HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة
تصفحوا العدد 331 من جريدة حقائق جهوية الكترونيا pdf





حين يُستبدَل الحس الوطني كدعامة لروح المواطنة و السلوك المدني


ذ. عبد الكبير مولوع
الثلاثاء 1 مارس 2016




حين يُستبدَل الحس الوطني كدعامة لروح المواطنة و السلوك المدني







الحس الوطني : هو نتاج للوعي الوطني الذي هو الادراك العقلي والوجداني لأحوال الوطن ؛ ادراك نقاط قوته و نقاط ضعفه ، و ادراك التحديات التي تواجهه ان كان محتلا من طرف الاجانب ، او متخلفا بسبب سوء تدبير أحواله السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و التعليمية مع التفكير في سبل تحريره في حالة الاحتلال ، و الاسهام في تقدمه في حالة التخلف ، و السعي الى فهم عوامل تفكك اواصره المجتمعية و أجزاءه الترابية في حالة مداهمته من طرف اعداءه من الداخل او الخارج بما يروجون له من افكار هدامة تمهد لاضعافه و الزج به في متاهات الفتنة و السقوط .
المواطنة : هي المشاركة في بناء الوطن على الصورة التي تجعله متقدما ، يعيش أهله حالة الاستقرار و الرخاء، و يكون ذلك بانخراط المواطنين كافراد كبارا و صغارا ، اغنياء و فقراء في تكوين انفسهم و تكوين الاخرين ، و جعلهم مسلحين بالمعارف اللازمة ، و بالاستعداد البدني و النفسي اللائقين لتقديم الخدمات الضرورية لفائدة المجتمع ، بالانضمام الى العمل الجماعي ، و المشاركة في الجمعيات ، و التنظيم في اطار المنظمات الثقافية و الاجتماعية و السياسية ، و تكون الغاية هي الحفاظ على وحدته و سيادته كاملة و على تماسكه الاجتماعي و رقي أبناءه فكريا و معرفيا و علميا و خلقيا . و يكون ذلك بما ينبغي من الاحساس الدائم بالغيرة عليه و على مواطنيه و ان يعيشوا احرارا و كرماء في وطنهم و خارجه .
السلوك المدني : هو ترجمة الحس و الوعي الوطني و روح المواطنة ترجمة فعلية ملموسة من خلال جعل السلوك محققا لهدف الوعي الوطني و مطلب المواطنة الايجابية ، و ذلك بنهج الافراد و المواطنين سلوكا متمدنا ، و متحضرا و راقيا ، ليستلهم روح القوانين و القيم الوطنية و الاجتماعية المثالية ، و تتجلى في المواقف و المعاملات و الظهور بمظهر الشخص الملتزم كمواطن و المثقف و المشبع بالقيم الاخلاقية التي تجعل منه مواطنا صالحا مستدمجا لكل القيم التي بتمثلها يتحقق ضمان تحرر الوطن و المواطنين و عيشهم في اجواء من التقدم و الرقي و الرفاه .
و اذا كان الحس الوطني غائبا او مغيبا بإرادة ووعي زائف بعدم جدواه و أهميته مقارنة مع ما يطلق عليه عند الاخوان المسلمين بالوعي الاسلامي و الحس القومي الديني الذي يجب أن يكون موجِّها لكل سلوك فردي و محدِّدا لكل علاقةِ مشاركةٍ .
في العمل من أجل البناء فإنه من المتعذّر ان يتحقق اي انجاز لصالح الوطن سواء على صعيد بناء ثقافته أو ارساء قيمه التي تحفظ وجوده و تماسكه و تضمن أمنه المادي والجسدي في اطار حدوده الجغرافية الترابية ، أو امنه الروحي في اطار حدوده العقائدية و المذهبية .
كما يكون صعبا الاقناع بان حاملي ما يسمى ”بالوعي الاسلامي” و المدافعين عنه هم اناس يتمتعون بالحس الوطني الذي يرفده الوعي الوطني . و يكون كذبا و نفاقا الادعاء بان المشاركة في الشأن العام من لدن المتحمسين لمصطلح الوعي الاسلامي الاخواني هي مشاركة مجسدة لمطلب المواطنة . و يكون ايضا إدعاءا كاذبا و منافقا التصريح بأن كل ما يُترجَم من سلوك بخلفية دينية اسلامية اخوانية هو سلوك مدني . ”فالميّة تكذب الغطاس ” دائما كما يقول اخواننا المصريون هو مثل ينطبق تماما على كل الذين يستطيبون و يشعرون بارتياح عميق ، في كل مرة ، للاحدات و الافعال المعبرة عن معاداة الحريات الفردية و التي هي الاحدات و الافعال المناقضة في الصميم لجوهر السلوك المدني و المتنافية مع روح المواطنة التي تقبل الاخر كيفما كان شكله او لونه او معتقده او ميوله مشاركا في البناء دون ان يكون بالضرورة نسخة مطابقة لغيره في الفكر والذوق و اختياره لنمط عيشه المستجيب لظروفه الحياتية الخاصة و خصوصياته الذاتية .
و يكون هذا السلوك المُوجَّه بما يطلق عليه ب ”الوعي الاسلامي الاخواني ” بعيدا اكثر عن ان يكون مدنيا حين يتعارض مع المصلحة الوطنية ، و ذلك حين يضرب بها بعرض الحائط لصالح مصلحة اخرى تتعدى حدود الوطن و مصالح و حريات المواطنين الفردية .

         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

مقالات ذات صلة
< >

الخميس 19 ديسمبر 2024 - 18:57 اغتيال عمر بنجلون جريمة لا تغتفر

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير