لكن، الذي يعيش في تفاصيل الحياة اليومية، يعرف يقينا انه ثمة مواطنا من نوع خاص، مواطن وفيّ لمبادئه السامية وموضع ثقة كاملة لبعض الناس.. لا يظهر صفته الحقيقية، لكنه يتعايش وكأنه مواطن ينتمي إلى الكل ولا يعادي أحدا : إنه "المواطن البوليسي" ..
واسمحوا لي في هذا المقال ان كتبت عن هذا الصنف، لأني سأكون موضوعيا شيئا ما غير متحيز إلى فئة، لأني سأتكلم عن "مواطن" وليس عن خائن أو مستعمر..
أول تعرف لي على هذا الصنف كان في الجامعة حيث كنت ادرس .. كنت اسمع كثيرا في الحلقيات النقاشية الطلابية كلمة : "هذا بوليسي"، وعن "محاكمة جماهيرية" لـ"طالب بوليسي" اكتشف أمره .. وكان غالبا ما يكون هذا "الطالب البوليسي" إما مخالفا لرأي تلك الجماعة الطلابية، فيكون الحل الوحيد للحد من هذا المنتقد "الفيروس" هو تشويه نظرة الطلبة إليه باتهامه بالبوليسية، فيعدو المسكين كلما تكلم يمقته البعض، لأنه "طالب بوليسي" ..
سمعت ايضا في فترتي الطلابية عن وجود "طلبة بوليس" ينتمون أو "يخترقون" الفصائل الطلابية من حيث لا يشعرون.. وعن حكاية أن هناك طلبة مهنتهم الاندساس في صفوف الطلاب وجمع الأخبار وإيفادها إلى "جهات معنية". هؤلاء المندسون ليس همهم التحصيل الدراسي بقدر ما هو التحصيل المعلوماتي بمقابل مادي وامتيازات بسيطة .. فعلمت حينها أن الجامعة رغم الأزمات التي تخنقها والتفرقة بين فصائلها الطلابية لا زالت تشكل اهتماما من لدن "الجهات المعنية" .. أي لازال للجامعة وطلابها وزنها في المجتمع ..
لا أنكر أني – وبحسب التجربة البسيطة – تعرفت على بعضهم في أيامي الجامعية، وكنت لا اظهر لهم اهتمامي بالأمر حتى أعلم وأدرس سلوكيات "الطالب البوليسي"، حتى أني صاحبت بعضهم، ولأني أصلا لا أحب أن اخسر أحدا .. سواء أكان الشخص فاعلا أو مفعولا به أو لا محل له من الإعراب او حتى بوليسيا .. لكن كما قيل لست بالخب ولا الخب يخدعني .. كما لا أنكر أني وجدت الكثير ممن أخطأ في وصف بعض الناس خطئا بالبوليسية، لا لشيء سوى انه يعارضه ولا يتفق مع رأيه أو رأي جماعته .. وهذا من شأنه أن يدفع المتهم برفع دعوى قضائية على المدعي إن توفر الشهود ..
هذا أمر الجامعة الذي هو ذاته في المجتمع بهيئاته التي قد تشكل خطرا في نظر البعض .. وتأكد هذا الأمر جليا أثناء أحداث ثورتي مصر وتونس، حين لم يعد "المواطن البوليسي" يحتمل الأمر، فخرج عن جلباب وطنيته وصار "بلطجيا" يكيد لباقي أنواع المواطنين ..
للمواطن البوليسي حقوق وواجبات : فمن حقه آن ينتمي إلى وطنه ومجتمعه، ولا يجوز لأحد آن يؤذيه، لأنه مواطن ومهنته نقل الأخبار .. فهي مهنة لا أقول أنها حلال أم حرام، لكنها مهنة يتروى منها ويحارب بها فقره .. وكنت زمان أقول للطلاب في الكلية أن الطلاب يجب آن يفتخروا بأنفسهم لأنهم بذاتهم يشكلون حلا جزئيا للبطالة بتشغيل الطلبة البوليس الذين ينقلوا أخبارنا ..
من حقوقه أيضا آن تتم تسوية وضعيته المهنية بالتأمين الاجتماعي والصحي والزيادة في الأجر، مع بعض الامتيازات لتحريك نفس الإبداع في مهنته والتميز فيها .. كما من حقه أن نعامله، نحن المواطنون المنتمون إلى باقي الأصناف، كإنسان لا كخائن أو مستعمر، فهو مواطن له ماله وعليه ما عليه ..
أما واجبات المواطن البوليسي، فأهمها ما كنا نقوله للطلاب : "إن كان هناك طالبا بوليسيا بيننا فنطالبه أن ينقل مواقفنا وكلمتنا إلى جهاته المعنية كما هي، لا أن يحرفها" .. أي الصدق في نقل الأخبار .. لأن الصدق منجاة كما يقال .. "إن جاءكم فاسق بنبأ .." ..
المواطن البوليسي يبقى إنسانا وجب علينا احترامه إذا ظهر انه "مواطن" بالدرجة الأولى .. لأن حبه للوطن حينها سيجعل ضميره يرتاح ويختار بكل أمان الانتماء الذي سيسعده ويريحه : فاعل، مفعول به، لا محل له من الإعراب .. أم مواطن "بوليسي" ..
فكل ابن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون ..
واسمحوا لي في هذا المقال ان كتبت عن هذا الصنف، لأني سأكون موضوعيا شيئا ما غير متحيز إلى فئة، لأني سأتكلم عن "مواطن" وليس عن خائن أو مستعمر..
أول تعرف لي على هذا الصنف كان في الجامعة حيث كنت ادرس .. كنت اسمع كثيرا في الحلقيات النقاشية الطلابية كلمة : "هذا بوليسي"، وعن "محاكمة جماهيرية" لـ"طالب بوليسي" اكتشف أمره .. وكان غالبا ما يكون هذا "الطالب البوليسي" إما مخالفا لرأي تلك الجماعة الطلابية، فيكون الحل الوحيد للحد من هذا المنتقد "الفيروس" هو تشويه نظرة الطلبة إليه باتهامه بالبوليسية، فيعدو المسكين كلما تكلم يمقته البعض، لأنه "طالب بوليسي" ..
سمعت ايضا في فترتي الطلابية عن وجود "طلبة بوليس" ينتمون أو "يخترقون" الفصائل الطلابية من حيث لا يشعرون.. وعن حكاية أن هناك طلبة مهنتهم الاندساس في صفوف الطلاب وجمع الأخبار وإيفادها إلى "جهات معنية". هؤلاء المندسون ليس همهم التحصيل الدراسي بقدر ما هو التحصيل المعلوماتي بمقابل مادي وامتيازات بسيطة .. فعلمت حينها أن الجامعة رغم الأزمات التي تخنقها والتفرقة بين فصائلها الطلابية لا زالت تشكل اهتماما من لدن "الجهات المعنية" .. أي لازال للجامعة وطلابها وزنها في المجتمع ..
لا أنكر أني – وبحسب التجربة البسيطة – تعرفت على بعضهم في أيامي الجامعية، وكنت لا اظهر لهم اهتمامي بالأمر حتى أعلم وأدرس سلوكيات "الطالب البوليسي"، حتى أني صاحبت بعضهم، ولأني أصلا لا أحب أن اخسر أحدا .. سواء أكان الشخص فاعلا أو مفعولا به أو لا محل له من الإعراب او حتى بوليسيا .. لكن كما قيل لست بالخب ولا الخب يخدعني .. كما لا أنكر أني وجدت الكثير ممن أخطأ في وصف بعض الناس خطئا بالبوليسية، لا لشيء سوى انه يعارضه ولا يتفق مع رأيه أو رأي جماعته .. وهذا من شأنه أن يدفع المتهم برفع دعوى قضائية على المدعي إن توفر الشهود ..
هذا أمر الجامعة الذي هو ذاته في المجتمع بهيئاته التي قد تشكل خطرا في نظر البعض .. وتأكد هذا الأمر جليا أثناء أحداث ثورتي مصر وتونس، حين لم يعد "المواطن البوليسي" يحتمل الأمر، فخرج عن جلباب وطنيته وصار "بلطجيا" يكيد لباقي أنواع المواطنين ..
للمواطن البوليسي حقوق وواجبات : فمن حقه آن ينتمي إلى وطنه ومجتمعه، ولا يجوز لأحد آن يؤذيه، لأنه مواطن ومهنته نقل الأخبار .. فهي مهنة لا أقول أنها حلال أم حرام، لكنها مهنة يتروى منها ويحارب بها فقره .. وكنت زمان أقول للطلاب في الكلية أن الطلاب يجب آن يفتخروا بأنفسهم لأنهم بذاتهم يشكلون حلا جزئيا للبطالة بتشغيل الطلبة البوليس الذين ينقلوا أخبارنا ..
من حقوقه أيضا آن تتم تسوية وضعيته المهنية بالتأمين الاجتماعي والصحي والزيادة في الأجر، مع بعض الامتيازات لتحريك نفس الإبداع في مهنته والتميز فيها .. كما من حقه أن نعامله، نحن المواطنون المنتمون إلى باقي الأصناف، كإنسان لا كخائن أو مستعمر، فهو مواطن له ماله وعليه ما عليه ..
أما واجبات المواطن البوليسي، فأهمها ما كنا نقوله للطلاب : "إن كان هناك طالبا بوليسيا بيننا فنطالبه أن ينقل مواقفنا وكلمتنا إلى جهاته المعنية كما هي، لا أن يحرفها" .. أي الصدق في نقل الأخبار .. لأن الصدق منجاة كما يقال .. "إن جاءكم فاسق بنبأ .." ..
المواطن البوليسي يبقى إنسانا وجب علينا احترامه إذا ظهر انه "مواطن" بالدرجة الأولى .. لأن حبه للوطن حينها سيجعل ضميره يرتاح ويختار بكل أمان الانتماء الذي سيسعده ويريحه : فاعل، مفعول به، لا محل له من الإعراب .. أم مواطن "بوليسي" ..
فكل ابن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون ..