HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة

صحفي ... مع وقف التنفيذ


الحافة حسن
السبت 5 أكتوبر 2013




صحفي ... مع وقف التنفيذ
"الله يرحم الصحافة"، لم أجد أفضل من هذه العبارة لنعي جسد هذه المرحومة ، التي يتلقى قلم من أقلامها اليوم ضريبة اختياره هذه المهنة الشريفة ، و أختار أن يخط بقلمه تأوهات و معاناة البسطاء و المظلومين ، عوض " يكري حنكو" للدفاع عن المخزن و رجالاته ، و يطبل لهم على صفحات جريدته الإلكترونية ،فها هو اليوم يجلس و حيدا خلف قضبان سجن ، شيد لزجر المجرمين ، فأصبح وسيلة لوأد الأقلام الحرة، راضيا بقدره ، غير مستسلم " لقرصة الأذن" التي يريد رجالات البلاط أن تكون لسعتها حارة.


أصل الحكاية ابتدأ هكذا: نشر موقع لكم" فيديو" مصور لتنظيم القاعدة يهدد فيه النظام المغربي بالتصفية الوشيكة التي سيلقاها على يديه، و يصف مؤسساته بالكافرة ، ويدعوا الناس إلى الجهاد لنصرة الإسلام المهدورة كرامته على يد هذا النظام الكافر و رجالاته.


فتحركت أجهزت البوليس السري و العلني " و شي عجب آخر" ،لاعتقال صاحب الجريدة الذي لم يكن سوى الصحفي المشاكس " علي أنوزلا" ، و التهمة:الدعاية للتنظيم القاعدة ، و محاولة التحريض على الإرهاب ، يعني أن " السيد كيدير بيبليسيتي للإرهاب" ، و أن أصحاب النفوس الضعيفة الوطنية، ممكن أن تنجرف وراء هذا النداء ، دون أن يعلم النظام أن ما يهدده بالفعل هو هذه الزيادات الصاروخية في الأسعار ، و التفقير اليومي للمواطنين، وعودة سنوات الرصاص باعتقال الصحفيين ، و استصدار الجرائد ، وقطع الأرزاق ، وترك " البراهش" مثل شباط و بنكيران يديرون المشهد السياسي .


هذا هو ما يهدد النظام كل لحظة وكل ساعة ، أما اعتقال " سي علي " ، فهو فقط " ردان الحساب" ، التي تعود المخزن و رجالاته الأوفياء أن يتعاملوا به مع من يرفض بيع قلمه و صوته. الغريب في الأمر أن " زملاء المهنة" ، تحولوا إلى أعداء " المهنة" ، فلم تخصص لخبر اعتقاله سوى "شبر"، من أوراق جرائدها الملونة بشعارات الشركات ،أو إشهارا لمواد التجميل . فكتبت خبر اعتقاله في أخر صفحاتها كأنها تنفي عليها تهمة التضامن معه ، و مرت عليه مرور " اللئام" كأن المسألة تعني تصفية حساب مع صحفي تتنافس معه على نقل الخبر ، و أن حقيقة الأمر يتعلق بطعنة أخرى تنضاف إلى جسد الصحافة المثقل بالجراح ، فجل الصحافيين تناسوا ذلك المثل المستقى من حكايات ابن المقفع في كتابه" كليلة و دمنة " الذي يقول : أكلت يوم أكل الثور الأبيض، و أن غدا قد يكون أحد منهم مكان " علي" .

رغم أني لست صحفيا بالمعنى الحرفي للكلمة ،ولم أتلقى أي تكوين أكاديمي في هذا المجال ، إلا أني أخاف أن تتحول "السلطة الرابعة" ، إلى "سلطة طيعة" في يد رجالات المخزن فنعود للزمن " لي دوا إيرعف" ، لهذا أعلن تضامني مع " علي أنوزلا" ، و أعتبر أن مهنة الصحفي في بلدنا تعطيك حق امتلاك البطاقة لكن..... مع وقف التنفيذ.

         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

مقالات ذات صلة
< >

الخميس 19 ديسمبر 2024 - 18:57 اغتيال عمر بنجلون جريمة لا تغتفر

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير