يعرف سن التقاعد في الدول التي تسيرها حكومات تحترم شعبها بالسن الذهبي، لان المتقاعد في ذلك السن يتفرغ للسفر والترويح عن نفسه بعد أن قضى سنوات في خدمة وطنه لذلك يشكل متقاعدي الدول الأجنبية نسبة كبيرة من السياح الأجانب الذين يزورون المغرب سنويا، بل منهم من فضل العيش والاستقرار نهائيا في مدن كمراكش وأكادير وغيرها من المدن الساحلية والسياحية.
اما المتقاعد المغربي فقد التفتت اليه حكومة بنكيران والذي حدد رفع لاجور المتقاعدين من ستمائة درهم الى الف درهم، وهي خطوة تحسب لحكومة بنكيران الله يجازيها بخير وذلك للعمل على حل جزء من مشاكل هذا المتقاعد الذي لا يبلغ سن التقاعد غالبا الا هو مصاب ببعض الامراض المزمنة (اما سبب طبيعة العمل او الضغط الذي يمارس عليه من قبل الشغل) والتي تتطلب علاجا وادوية قد تتجاوز في غالب الاحيان راتبه ولا نريد الحديث هنا عن دور صندوق الضمان الاجتماعي الذي لا دور له في هذا الموضوع،والذي يعتبر شكليا وتسويقا اعلاميا في ظل الحديث عن التغطية الصحية الشاملة .
اما اذا كان هذا المتقاعد ذا صحة جيدة فهل تكفبه الف درهم للعيش حتى بابسط الوسائل خصوصا بعد ارتفاع المهول الذي عرفته جميع المواد الأساسية والاستهلاكية للتغذية،إضافة إلى الخوصصة التي طالت كل شيء،فبات كل شيء يباع ويشترى حتى اصبح بعضهم يخشى ان يباع لنا الهواء الذي نتنفسه.
نحن نعيش في وطن واحد ولكن في ظروف مختلفة وهي سنة الله في خلقة الا ان هذا الاختلاف لا ينبغي ان يكون بهده الحدة فلا يعقل ان يتقاضى متقاعد بلغ من الكبر عتيا راتبا يخصص ضعفه او اكثر كميزانية لكلب او قط احدهم.
لو كنا نعيش في بلد ديمقراطي حداثي—الى غير ذلك من المصطلحات الرنانة التي تتكرر على مسامعنا مئات المرات في اليوم ،فبذل ان يتم رفع المتقاعدين الى الف درهم ، كان جدار ان يتم تخفيض اجور الوزارة والنواب ، وغيرهم من المسؤولين الكبار بالاضافة إلى الامتيازات الهائلة المخولة لهم،الان الديمقراطية التي يتشدقون بها تقتضي ان يكون الفرق بين ادنى واعلى اجر فرق يخول لكل من يعيش تحت سماء هذا الوطن الحبيب ان يعيش بكرامة ولكن للاسف ديمقراطيتنا واصطلاحاتنا كانت ومازالت صورية لا تتجاوز الصفحات التي تكتب فيها فهي تكتب بحروف من ذهب لتصدر وتسوق خارج الحدود فهي الأرقام السرية التي تفتح بها خزائن الاتحاد الاروبي والبنك الدولي وامريكا ليستفيدوا من هدايا ومساعدات وقروض لا نرى منها من خصصت له شيئا فنحن نغيش في جنة لايعلمها الا الاجانب.