كنت بمعية مجموعة من الأصدقاء كالعادة المتورمة في مدينة ابن جرير وكلكم تعرفونها إنها ممارسة رياضة الذقون التي تفشت في القبيلة مند زمن طويل ، فعادة الرحامنة إن شئنا هي ممارسة السياسة بالمقاهي وفي الحانة التي لا نملك غير واحدة منها يجتمع فيها القوم لترديد شعار النفس الخالد "اسكر أنا أولا تم تسكر بقية المدينة ثانيا" ، عموما يطيب الحديث في السياسة ودهاليزها هنا بالإقليم وبمدينة ابن جرير ، والوافد يشعر دائما أننا بتنا نتقن تصوير المشاهد ورسم صور المستقبل المحلي والوطني ، يتقن الجهلة هنا على كراسي المقاهي تصنيف الأحزاب والزعماء والدهماء وكل الأدب السياسي والثقافة من هذا الميدان ، وكوني بدأت الحديث أول الأمر من وسط الشلة المجتمعة هي الأخرى على الكراسي ، والكراسي هي التي أشعلت فتيل الثورات والحروب وغدت النعرات إلى أبد الآبدين ، وبئسا يقول أخر والبأس أننا نحكم من الكراسي حتى تصير حصيرا والربيع العربي أجاب بما فيه الكفاية عن الفحولة الكرسية التي يزكيها الحاكم العربي عن نفسه ويراودها أشد المراودة ، والقدافي ليس ببعيد عن ذلك ، سوف لن أبتعد لأن البعاد مثير للشوق وشوق الحديث فيما ها هنا هو عن النفس الرحمانية بين خبثها وصفائها بين شقاوتها ورضوانها ، سأفتح القوس جاعلا من فترة انتظار كبش العيد على مائدة المؤمنين في أيام الحج والحجيج تطوف بالأراضي المقدسة فرصة لننتبه وأنا بين الأصدقاء الذين حكوت عنهم أن الرحماني عبدا كان أو حرا ليس مهما في معادلات التاريخ الوطني ، ولي اليقين أننا أكثر عبودية من شر الدهور القديمة التي أنصفها التاريخ ورسم جورها على دفات دفاتره واستفاض في تمطيط صليل السيوف والخناجر التي ضربت الأعناق والأذقان ، وحتى لا نضيع الوقت ولا يضيع منا سدى سأقول والعنوان الظاهر للمقال : الرحامنة والسلطة والجمهور ، هو عنوان بارز كالنتوءات على جبال سيدي بوعثمان التي عرتها غبرة التاريخ وضيمه ، محاولا إبراز أن الرحامنة والرحمانيون وبحكم القساوة والأصل والمنبت على الأراضي القاحلة الجرداء والحارقة لم يكونوا يجدوا ما يغنيهم عن طلب العلم أو التجارة أو الزراعة سوى ممارسة السياسة ، لذلك فإنني كنت متفقا بين من حضروا ذلك المساء لمجالستي أن السلطة وهذا هو جوهر اللقاء بيننا ونحن الذين دأبنا على كثرة النقاشات وكثرة الانتقادات وكثرة الكثرة الكثيرة المتدفقة من اللهو والمجون السياسي الأعور ، لكأني ومن معي نجد أن الرحامنة لا تقاس بالبلاد البعيدة فالمدينة والإقليم يعيش حرفة من لا حرفة له والسياسة هي حرفة أغلب المنتصبين ، لأنها سر فلسفة الحكم والرزق والاسترزاق المشروط والغير مشروط ، والعفن والوساخة والفداحة ، والرحامنة الأرض والإقليم بالعودة إلى تاريخها من كتب "الرحامنة وعلاقتهم بالمخزن المغربي " وhistoire de rhamna" يستشف الدارس أن الفراغ الذي وجدت على نسله ونشأته هذه الأرض القاحلة أطربها هم السياسة وذكر محاسن ومساوئ الرجال وعورات الكبراء هنا والنافدين، والصراع مع السلطة من معركة سيدي بوعثمان إلى أخر نزغ حركة 20 فبراير والمعطلين والسميسيون ودروب من الخارجين والنازلين إلى عمالة الإقليم وسلطة القائد ومفوضية الشرطة واليوم يشبه الغد كلنا رحامنة ننازع السلطة أيا كانت مكاسبها ونحب مقارعتها ونفهم الحقوق ونكره الواجبات وبكل القطاعات، لا عمري اكتشفت مطية أكثر من مطية الرحماني وهو يريد الحصول على وثيقة يحاجج ويقارع من أجلها رئيس مصلحة وقد يضربه أو يشتم أصله وفصله وينعته بالقبيح والفاجر من سوء الكلام ، إذن لماذا تتصارع الإرادات هنا مند قرون ؟ عادة ..الأمصار والبلاد الواقعة على الوديان والبحار والمواقع الحيوية الحساسة تقل فيها مثل هذه الاهتمامات والذخيرة الحية من العنف والمروق لرغد العيش وسلامة الأبدان من لزوميات وضروريات الحياة، أما وأنت بالرحامنة فإنك باخع نفسك على أثار الأسلاف الجبارين الأشداء ،لأن البيئة قاسية والتنمية منعدمة والأفق ضيق ومسدود والموت يموت هنا ويقتل نفسه قبل غيره ، لست قطعا متشائما ولكن قد يمكنني قدري وقدرك أن يطفح الكيل فينا فنبرز على أسنان الكلمات ، تلكموا هي الرحامنة كما صورتها شلة القاعدين إلى كوب شاي من زمن المدينة 01/11/2011 زمن يطوي زمن والجمهور والسلطة والرحامنة في نفس الدوامة يتقاطعون ويغضب بعضهم من الأخر يسجن الخارج عن سرية الدوران الأعرج الأغبر الأعور دوران لن يحول الدستور الجديد من استمراره وعيشه إلى ابد الآبدين.
الأكثر تصفحا
|
الرحامنة ..السلطة ..والجمهور أو العكس يوسف صبري
الثلاثاء 1 نونبر 2011
تعليق جديد
مقالات ذات صلة
أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير |
|||||||
|