HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة

الانتخابات المقبلة و انتظارات ما لا ينتظر


ذ محمد حجام
الجمعة 13 يونيو 2014




الانتخابات المقبلة و انتظارات ما لا ينتظر
المركزية تفويضات ممارسة الحكم و التقرير و التسيير لقضايا الجهات و تحتفظ بالتقرير في كل ما هو في رده على اسئلة المعارضة بمجلس المستشارين ، حول الاجندة و الاستعدادت المتعلقة بالانتخابات المقبلة عدد بنكيران الوزير الاول و رئيس حزب العدالة و التنمية التواريخ التالية :
ماي 2015 انتخابات ممثلي الماجورين ، يونيو 2015 انتخابات المجلس الجماعية و الجهوية ، يوليوز 2015 انتخابات الغرف المهنية ، غشت 2015 انتخابات مجالس العمالات و الاقاليم ، شتنبر 2015 انتخابات المستشارين .
و منذ هذا التصريح تصاعدت وثيرة الصراعات / المواجهات الحزبية / الانخابية خصوصا بين حزبي المصباح و التراكتور و الدائرين في فلكيهما ، باعتبارهما قطبي الخريطة السياسية / الانتخابية المستقبلية ، كما كانا قبل حراك 20 فبراير و دستور 2011 .
و من جهة اخرى ، ازدادت اهمية النقاش في موضوعات الاعداد التشريعي و التنفيذي لهذه الاستحقاقات ، حيث لازالت ترسانة من النصوص القانونية / التنظيمية ، تستوجب الانجاز في مجال التنزيل الدستوري ، سواء تعلق الامر بتنظيم وهيكلة موسسات و مجالس الامن القومي و الدفاع و القضاء التي اسند الدستور رئاستها لجلالة الملك ، او تعلق الامر بالقوانين التنظيمية للانتخابات الجماعية و المهنية و الاستشرية ، خصوصا في ما يتعلق بالجهوية الموسعة ، و ضمن أي تصور و تقطيع ترابي ستجرى ، رغم ان اللجنة الملكية الاستشارية التي كلفت باعداد مشروع الجهوي الموسعة المرتقبة ، قد انهت عملها منذ سنتين وفق 12 جهة بدل 16 على ارضية التضامن و التدرج و التشارك .
و معلوم انه باستثناء الانتخابات البرلمانية السابقة التي افرزت الحكمة الحالية بعد تعديلها ، هي التي تنتمي للدستور الجديد ، فان باقي المؤسسات المنتخبة تنتمي للدستور السابق ، حيث ان المتعارف عليه دستوريا في كل بقاع العالم ، ان المؤسسات المنتخبة تصبح بعد أي دستور جديد ، مؤسسات تصريف اعمال لمدة شهور معدودة فقط ، و يتم انتخاب مؤسسات جديدة تحل محلها تجسيدا و انسجاما و تنفيذا للدستور الجديد كاعلى سلطة قانونية و تاطيرية ، اللهم اذا اعتبر القائمون علينا ان ما جرى هو تعديل او مراجعة دستورية و ليس دستورا جديدا ، و هو عكس ما اعلن و ما هيىء لانجاز دستور جديد في كل مراحله بما فيها صياغته تحت اشراف خبير مغربي / المانوني لاول مرة بالمغرب !.
مؤسساتنا الجماعية و المهنية و الاقليمية و الجهوية و الغرفة الثانية للبرلمان ، و رغم الدستور الجديد و الغرفة الثاني للبرلمان ، و رغ الدستور الجديد ، بقوا مؤسسات تتغل بكامل الصلاحيات ، رغم انه و لدوا في رحم الدستور السابق ؟
و حتى و ان صدق قول / تواريخ بنكيران الذي لا يتطق عن الهوى ، كما يتهم ، بل ان الرجل لا ينطق الا من داخل الثوابت المخزنية باخراج اسلاموي / مصباحي و طرائق شعبوية ترعنها حجة التواصل ، فان هذه المؤسسات ستكون قد اكملت مدة و لايتها النيابية و الجماعية و المهنية كاملة ، و ستكون بلادنا قد حققت حكمة " الجديد له جدة و القديم لا تفرط فيه ".
و مع ذلك تبقى القضية المحورية في كل ما يجري هو الجهوية الموسعة و اختصاصاتها و تقطيعها الترابي الجديد و القوانين المنظمة لانتخابها مثل شكل اللوائح و عددها و حدودها الجغرافية .
كما ان الجهوية الموسعة تقود الى قضية وحدتنا الترابية ، لما لها من ارتباط منذ الناة ، فهل ستمل الانتخابات المقبلة عملية تنزيل تصور الحكم الذاتي في تناغم مع مجالس جهوية ذات اختصاصات اكبر و استقلالية اكبر عن المراكز الذي ستقوى بمركزة القضايا السيادية المشتركة بين كل الجهات ، وفق منظور حداتي توكل بموجبه الدولة سيادي ، طبعا بالتدريج و التدرج و التضامن و التشارك بين الجهات .
انها الطريق التي لا يرغب فيها طبعا اللوبي المستفيد من استمرار مخزنية الدولة ، و لان هذه الطريق لابد لنجاحها من ثمن ، و الثمن هو الملكية البرلمانية ، و لكن هذه المرة من البوابة الجغرافية و ليست السياسية ، هذه الاخيرة أي السياسة التي استطاع اللوبي المخزني ان يهمين على حقلها و يحقق مخزنة الدولة و المجتمع بدل شعار دمقرطة الدولة و المجتمع ، و تحول جل الاحزاب الى خدم يجرون وراء المشاركة في التسيير ، فما بالك بالتقرير ، و اسقطت موضوعة الحكم من جدول اعمال مؤثرات هاته الاحزاب / الخدم بقيها الحكومي و المعارض ، الاسلامي و الحداثي ، مما جعل القواعد تطلق القيادات التي اصبحت عبئا على الدولة تحمله ، في حين انها في حاجة لمن ينمي قاعدتها ، و لتنمية قاعدة الدول و ضمان ولاء السكان وجب توقير الخدمات الصحية لمن مرض ، و المدرسة للناشئة و العدل و الانصاف للمظلومين ، و السكن للاسر و الزواج ، و الشغل للمتخرجين و العاطلين و الذي لن يتاتى الا بتطور المقاولة و الاستثمار و الذي لن يتاتى الا بسيادة المنافسة بدل الاحتكار ، لان المنافسة في الاقتصاد هي الوجه الثاني للديمقراطية في السياسة و العكس صحيح ، و لضمان قاعدة شعبية للسياسة و تنميتها ، وجب في الاحزاب ان تمثل و تدافع عن تطلعات و مطالب السكان وفق مشروع مجتمعي ، في مواجهة السائدين و المهيمنين ، بدل التحول في المهمة بتمثيلهم و تبرير فسادهم و استغلالهم و الدفاع عن جرائمهم لدى الساكنة .
املنا ان تسود الصراعات السياسية المتنامية في افق الانتخابات المقبلة ، البرامج و تسمية الاشياء بمسمياتها و الحلول المقترحة بوسائل تحققها ، بدل التبرير الحكومي في اضطراره لتنفيذ توصيات صندوق النقد الدولي و الخوف من نفوذ اللوبي المخزني ، بل و الدفاع عن مصالح و اتهام العفاريت و التماسيح ، مقابل معارضة متخصصة في انتقاد الحكومة و رصد كارثية قراراتها على العب ، دون طرح برامج و بدائل اجرائية و مشاريع تنموية ، تزيل الضباب المغلف للخطاب السياسي الجاري بين الحكومة و معارضتها في صراع شرس و اتفاق مطبق مع الحكم .
ومع ذلك يبقى الحلم لا ندخل في مرحلة انتظار ما لا ينتظر .

         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

مقالات ذات صلة
< >

الخميس 19 ديسمبر 2024 - 18:57 اغتيال عمر بنجلون جريمة لا تغتفر

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير