HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة

التغيير


بريك عبودي
الجمعة 1 غشت 2014




التغيير
ان وزارة الداخلية اليوم هي مجال محفوظ للمخزن ، و ان الوزراء السياسيين ، الذين مروا منها ، كانوا في العموم ، مجرد " كومبارس " ليس الا . فجوهر " عقيدة " الداخلية لم تتغير انها عقيدة السلطة المطلقة ، و سلطة القهر ، و سلطة القمع ، و سلطة قطع الارزاق ، و سلطة تضييق الخناق ، و سلطة الاستعمال المفرط للقوة للتصدي لكل مشروع تغيير حقيقي . مازال هذا هو جوهر " عقيدة " وزارة الداخلية . و بلغة النخبة ، انها عقيدة " هيمنة " الدولة على المجتمع ، و هيمنة الادارة الترابية على كل القطاعات الاخرى ، و لن تتغير " عقيدة " وزارة الداخلية القائمة حاليا الا بسيادة دعائم سيادة الحق و القانون ،و هذا امر مازال غالبا عن العقلية المتحكمة في وزارة الداخلية .
و لعل اول خطوة و جب القيام بها على درب فطم وزارة الداخلية عن " عقيدتها " الحالية ، تكمن في اعفائها من مهمة السهر على الانتخابات . و من ان هذه الخطوة ان تسهل تحقيق خطوات اخرى تليها لجعل وزارة الداخلية ككل الوزارات . لكن هذا الامر لازال مستبعدا – ان لم يكن كن قبيل المستحيل – و يبدو ان " المخزن " و " جنوده في الخفاء " لم و لن يسمحوا بهذا الا مضطرين اضطرارا .
و لنقولها بصراحة ، ان اعفاء وزارة الداخلية من مهمة السهر على الانتخابات و تدبيرها ، هو في حقيقة الامر ، سحب يساط التحم من تحت اقدامها ، و هذا ما لم يرد المخزن الوصول اليه مهما كان الامر . و بالتالي على القوى السياسية الحية النضال بقوة و استماتة من اجل تحقيق هذا المطلب ، و عليها الان رفع شعار " سحب مهمة السهر " على الانتخابات من يد وزارة الداخلية " ، لان التغيير يتحقق فعليا خطوة خطوة و ليس دفعة واحدة ، و هذا يحيلنا الى القول بوجوب تفتيت شعار " التغيير " الى شعارات جزئية محددة لا توفر للقائمين على الامور امكانية الاختباء وراء عمومية الشعار ، و انما تجعلهم امام واقع الامر ، اما القبول او الرفض دون أي هامش للمناورة ، و هذا من شانه ان يسقط الاقنعة .
فما دامت وزارة الداخلية تعتبر العلبة السوداء للمخزن ، ليس هناك امل قريب في تغيير حقيقي و فعلي في " عقيدتها " و عقليتها و نهجها .

         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

مقالات ذات صلة
< >

الخميس 19 ديسمبر 2024 - 18:57 اغتيال عمر بنجلون جريمة لا تغتفر

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير