مشكلة المغرب المعلنة والتي أصبحت هاجس الجميع هي الحفاظ على الوحدة الترابية للوطن ومنع تقسيمه ليكون دويلتين مجهريتين بجوار دول كبيرة المساحة قليلة الأهمية.
قد يستغرب البعض كيف دبر الجميع وما يزالون يدبرون تقسيم المغرب رغم أن مساحته هي ثلث مساحة الجزائر, مثلا.
لما لم يسعى الجميع لخلق دولة جديدة على حساب الأراضي الجزائرية مثلا أو الموريتانية وهي شاسعة بالطبع أكثر من المغرب؟
هل المغرب وتاريخه وعراقته تستحق أن يكون على رقعة ضيقة يحاصر فيها؟ ما السبب في سعي الغرب عامة لتقزيم المغرب؟ هل حبا في خصوم المغرب؟ أم خوفا من المغرب؟
التاريخ لا يرحم. والتاريخ أثبت أن المغرب دولة وشعبا كان وما يزال وسيبقى الشعب المهدد لأوروبا وكذلك لدول الجوار, سعيا من شعب المغرب لخلق دولة إسلامية مترامية تكون فيها العزة للإسلام والمسلمين.
لقد استطاع المغرب ولله الحمد رب العالمين أن يحافظ على وحدته الترابية,رغم مساعي الجميع أعداء وأصدقاء لعرقلة مساعي الحفاظ على وحدة الوطن.
نعم, تحمل الشعب المغربي وما يزال وأصر وبجميع مكوناته وسكانه في الجنوب كما في الشمال على البقاء مستمرين وموحدين كي لا نكون لقمة سائغة للأعداء المتربصين بنا جميعا.
لقد استطعنا نسبيا تجاوز عقبات الوحدة الترابية, وما نزال قادرين على الاستمرار في الحفاظ عليها والمغاربة لكونهم الشعب الأذكى عالميا, موقنون أن العنف والعنف المضاد لن ينفع الجميع وسينهار الجميع ويتأذى الجميع.
لهذا فإن الجميع عازم على الصبر والتحمل وتناسي الخلافات التافهة لمصلحة الاستقرار والأمان والنعيم.
الأعداء حال عجزوا عن تحقيق الفرقة الترابية خرجوا علينا بفرقة خطيرة هي تفرقة الشعب المغربي عقديا, ليكون ممزقا بحق, يعدوا بعضه على بعض.
الأعداء ومنهم البعيد والقريب وبتمويل من الأصدقاء كما الأعداء, الكل مجمع على تشجيع الفرقة العقدية في وطن كان علماؤه يحمون وحدته العقدية ويتركون أمر الوحدة الترابية للقادة والساسة.
اليوم السياسيون يعرقلون مساعي العلماء في الحفاظ على الوحدة العقدية للشعب المغربي, يفعلون جهلا, غير مدركين خطورة انعدام الوحدة العقدية.
لا يمكن الحفاظ على الوحدة الترابية من غير وحدة عقدية. الشعب المغربي حاليا موحد عقديا ومذهبيا واقتصاديا واجتماعيا ونفسيا.
الاختلاف الوحيد الذي بقي لدى المغاربة هو اختلاف اللهجات المحلية وهو اختلاف ضعيف ونسبي ومحدود التأثير.
اختلاف اللهجات اختلافا يفهم معه كل منا الآخر, ولا يشكل ذلك الاختلاف أي عائق أبدا في اندماج الشعب المغربي من أقصاه إلى أقصاه.
المخطط الذي دبر للمغرب حاليا, هو تمزيق وحدته العقدية, والخطر الممول من الأعداء كما الأصدقاء هو خطر نشر التشيع المجوسي في المناطق التي تعرف رغبة في الانفصال.
تشجيع التشيع والسكوت عنه في الصحراء كما في الريف سيكون الضربة القاسمة التي تقسم وحدة المغرب واستقراره وسيادته.
حاليا المغاربة جميعا مسلمون ولله الحمد رب العالمين يصلون في نفس المساجد ويلزمهم دينهم الإسلامي على محبة بعضهم لبعض ونبذ الكره والعنف.
العقيدة الشيعة تناصب العداء لكل ما هو إسلامي وتعتبر قتل المسلمين سبيلا للبلوغ لجنة الشيعة المجوس, حسب أوهامهم طبعا.
وعليه فان الاختلاف العقدي سيكون وقود الفرقة والانفصال والاقتتال وسفك الدماء, أكثر مما يمكن أن يحدثه الانفصال الترابي.
دول المغرب الكبير اليوم موحدة عقديا والشعوب متحابة متفاهمة متعاونة لا كره بينها ولو أن للأنظمة حساباتها فان الشعوب تتعاون وتتعامل وتتزوج وتتآخى فيما بينها من غير أي عقد.
حال ينتشر وباء التشيع المجوسي فإن المغاربة والمغاربيون سينقلب بعضهم على بعض ويحدث في المغرب والمغرب الكبير ما حدث في الشام وما يزال من اقتتال عقدي سببه بالطبع الشيعة المجوس.
كبار رجال الدولة في المغرب ديدنهم مداواة كل مشكلة بمشكلة أعظم منها وأخطر. بعضهم يتوهم أن التغاضي عن التشيع المجوسي قد يكون فرملة للتوسع الإسلامي في المغرب وقد يستفيد المخزن من تلك الفرملة مؤقتا لحين يواجه الإسلاميون الشيعة المجوس, فيكون المخزن من جديد الحكم والفاصل بينهما.
الكثير لم يفهموا بعد أبعاد التشيع المجوسي وخطورته على الوطن والشعب والاستقرار والوحدة.
حاليا دعاة الانفصال في الجنوب المغربي يردعهم الإسلام ومهما بلغ حقدهم فالدين يلطف من ذلك الحقد وهم يرون أن القوات العمومية مسلمة والمواطنون خارج الصحراء مسلمون كما المواطنون الصحراويون تماما, لا يفرقهم غير اللهجة المحلية.
لهذا أيقن الأعداء أن خير محفز للانفصال هو ضرب الوحدة العقدية للشعب المغربي وبالتالي سيرى الشاب الصحراوي الشيعي المجوسي في رجل الأمن ناصبيا, قتله قربة من إلاه الشيعة المجوس.
وعليه لن يجد بعد أن يقنعه الشيعة المجوس بالتشيع المجوسي, لن يجد أي نقطة التقاء له مع أي مواطن مغربي مسلم, وبالتالي سيعلن الشباب الشيعي المجوسي الحرب الشاملة على كل ما هو مغربي وسيكون ذلك بداية الخراب للصحراء والمغرب عامة.
لهذا أنبه لضرورة الحفاظ على الوحدة العقدية للشعب المغربي, ومن يساوي بين الوهابية حسب زعمه وبين التشيع المجوسي, فهو بلا شك يسمع من الشيعة المجوس أكثر مما يسمع من علماء المسلمين.
كلمة وهابي تعني في القاموس الشيعي المجوسي, الكافر المستحل دمه والواجب قتله تقربا من إلاه الشيعة المجوس.
أن يردد مسؤول أمني مغربي كلمة الوهابية مقرونة بالتشيع فتلك مصيبة عدم فهم ما يدبر للمغرب أو تغاضي مقصود لضرب العدو بالعدو حسب منطق فرق تسد.
نسي من يفعل ذلك أن المحايد يكون دائما جائزة المنتصر, وعليه فإن المخزن الذي يوتر السلامة ونشر الفرقة غير آبه بالثوابت الوطنية, سيجد نفسه مجبرا على مواجهة الطرف الغالب بين المسلمين وبين الشيعة المجوس.
سكوت المخزن عن التشيع في الصحراء, كما في الريف ليتحركوا وبكل حرية في حين يقمع محاربي التشيع المجوسي, سيخلص منه العلماء إلى تشجيع ضمني للتشيع المجوسي في المغرب وبالتالي يدب الشك بين العلماء والمخزن سيفسر لصالح التشيع المجوسي.
لهذا وجب إعلان النفير حفاظا على الوحدة العقدية التي تعد الضمانة الوحيدة للحفاظ على الوحدة الترابية.
إعلان النفير ليعمل الجميع على شرح خطورة الفكر الشيعي المجوسي, تحصينا للشعب المغربي وشباب المغرب من غزو الفكر الشيعي المجوسي الذي سيكون بلا شك إن تهاونا سبب خراب المغرب.