HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة

الانتخابات الترابية :


بريك عبودي
الاربعاء 8 أكتوبر 2014




الانتخابات الترابية :
الانتخابات هي عملية يتم من خلالها تجديد النخب ، و ذلك عبر ضخ دماء جديدة في مسار تدبير الشأن العام الترابي .. عملية دأبت على القيام بها مختلف دول العالم ، و ذلك استنادا الى المقتضيات الدستورية التي غالبا ما تفرد بابا من القوانين المنظمة للفعل الانتخابي .
و قد شهدت العملية الانتخابية تطورات عميقة في مختلف بقاع المعمور ، الشيء الذي انتج لنا نماذج متطورة و فريدة ، بالمقارنة مع اخرى متخلفة لازالت لم ترق حتى الى ادنى اسس التوجه الديمقراطي الذي من اللازم ان تخضع العملية الانتخابية لمبادئه من بدايتها حتى نهايتها .
تعد الممارسة الانتخابية الترابية بمثابة العمود الفقري لتدبير شؤون المواطن اليومية ، و ان صح هذا القول فانها لابد و ان تؤدي حتما الى تاسيس ادارة ترابية للقرب من المواطن ، و هو اسلوب انتهجته مجموعة من الدول المتقدمة و استطاعت من خلاله الرقي بالحياة الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية لمواطنيها الى احسن المستويات ، و انما تمكنت تلك الدول من حصد هذه النتائج الايجابية عبر الرقي باداء احزابها السياسية التي دابت على متابعة اجنداتها من خلال تفعيل جميع اليات المراقبة و التتبع الكفيلين بالتاكد من اضطلاع هذه الاخيرة بالمهام الدستورية المسندة اليها ، دون ان ننسى التذكير بنفعيلها لشتى انواع الصرامة المنبثقة عن القواعد القانونية المنظمة للعملية الانتخابية ، و ذلك عبر الحرص على مراقبة العملية الانتخابية من بداية الحلمة و خلال عملية الاقتراع و تطبيق البرامج الانتخابية الى نهاية الولاية الانتخابية و تقييم نتائجها .
و لعل المتامل للواقع الانتخابي المغربي تستوقفه مجموعة من العوائق التي لازالت تحد من متانة العلاقة السببية التي تربط مختلف صانعي اللعبة الانتخابية من ناخب و منتخب و احزاب سياسية ، و يمكن ان نذكر من بين هذه العوائق مثلا:
سيادة النهج الافقي في التعامل مع قضايا تدبير الشان العام من قبل الاحزاب السياسية ، و كان الامر يتعلق بتصريف مرحلي ، تنشد من ورائه هاته الاخيرة الظفر بمقاعد انتخابية لا غير ، و ذلك في تغييب تام لتطلعات المواطن و عبره الكفاءات التي من المفروض توفرها في المنتخب ، مما لازال يفتح الباب على مصراعيه امام سماسرة انتخابيين خيروا عملية بيع و شراء الاصوات ، و هي ظاهرة لازالت متجذرة و خاصة في الاحياء الهامشية و الفقيرة.
تعامل مثقفي الاحياء الشعبية مع الفعل الانتخابي بشيء من الترفع و اللامبالاة ،مما يفسح المجال امام اناس لا يفقهون شيئا في تدبير الشان العام ، اناس الفوا التعامل مع عموم المواطنين بـ " البون " المرتبط غالبا بالاعياد الدينية ، و كان الفقير لا يحتاج الى الطحين و الزيت و مركز الطماطم الا خلال هذه الايام ، مما يدفعنا الى القول بان الامية الانتخابية لازالت متجدرة و خاصة في الاحياء القصديرية التي لازالت ترواح مكانها منذ ان خرجت الى حيز الوجود ، حيث الى مجموعة من بائعي الاحلام و الوعود الانتخابية الوهمية ، و بالتالي فاي دور لمثقفي هذه الاحياء في تنوير الراي العام بخطورة الرشوة و العطايا الانتخابية المرحلية ؟.

         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

مقالات ذات صلة
< >

الخميس 19 ديسمبر 2024 - 18:57 اغتيال عمر بنجلون جريمة لا تغتفر

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير