش التحرير.

حيث لعب فريق مرتزقة و حاملي نياشين الجيش الفرنسي من الذين تضمخت أيديهم بدماء مناضلي الحركات الثورية و التحررية بالعالم لاسيما بفييتنام و تونس و الجزائر... والذين كان يطلق عليه اسم فريق "ولي العهد" آنذاك من أمثال المذبوح و أوفقير...، نواة تشكل و تناسل مافيا الابتزاز و نهب المال العام، و الذي تبينت نواياهم من خلال مسلسل الانقلابات على المؤسسة الملكية.
توالت الأيام، و بيض الانتهازية يفقص و مزارع المكروبات من أحفاد بن عرفة و عملاء الجنرال ليوطي و المتكالبين على عبد الكريم الخطابي و المنبطحون، يبسطون سطوتهم على المؤسسات العمومية و المالية ويجيشون عملائهم، حتى تم لهم ما شاءوا من نهب أموال و ثروات الشعب، و أضحت جل مؤسسات الدولة تسبح في برك الإفلاس والعجز و المديونية، و الأمة غارقة في وحل الفاقة و الهشاشة و التيه و الضياع، حتى انبرت كل خيوط الامل و التطلع، إلا طيفا وحيدا، ظهر مع الربيع العربي، و الذي أنبنى على فلسفة محسابة لصوص المال العام و لو بعد حين.
قد دقت ساعة الزحف، على لوبي الفساد المالي و الإداري، و إرجاع الحقوق إلى اصطحابها، و تجفيف منابعهم و مطاردتهم إدارة إدارة، مؤسسة مؤسسة، و رد الاعتبار لسلطة القانون و بعث الروح من جديد في السلطة القضائية و إعادة الاعتبار للمواطن لمواكبة التغييرات الإقليمية و الدولية، و نكون في موعد الحدث و نحدث ثورتنا السلمية على الارستقراطية، كل من موقع مسؤوليته ملكا و حكومة و شعبا.

لكن يبدو أن رياح التغيير مع العدالة و التنمية و شعارات محاربة الفساد و ملاحقة سحرة السوء و اللصوصية و محاكمتهم أمام الشعب المغربي، غيرت اتجاهها، مع رئاسة الحكومة، إلى شعارات العفو و الصفح الجميل، و بذلك تحول رئيس الحكومة إلى شيخ و ولي صالح، و ما على المفسدين إلا أن يطلبوا العفو من الولي الصالح سيدي بنكيران راه هو مول الميزان.

لا ندري من خول لرئيس الحكومة سلطة العفو و الغفران؟ و بأي اسم يتكلم؟ إذا كان باسم الشعب، فهذا شيء مر، لأن الشعب في واد و هو في واد أخر، و إذا كان باسمه فهذا أمر، لأنه نصب نفسه من حيث لا يشعر حاميا لعصابة، لا يشفي غليل هذا الشعب، إلا قطف رؤوسها، و كان الأجدر به تقديم استقالته ليريح و يستريح و يترك المجتمع يجابه قدره المحتوم، و في كلا الحالتين أحلى الشيئين أمرهما.

         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

مقالات ذات صلة
< >

الخميس 19 ديسمبر 2024 - 18:57 اغتيال عمر بنجلون جريمة لا تغتفر

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير