يبدو الأمر جد طبيعي حين ننظر إليه من موقع المؤسسة الرسمية لأن استمرارها نفسه يتأسس على تسييد تصورها للثقافة وكيفية نشرها والارتباط بها، لكن حين ننظر إليه من الموقع المضاد نفهم أن تسييد المهرجانات، بصيغتها الحالية، يدخل في إطار إنتاج تصور محدد لماهية الممارسة الثقافة بالمغرب حيث تبدو ذات غاية وحيدة هي الفرجة العابرة والبهرجة وبالمقابل قتل اية إمكانية لإنعاش الممارسة الثقافية القاعدية الفاعلة تلك التي شكلت الأرضية الصلبة التي انطلق منها الوعي المناضل ومناعة المقاومة والقناعات في عقود سابقة.
إن ما لا ينتبه إليه هو أن ممارسة الثقافة في المرحلة الحالية قد اتخذت صيغة ثقافة الاعلان فيبدو الأهم هو الإبهار عبر استحضار الأسماء التي جعلت منها سلطة الصورة نجوما، وحتى إن اقترحت نقاشات ما حول الثقافة فلن يكون ذلك إلا من المداخل التي تعممها مركزية القرار الثقافي من قبيل الحكامة والتنمية وما شابههما. مثل هذا الفهم يغطي على المعنى الحقيقي للثقافة الذي يعينها كفعل يومي، وليس مناسباتي أو موسمي، في دور الشباب ودور الثقافة والمخيمات والمدارس والأحياء السفلى وكل أماكن تواجد الناس سواء تعلق الأمر بالمراكز أو بالجغرافيا المنسية. الثقافة من الموقع النقيض تكون حرقة مستمرة طيلة أيام السنة تستحضرها سياسة وطنية من كل مجالات تسيير الشأن العام، و تحركها الرغبة في التنشئة الإيجابية للصغار على القيم الانسانية النبيلة، و توعية الكبار من مداخل المسرح و لسينما و التشكيل والعمل المدني والتطوع والقراءة والكتابة الخ وتحقيق كل ما يفيد في نقض الهيمنة والاستغلال والتجهيل والاتجار في معاني الانتساب إلى الوطن.
لقد تواجدت المهرجانات في ممارسة الفاعلين الثقافيين والفنيين في هذا المغرب دوما، إلا أنها كانت لتتويج موسم من العمل والمثابرة والكفاح، وهكذا كانت مهرجانات مسرح الهواة بمكناس وأكادير والجديدة ...فرصة لتقييم عمل الوطنية، و تتويج أعمالها الجيدة، و توفير فرصة للجميع للاحتكاك ببقية االتجارب وتطوير آليات الاشتغال والحوار والنقاش والمهارات الخاصة في الندوات والورشات ونقاشات العروض.
إنه ما كان يحصل تقريبا في الأيام وللقاءات الإشعاعية للأندية السينمائية، و قد كان مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية و مهرجانات أخرى قليلة مناسبة للتدرب على التسيير والتنظيم والمناقشة العميقة مع المبدعين و النقاد. هذا ما كنا نجده أيضا لدى جمعيات الطفولة والشباب والتخييم والتطوع فكان النشاط الإشعاعي بمثابة مناسبة للتقييم والاحتفاء بالمنجز النوعي والبناء المشترك للآفاق الخ. لقد صار كل هذا اليوم من ذكريات الماضي، يتم تأثيمه و يصفى بكل الصيغ حتى من طرف من و لدوا وأ نضجوا عشقهم للثقافة والفن داخل صيغة هذه الممارسة الثقافية الأصيلة لإطارات الأمس.
لقد صارت مهرجانات الثقافة والفن تملأ زمن و فضاء الكثير من المدن المغربية فوفرت للسماسرة العديد من فرص الانتفاع و الاتجار في كل شيء، وهكذا تضخمت فئة قراصنة الدعم الثقافي، و بالمقابل أصبحت الفضاءات التقليدية لممارسة الثقافة مهجورة، بل أكثر من هذا أصبح معيبا ل" ألبة الثقافة والفن" أن يحضروا لفضاءات محددة ولمناطق محددة وعبر وسائل نقل محددة ... بسبب هذا أيضا أصبح مناصرو الثقافة القاعدية في حالة حصار و أكرهوا غالبا على التوقف فبدا المهيمن منتشيا بتجفيف الينابيع المقاومة لسلطته، فيما بدا التابعون له والسائرون في ركبه في أزهى أزمنتهم خاصة أن أشياء عديدة في الثقافة والسياسة و المجتمع توحي بهزيمة المغلوبين.
صحيح هزيمة الموقع المضاد شبه مؤكدة لكن على الرغم من ذلك يكون من مسؤولية من تبقى أن يجعل من الحراك المجتمعي الجديد وقود الاستمرار. ومن موقع انتساب هذه الكتابة لهذا الموقع المضاد وأمل إنعاشه تكون وظيفتها هي مساءلة ما يبدو بديهيا ومسلما به،و كشف اللا مرئي في أدوات القهر والتعمية والعمل الجدي من أجل ما يسميه "بيير بورديو" كشف النظام الرمزي السائد، و فضح العنف الناعم للإديولوجيين المحترفين الذين يستندون إلى نوع من التعقيل شبه العلمي للإديولوجية السائدة التي من غاياتها في هذا المغرب تعميم المهرجانات للتستر على فضيحة قتل الثقافة.
إن ما لا ينتبه إليه هو أن ممارسة الثقافة في المرحلة الحالية قد اتخذت صيغة ثقافة الاعلان فيبدو الأهم هو الإبهار عبر استحضار الأسماء التي جعلت منها سلطة الصورة نجوما، وحتى إن اقترحت نقاشات ما حول الثقافة فلن يكون ذلك إلا من المداخل التي تعممها مركزية القرار الثقافي من قبيل الحكامة والتنمية وما شابههما. مثل هذا الفهم يغطي على المعنى الحقيقي للثقافة الذي يعينها كفعل يومي، وليس مناسباتي أو موسمي، في دور الشباب ودور الثقافة والمخيمات والمدارس والأحياء السفلى وكل أماكن تواجد الناس سواء تعلق الأمر بالمراكز أو بالجغرافيا المنسية. الثقافة من الموقع النقيض تكون حرقة مستمرة طيلة أيام السنة تستحضرها سياسة وطنية من كل مجالات تسيير الشأن العام، و تحركها الرغبة في التنشئة الإيجابية للصغار على القيم الانسانية النبيلة، و توعية الكبار من مداخل المسرح و لسينما و التشكيل والعمل المدني والتطوع والقراءة والكتابة الخ وتحقيق كل ما يفيد في نقض الهيمنة والاستغلال والتجهيل والاتجار في معاني الانتساب إلى الوطن.
لقد تواجدت المهرجانات في ممارسة الفاعلين الثقافيين والفنيين في هذا المغرب دوما، إلا أنها كانت لتتويج موسم من العمل والمثابرة والكفاح، وهكذا كانت مهرجانات مسرح الهواة بمكناس وأكادير والجديدة ...فرصة لتقييم عمل الوطنية، و تتويج أعمالها الجيدة، و توفير فرصة للجميع للاحتكاك ببقية االتجارب وتطوير آليات الاشتغال والحوار والنقاش والمهارات الخاصة في الندوات والورشات ونقاشات العروض.
إنه ما كان يحصل تقريبا في الأيام وللقاءات الإشعاعية للأندية السينمائية، و قد كان مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية و مهرجانات أخرى قليلة مناسبة للتدرب على التسيير والتنظيم والمناقشة العميقة مع المبدعين و النقاد. هذا ما كنا نجده أيضا لدى جمعيات الطفولة والشباب والتخييم والتطوع فكان النشاط الإشعاعي بمثابة مناسبة للتقييم والاحتفاء بالمنجز النوعي والبناء المشترك للآفاق الخ. لقد صار كل هذا اليوم من ذكريات الماضي، يتم تأثيمه و يصفى بكل الصيغ حتى من طرف من و لدوا وأ نضجوا عشقهم للثقافة والفن داخل صيغة هذه الممارسة الثقافية الأصيلة لإطارات الأمس.
لقد صارت مهرجانات الثقافة والفن تملأ زمن و فضاء الكثير من المدن المغربية فوفرت للسماسرة العديد من فرص الانتفاع و الاتجار في كل شيء، وهكذا تضخمت فئة قراصنة الدعم الثقافي، و بالمقابل أصبحت الفضاءات التقليدية لممارسة الثقافة مهجورة، بل أكثر من هذا أصبح معيبا ل" ألبة الثقافة والفن" أن يحضروا لفضاءات محددة ولمناطق محددة وعبر وسائل نقل محددة ... بسبب هذا أيضا أصبح مناصرو الثقافة القاعدية في حالة حصار و أكرهوا غالبا على التوقف فبدا المهيمن منتشيا بتجفيف الينابيع المقاومة لسلطته، فيما بدا التابعون له والسائرون في ركبه في أزهى أزمنتهم خاصة أن أشياء عديدة في الثقافة والسياسة و المجتمع توحي بهزيمة المغلوبين.
صحيح هزيمة الموقع المضاد شبه مؤكدة لكن على الرغم من ذلك يكون من مسؤولية من تبقى أن يجعل من الحراك المجتمعي الجديد وقود الاستمرار. ومن موقع انتساب هذه الكتابة لهذا الموقع المضاد وأمل إنعاشه تكون وظيفتها هي مساءلة ما يبدو بديهيا ومسلما به،و كشف اللا مرئي في أدوات القهر والتعمية والعمل الجدي من أجل ما يسميه "بيير بورديو" كشف النظام الرمزي السائد، و فضح العنف الناعم للإديولوجيين المحترفين الذين يستندون إلى نوع من التعقيل شبه العلمي للإديولوجية السائدة التي من غاياتها في هذا المغرب تعميم المهرجانات للتستر على فضيحة قتل الثقافة.