HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة
تصفحوا العدد 331 من جريدة حقائق جهوية الكترونيا pdf



الأكثر تصفحا


الناخب يرفض بضائع انتخابية مغشوشة


أحمد السنوسي
الاثنين 18 يوليوز 2016




الناخب يرفض بضائع انتخابية مغشوشة
بدأت السوق الانتخابية تعرف رواجا ملحوظا، و نشر "فراشة" الحوانيت السياسية و الأحزاب الموالية للسلطة بضائعهم في كل مكان، و حار الناخبون – و هم أقلية – و غير الناخبين الرافضون لاستهلاك البضائع الانتخابية المغشوشة – و هم أغلبية – حين اكتشفوا أن هذه البضائع المعروضة متشابهة بل و تستنسخ بعضها البعض الآخر إلى حد التماهي ( باستثناء أحزاب و جمعيات و منظمات تجسد أمل التغيير الحقيقي و كذا الشباب الصامد في مواجهة الاستبداد حتى تعم الحرية و الكرامة و الديمقراطية أرض الوطن) مما يعني أن حوالي أربعين حزبا و العدد في تصاعد لن يقف حتى يصبح عدد الأحزاب أكثر من الناخبين، أصحاب هذه الأحزاب الشركات يتبضعون جميعهم من معمل واحد و شركة أم واحدة تحرص خلال كل موسم انتخابي على تزويدهم بمنتوجاتها في عملية احتكار واضحة للبرامج و الشعارات و اللافتات و الخطب العصماء التي يقتنيها المرشحون جاهزة للاستهلاك السريع.

لقد تعددت الأحزاب و البرنامج واحد، لكن الهدف يبقى أن يسود الانطباع في الداخل و الخارج، بأن البلاد منهمكة في إنجاح خيار ديمقراطي رغم أنه يضرب الديمقراطية في الصميم، إن الحق في الاختلاف، الحق في تعددية حزبية حقيقية قائمة على برامج ذات مصداقية و جريئة لا تتخوف من السباحة ضد التيار و قادرة على أن تمارس المعارضة دون أن تنتظر مرسوم تعيين و ترسيم يمنحها صفة المعارضة أو "المعارضية" إلى حين، و في انتظار إنضاج الظروف لها من أجل أن تتوصل بمرسوم التعيين في الأغلبية اللي كتغلب الضبع.

و الغريب أن هذه الأحزاب تجمع خلال كل موسم على الشكوى مما تسميه بـ "العزوف الانتخابي" و مقاطعة الأغلبية الساحقة المسحوقة من المغاربة لصناديق الاقتراع. و الأغرب من ذلك أن هذه الأحزاب لم تسأل نفسها عن أسباب ذلك، و لم تقم بتشخيص ميداني للداء الخطير الذي ينخر " الديمقراطية" الصورية بعد أن رفض "الناخب" قواعد لعبة مغشوشة من الأساس جعلت " الطبقة السياسية" تعيش عزلة قاتلة، إذ أنها تكتفي بتوزيع الأدوار في ما بينها كما توزع المصالح و الامتيازات، في غياب العمود الفقري للديمقراطية الذي هو صوت الشعب و إرادته الحقيقية المعبر عنها بكل حرية دون إكراه أو محاولة للاستغلال الفظيع للفقر المدقع للشرائح الهشة من أجل شراء أصواتها بأبخس الأثمان.

و لعل اليقظة ستكون مؤلمة للاعبين في ملعبهم المحروس، فأحيانا تنتفض الجماهير و تقتحم الملعب احتجاجا على انحياز الحكم أو انخراط اللاعبين في عملية بيع و شراء قذرة تزكم رائحتها الأنوف في كل سوق انتخابية.

         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

مقالات ذات صلة
< >

الخميس 19 ديسمبر 2024 - 18:57 اغتيال عمر بنجلون جريمة لا تغتفر

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير