حاوره: محمد لغريب
-1-يلاحظ المتتبعون أن المعركة التي يخوضها المحاميات والمحاميون اليوم تميزت بالزخم النضالي غير المسبوق في تاريخ جسم هيئة الدفاع. هل هذا ناتج عن إحساسكم كمحامين ومحاميات بخطورة استهداف جسمكم، وكذا إحساسكم بالإقصاء والإبعاد من مناقشة مشاريع قوانين أنتم أولى بالمساهمة في بلورتها؟
يجب التذكير بادئ ذي بدء أن هذه المعركة ليست الأولى من نوعها، فقد سبق للمحامين أن خاضوا مجموعة من المعارك والوقفات والاحتجاجات، وتقدموا بعدة مبادرات ومقترحات ومذكرات للوزارة المعنية، لم تؤخذ بعين الاعتبار، مما دفع المحامون من خلال جمعية هيئات المحامين بالمغرب، مند يوليوز الماضي أن تتخذ عدة خطوات نضالية تصعيدية، وأشكال احتجاجية مختلفة، منها تنظيم عدة وقفات بالمحاكم، ومقاطعة إنذارية لمدة أسبوعين تعلقت بمقاطعة جلسات الجنايات، ومقاطعة صناديق المحاكم، وتنظيم وقفة وطنية أمام البرلمان، علاوة على عقد لقاء وطني بمسرح محمد الخامس، لإثارة انتباه الجهات المسؤولة، وكان الهدف من كل هذا طبعا، هو حماية حقوق المواطنات والمواطنين في الولوج إلى العدالة بما يضمن الحق في الأمن القضائي كحق كوني من حقوق الإنسان.
ونظرا لعدم استجابة الجهات الرسمية، خاصة الحكومة في شخص وزارة العدل الوصية على القطاع، اضطرت الجمعية إلى اتخاذ خطوة نضالية تصعيدية أخرى، تجلت في التوقف الشامل عن أداء مهام الدفاع ابتداء من فاتح نونبر 2024 إلى إشعار آخر، ستليها خطوات أخرى وفق ما تراه الجمعية وأجهزتها التقريرية مناسبا.
طبيعي أمام انسداد أبواب الحوار وأمام الإقصاء والتجاهل أن تضطر الجمعية إلى هذه الخطوات التصعيدية.
وتبني المعركة من مختلف التنظيمات السياسية والحقوقية ومختلف الفاعلين الحقوقيين والسياسيين خاصة من اليسار الذين استشعروا نفس الخطورة هو الذي أعطى للمعركة هذا الزخم غير المسبوق، وهذا الصدى المجتمعي الكبير.
-2- هل كانت بالنسبة لكم المعركة التي خاضتها جمعية هيئات المحامين بالمغرب هي معركة وجود؟
كل ما هنالك، أنه أمام إصرار الجهات المسؤولة عن تجاهل مطالب المحامين، وتجاوز ممثلهم الوحيد والشرعي جمعية هيئات المحامين بالمغرب كان لابد من خوض هذه الأشكال لرد الاعتبار لمهنة المحاماة ولوضعها الاعتباري بما فيها خوض المعركة والتعريف بها إعلاميا.
فالتوقف الشامل عن أداء مهام الدفاع، قرار فرض على جمعية هيئة المحامين بالمغرب، وتدرك خطورته على المس بالسير العادي للمحاكم، وتدرك أكثر من غيرها تأثيره على المتقاضين والبطء في الفصل في الملفات وتراكمها، وسعت الجمعية إلى الحوار دون جدوى مما يؤكد غياب إرادة حقيقية لدى السلطات الحكومية في حوار حقيقي جاد ومسؤول لتجاوز الاختناق الذي تعيشه مهنة المحاماة.
-1-يلاحظ المتتبعون أن المعركة التي يخوضها المحاميات والمحاميون اليوم تميزت بالزخم النضالي غير المسبوق في تاريخ جسم هيئة الدفاع. هل هذا ناتج عن إحساسكم كمحامين ومحاميات بخطورة استهداف جسمكم، وكذا إحساسكم بالإقصاء والإبعاد من مناقشة مشاريع قوانين أنتم أولى بالمساهمة في بلورتها؟
يجب التذكير بادئ ذي بدء أن هذه المعركة ليست الأولى من نوعها، فقد سبق للمحامين أن خاضوا مجموعة من المعارك والوقفات والاحتجاجات، وتقدموا بعدة مبادرات ومقترحات ومذكرات للوزارة المعنية، لم تؤخذ بعين الاعتبار، مما دفع المحامون من خلال جمعية هيئات المحامين بالمغرب، مند يوليوز الماضي أن تتخذ عدة خطوات نضالية تصعيدية، وأشكال احتجاجية مختلفة، منها تنظيم عدة وقفات بالمحاكم، ومقاطعة إنذارية لمدة أسبوعين تعلقت بمقاطعة جلسات الجنايات، ومقاطعة صناديق المحاكم، وتنظيم وقفة وطنية أمام البرلمان، علاوة على عقد لقاء وطني بمسرح محمد الخامس، لإثارة انتباه الجهات المسؤولة، وكان الهدف من كل هذا طبعا، هو حماية حقوق المواطنات والمواطنين في الولوج إلى العدالة بما يضمن الحق في الأمن القضائي كحق كوني من حقوق الإنسان.
ونظرا لعدم استجابة الجهات الرسمية، خاصة الحكومة في شخص وزارة العدل الوصية على القطاع، اضطرت الجمعية إلى اتخاذ خطوة نضالية تصعيدية أخرى، تجلت في التوقف الشامل عن أداء مهام الدفاع ابتداء من فاتح نونبر 2024 إلى إشعار آخر، ستليها خطوات أخرى وفق ما تراه الجمعية وأجهزتها التقريرية مناسبا.
طبيعي أمام انسداد أبواب الحوار وأمام الإقصاء والتجاهل أن تضطر الجمعية إلى هذه الخطوات التصعيدية.
وتبني المعركة من مختلف التنظيمات السياسية والحقوقية ومختلف الفاعلين الحقوقيين والسياسيين خاصة من اليسار الذين استشعروا نفس الخطورة هو الذي أعطى للمعركة هذا الزخم غير المسبوق، وهذا الصدى المجتمعي الكبير.
-2- هل كانت بالنسبة لكم المعركة التي خاضتها جمعية هيئات المحامين بالمغرب هي معركة وجود؟
كل ما هنالك، أنه أمام إصرار الجهات المسؤولة عن تجاهل مطالب المحامين، وتجاوز ممثلهم الوحيد والشرعي جمعية هيئات المحامين بالمغرب كان لابد من خوض هذه الأشكال لرد الاعتبار لمهنة المحاماة ولوضعها الاعتباري بما فيها خوض المعركة والتعريف بها إعلاميا.
فالتوقف الشامل عن أداء مهام الدفاع، قرار فرض على جمعية هيئة المحامين بالمغرب، وتدرك خطورته على المس بالسير العادي للمحاكم، وتدرك أكثر من غيرها تأثيره على المتقاضين والبطء في الفصل في الملفات وتراكمها، وسعت الجمعية إلى الحوار دون جدوى مما يؤكد غياب إرادة حقيقية لدى السلطات الحكومية في حوار حقيقي جاد ومسؤول لتجاوز الاختناق الذي تعيشه مهنة المحاماة.
’’ المحامون جزء من المجتمع ومعنيين بكل معاركه‘‘
-3 – الكثير يؤاخذ على المحامين والمحاميات تخليهم عن الانخراط الفعلي في الكثير من المعارك الحقوقية التي تهم الشعب المغربي، ويرى في الحراك النضالي الذي تخوضونه اليوم فئوي بالأساس جاء كرد فعل عن المساس بالحقوق المادية لهذه الفئة. كيف تنظرون إلى هذا النقاش الذي طفى على هامش معركتكم؟
المحامون والمحاميات من صلب المجتمع وتهمهم كافة قضايا الشعب، لأنهم جزء منها، والقول بتخلي المحامين والمحاميات عن الانخراط الفعلي في الكثير من المعارك الحقوقية غير صحيح، كما سلف أن قلت، فهم جزء من المجتمع ومعنيين بكل معاركه، وبكل السياسات العمومية في هذا الشأن.
وتاريخ المحاماة بالمغرب من خلال جمعيتهم أو كأفراد حافل بتبنيه لقضايا الشعب، سواء بالانخراط الفعلي فيها أو بالدفاع ومؤازرة ضحايا هذه المعارك والاحتجاجات.
أعتقد أن هذا القول مردود على قائله، ويهدف منه فقط تقزيم معركة المحامين والمحاميات كأنها مجرد معركة فئوية ومطالب مهنية، والمطالب التي رفعها المحامون عبر جمعيتهم خلال هذه المعركة والمطالب والتشريعات المتحاور عليها الآن تفند هذا الرأي، فهي مطالب تمس في جوهرها حرية وحقوق مكتسبة للشعب المغربي على سبيل المثال الحق في التقاضي على درجتين وفي حق المساواة بين المتقاضين والنيابة العاملة وفي تقوية حق الدفاع من أجل محاكمة عادلة.
-4- تعالت الدعوات من داخل الحراك النضالي الذي تخوضونه إلى تسعير المعركة، وخاصة من داخل تنظيمات المحامين الشباب، بعد الخرجات الإعلامية لوزير العدل عبد اللطيف وهبي التي تقول إن الأمر الآن بيد المؤسسات التشريعية للحسم في مشروعي قانوني المسطرة المدنية والجنائية وليس بيده وحده. كيف تنظرون إلى هذه الدعوات؟
فعلا كانت تصريحات وزير العدل أمام مجلس المستشارين غير الموفقة وغير المحسوبة، والتي اعتبرت المحامين مجرد أفراد يمكنهم الدخول في أحزاب والصعود إلى البرلمان لمناقشة القوانين، صعبت الموقف وزادت في التصعيد، مما اعتبرها المحامين مجرد مزايدات سياسوية، تمس بشكل خطير بإطارهم التاريخي جمعية هيئات المحامين بالمغرب وبوضعهم الاعتباري.
أما عن فئة الشباب المحامين، فمن الطبيعي أن تكون فئة الشباب وهي الفئة العريضة والقاعدة الكبيرة داخل المهنة والمفترض أن تتضرر أكثر، وهي في نفس الوقت الأكثر حماسا ونضالا في أي معركة، للضغط أكثر لتوجيه نضالاتهم من أجل تحقيق المطالب.
– 5- وأنتم تواصلون إضرابكم للأسبوع الثاني على التوالي إلى أي حد تعتبرون أن معركتكم الجارية ليست معركة محامي وحده بل هي معركة كل المعنيين بقضايا حقوق الإنسان بالمغرب، خاصة أن هناك أصوات ومواقع تحاول تسفيه حراككم وتربطه بما أشرنا إليه سابقا؟
بعد الوساطة البرلمانية بين وزارة العدل وجمعية هيئات المحامين بالمغرب صدر بلاغ مشترك الذي رد للجمعية وضعها الطبيعي والتاريخي كممثل وحيد وشرعي للمحامين، وتم الاتفاق حول فتح حوار جدي ومسؤول وموثق بمحاضر، وتأسيس لجن موضوعاتية للحوار، ارتأت معه الجمعية تعليق التوقف الشامل عن مهام الدفاع الصادر بطنجة، وذلك كبادرة حسن نية لمواصل الحوار في أجواء سليمة وهي في كامل اليقظة لتتبع مجرياته.
-6 -ما هو تقييمك كمحامي وناشط حقوقي لهذه المعركة، وأي أفق لها في ظل توسع حملة التضامن الوطني والدولي مع حراككم؟
تقييمي للمعركة التي خاضها المحامون والمحاميات كما سبق أن قلتم لها زخم نضالي كبير وأنتم وسيلة إعلامية مواكبة ومتتبعة، أقول إن المعركة ناجحة بالتفاف المحامين والمحاميات حولها رغم ما تكبدوا من أضرار، كما أنها تركن صيتا وصدى لدى الرأي العام الوطني والدولي، ولها حاضنة شعبية من أحزاب ومنظمات وطنية لها وزنها.
كما نتمنى أن تكون الجهة الأخرى قد استوعبت الدرس، وأن تلتزم بما وعدت به بما يخدم الوضع الاعتباري للمحاماة كرسالة نبيلة وكشريك في العدالة بما يخدم كذلك المتقاضين والعدالة والوطن.
– نشكر جريدة ملفات تادلة عن مجهوداتها في مواكبة معركة المحاميات والمحاميين، كما نشكر بالمناسبة كل المنخرطين في هذه المعركة من وسائل إعلام وفاعلين حقوقيين وسياسيين وكل من ساهم في إنجاحها من قريب أو من بعيد.
-3 – الكثير يؤاخذ على المحامين والمحاميات تخليهم عن الانخراط الفعلي في الكثير من المعارك الحقوقية التي تهم الشعب المغربي، ويرى في الحراك النضالي الذي تخوضونه اليوم فئوي بالأساس جاء كرد فعل عن المساس بالحقوق المادية لهذه الفئة. كيف تنظرون إلى هذا النقاش الذي طفى على هامش معركتكم؟
المحامون والمحاميات من صلب المجتمع وتهمهم كافة قضايا الشعب، لأنهم جزء منها، والقول بتخلي المحامين والمحاميات عن الانخراط الفعلي في الكثير من المعارك الحقوقية غير صحيح، كما سلف أن قلت، فهم جزء من المجتمع ومعنيين بكل معاركه، وبكل السياسات العمومية في هذا الشأن.
وتاريخ المحاماة بالمغرب من خلال جمعيتهم أو كأفراد حافل بتبنيه لقضايا الشعب، سواء بالانخراط الفعلي فيها أو بالدفاع ومؤازرة ضحايا هذه المعارك والاحتجاجات.
أعتقد أن هذا القول مردود على قائله، ويهدف منه فقط تقزيم معركة المحامين والمحاميات كأنها مجرد معركة فئوية ومطالب مهنية، والمطالب التي رفعها المحامون عبر جمعيتهم خلال هذه المعركة والمطالب والتشريعات المتحاور عليها الآن تفند هذا الرأي، فهي مطالب تمس في جوهرها حرية وحقوق مكتسبة للشعب المغربي على سبيل المثال الحق في التقاضي على درجتين وفي حق المساواة بين المتقاضين والنيابة العاملة وفي تقوية حق الدفاع من أجل محاكمة عادلة.
-4- تعالت الدعوات من داخل الحراك النضالي الذي تخوضونه إلى تسعير المعركة، وخاصة من داخل تنظيمات المحامين الشباب، بعد الخرجات الإعلامية لوزير العدل عبد اللطيف وهبي التي تقول إن الأمر الآن بيد المؤسسات التشريعية للحسم في مشروعي قانوني المسطرة المدنية والجنائية وليس بيده وحده. كيف تنظرون إلى هذه الدعوات؟
فعلا كانت تصريحات وزير العدل أمام مجلس المستشارين غير الموفقة وغير المحسوبة، والتي اعتبرت المحامين مجرد أفراد يمكنهم الدخول في أحزاب والصعود إلى البرلمان لمناقشة القوانين، صعبت الموقف وزادت في التصعيد، مما اعتبرها المحامين مجرد مزايدات سياسوية، تمس بشكل خطير بإطارهم التاريخي جمعية هيئات المحامين بالمغرب وبوضعهم الاعتباري.
أما عن فئة الشباب المحامين، فمن الطبيعي أن تكون فئة الشباب وهي الفئة العريضة والقاعدة الكبيرة داخل المهنة والمفترض أن تتضرر أكثر، وهي في نفس الوقت الأكثر حماسا ونضالا في أي معركة، للضغط أكثر لتوجيه نضالاتهم من أجل تحقيق المطالب.
– 5- وأنتم تواصلون إضرابكم للأسبوع الثاني على التوالي إلى أي حد تعتبرون أن معركتكم الجارية ليست معركة محامي وحده بل هي معركة كل المعنيين بقضايا حقوق الإنسان بالمغرب، خاصة أن هناك أصوات ومواقع تحاول تسفيه حراككم وتربطه بما أشرنا إليه سابقا؟
بعد الوساطة البرلمانية بين وزارة العدل وجمعية هيئات المحامين بالمغرب صدر بلاغ مشترك الذي رد للجمعية وضعها الطبيعي والتاريخي كممثل وحيد وشرعي للمحامين، وتم الاتفاق حول فتح حوار جدي ومسؤول وموثق بمحاضر، وتأسيس لجن موضوعاتية للحوار، ارتأت معه الجمعية تعليق التوقف الشامل عن مهام الدفاع الصادر بطنجة، وذلك كبادرة حسن نية لمواصل الحوار في أجواء سليمة وهي في كامل اليقظة لتتبع مجرياته.
-6 -ما هو تقييمك كمحامي وناشط حقوقي لهذه المعركة، وأي أفق لها في ظل توسع حملة التضامن الوطني والدولي مع حراككم؟
تقييمي للمعركة التي خاضها المحامون والمحاميات كما سبق أن قلتم لها زخم نضالي كبير وأنتم وسيلة إعلامية مواكبة ومتتبعة، أقول إن المعركة ناجحة بالتفاف المحامين والمحاميات حولها رغم ما تكبدوا من أضرار، كما أنها تركن صيتا وصدى لدى الرأي العام الوطني والدولي، ولها حاضنة شعبية من أحزاب ومنظمات وطنية لها وزنها.
كما نتمنى أن تكون الجهة الأخرى قد استوعبت الدرس، وأن تلتزم بما وعدت به بما يخدم الوضع الاعتباري للمحاماة كرسالة نبيلة وكشريك في العدالة بما يخدم كذلك المتقاضين والعدالة والوطن.
– نشكر جريدة ملفات تادلة عن مجهوداتها في مواكبة معركة المحاميات والمحاميين، كما نشكر بالمناسبة كل المنخرطين في هذه المعركة من وسائل إعلام وفاعلين حقوقيين وسياسيين وكل من ساهم في إنجاحها من قريب أو من بعيد.