تحل اليوم الذكرى الـ59 لاختطاف واختفاء المناضل اليساري المغربي المهدي بن بركة.
ككل سنة، يتذكر من تبقى من رفاق الرجل و من يقاسمه القناعات وكل المتشبعين بالفكر الحقوقي هذه الذكرى الأليمة، بكثير من الحسرة والألم في ظل استمرار الاختفاء.
صحيح استحضار قضية الرجل لم يغب عن الكثير من النقاشات الحقوقية والسياسية، منذ عقود وكل سنة. لكن هذه السنة تذكره الناس أكثر من مرة، تذكروه اليوم في ذكرى الاختفاء، و تذكروه عند وفاة شريكة الحياة ودرب النضال غيثة بناني، في يونيو الماضي.
زعامة مبكرة
كان من الواضح لمن عايش فترة المهدي، أن الرجل يمتلك من مقومات الزعامة والقيادة ما جعله محط أنظار واهتمام سلطات الاستعمار، وبعدها السلطات المغربية التي أضحى “معارضها الأول”.
في البداية نال المهدي إعجاب الفرنسيين بسبب تفوقه الدراسي بكوليج مولاي يوسف، الذي كان مدرسة أبناء الأعيان والمعمرين، حتى بعث به المقيم العام الفرنسي الجنرال نوكيز إلى جانب تلاميذ أخرين إلى باريس لاستكمال دراسته.
لم يقتنع المهدي بالسخاء الفرنسي، خاصة في ظل الحرب العالمية الدائرة، فولى وجهه نحو الجزائر التي كانت هي الأخرى خاضعة للاحتلال قبل أن يحصل منها على الإجازة في الرياضيات ويعود إلى المغرب ليدفعه تفوقه إلى المدرسة المولوية مدرسا لولي العهد ورفاقه.
كما باقي رفاق جيله من أبناء الشعب المتشبعين بثقافة التحرر، ساهمت الظروف التي عاشها المغرب في إيقاد نار الغضب ورفض الاستعمار في صدر المهدي، وهو ما دفعه ليكون في طليعة الموقعين على وثيقة المطالبة باستقلال البلاد.
بعد ذلك تنامى وتعاظم النشاط السياسي لبن بركة، وهو ما عجل باعتقاله مرتين من قبل سلطات الاحتلال وأدركت أن المهدي الذي بعث به المقيم العام الفرنسي بنية أن يخدم المشروع الاستعماري على الأرجح، ليس هو المهدي الذي يلقي الخطب في الناس ويحثهم على التخلص من الاستعمار.
الواقع أن بن بركة و رفاقه وبعد انسحابهم من حزب الاستقلال في ظل الصراع الحاصل، وتأسيس حزب جديد، أبدى معارضة أكبر للسلطة، و كان ذلك باديا في الخطابات أو حتى في وسائل الإعلام التي يطلق من خلالها تصريحاته وهو ما وتر العلاقة بينه ومعه رفاقه مع السلطة.
حينها فقط شعر المهدي أن هذا “التصعيد” في المعارضة قد يكون له ثمن باهض، وهو ما أدى به في النهاية إلى نقل زوجته وابنائه إلى مصر للاستقرار هناك.
غير أن توجسات الرجل ما كانت لتمنعه من نشاطه السياسي، ليس على المستوى الوطني فقط بل على المستوى العالمي، حتى حل موعد اختطافه في التاسع والعشرين من أكتوبر العام 1965 بالقرب من مقهى ليب وسط العاصمة الفرنسية، لتبقى هذه الجريمة من بين الجرائم السياسية التي تنتظر الكشف عن التفاصيل وعن الضحية
ككل سنة، يتذكر من تبقى من رفاق الرجل و من يقاسمه القناعات وكل المتشبعين بالفكر الحقوقي هذه الذكرى الأليمة، بكثير من الحسرة والألم في ظل استمرار الاختفاء.
صحيح استحضار قضية الرجل لم يغب عن الكثير من النقاشات الحقوقية والسياسية، منذ عقود وكل سنة. لكن هذه السنة تذكره الناس أكثر من مرة، تذكروه اليوم في ذكرى الاختفاء، و تذكروه عند وفاة شريكة الحياة ودرب النضال غيثة بناني، في يونيو الماضي.
زعامة مبكرة
كان من الواضح لمن عايش فترة المهدي، أن الرجل يمتلك من مقومات الزعامة والقيادة ما جعله محط أنظار واهتمام سلطات الاستعمار، وبعدها السلطات المغربية التي أضحى “معارضها الأول”.
في البداية نال المهدي إعجاب الفرنسيين بسبب تفوقه الدراسي بكوليج مولاي يوسف، الذي كان مدرسة أبناء الأعيان والمعمرين، حتى بعث به المقيم العام الفرنسي الجنرال نوكيز إلى جانب تلاميذ أخرين إلى باريس لاستكمال دراسته.
لم يقتنع المهدي بالسخاء الفرنسي، خاصة في ظل الحرب العالمية الدائرة، فولى وجهه نحو الجزائر التي كانت هي الأخرى خاضعة للاحتلال قبل أن يحصل منها على الإجازة في الرياضيات ويعود إلى المغرب ليدفعه تفوقه إلى المدرسة المولوية مدرسا لولي العهد ورفاقه.
كما باقي رفاق جيله من أبناء الشعب المتشبعين بثقافة التحرر، ساهمت الظروف التي عاشها المغرب في إيقاد نار الغضب ورفض الاستعمار في صدر المهدي، وهو ما دفعه ليكون في طليعة الموقعين على وثيقة المطالبة باستقلال البلاد.
بعد ذلك تنامى وتعاظم النشاط السياسي لبن بركة، وهو ما عجل باعتقاله مرتين من قبل سلطات الاحتلال وأدركت أن المهدي الذي بعث به المقيم العام الفرنسي بنية أن يخدم المشروع الاستعماري على الأرجح، ليس هو المهدي الذي يلقي الخطب في الناس ويحثهم على التخلص من الاستعمار.
الواقع أن بن بركة و رفاقه وبعد انسحابهم من حزب الاستقلال في ظل الصراع الحاصل، وتأسيس حزب جديد، أبدى معارضة أكبر للسلطة، و كان ذلك باديا في الخطابات أو حتى في وسائل الإعلام التي يطلق من خلالها تصريحاته وهو ما وتر العلاقة بينه ومعه رفاقه مع السلطة.
حينها فقط شعر المهدي أن هذا “التصعيد” في المعارضة قد يكون له ثمن باهض، وهو ما أدى به في النهاية إلى نقل زوجته وابنائه إلى مصر للاستقرار هناك.
غير أن توجسات الرجل ما كانت لتمنعه من نشاطه السياسي، ليس على المستوى الوطني فقط بل على المستوى العالمي، حتى حل موعد اختطافه في التاسع والعشرين من أكتوبر العام 1965 بالقرب من مقهى ليب وسط العاصمة الفرنسية، لتبقى هذه الجريمة من بين الجرائم السياسية التي تنتظر الكشف عن التفاصيل وعن الضحية