HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة

علاقة الريع التنظيمي بالفساد التنظيمي وبإفساد العلاقة مع المستهدفين.....1


محمد الحنفي
السبت 24 يناير 2015




علاقة الريع التنظيمي بالفساد التنظيمي وبإفساد العلاقة مع المستهدفين.....1






إن النظام المخزني، عندما شرعن الريع في المجتمع، يعرف جيدا أنه شرعن العمالة المخزنية في المجتمع، إلى درجة التسابق، من أجل أن يحتل عميل معين، صدارة العمالة المخزنية، ومن أجل أن يصير معظم أفراد المجتمع، عملاء للمخزن، ابتداء بقدم الحي، وانتهاء بالعامل، ثم الوالي، باعتبار العمالة لهم، عمالة القرب، غير المكلفة، والأكثر استفادة من الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

وحتى يؤدي الريع المخزني دوره، لصلح المخزن، فإنه يغدق على العملاء، المزيد من رخص النقل، ورخص الصيد في أعالي البحار، ورخص الاستيراد، والتصدير، ورخص وكالات الأسفار، وغيرها، مما لا حدود له في المنطق المخزني، الذي يعتبر كل ما يوجد على الأرض له، وما يقوم به جميع الناس، لا يقومون به، إلا بإرادته، وما يعتزمون القيام به، يجب أن يكون بعلمه، وما يحققه الناس من إنتاج قليل، أو كثير، يؤول إليه في معظمه.

ومن أجل ألا تقتصر العمالة على الأفراد، والتي غالبا ما تنقطع، نظرا لذكاء الشعب المغربي، تمت شرعنة تقديم الريع إلى الإطارات الحقوقية، أو النقابية، أو الثقافية، أو غيرها من الإطارات، التي يصلح تسميتها بإطارات الريع المخزني، الذي لا يوظف في صالح المستهدفين بعمل إطار معين، بقدر ما يقع تحت تصرف المسؤولين عن الإطارات النقابية، أو الحقوقية، أو الجمعوية، وكأنه ملك لهم، مقابل قيادتهم لإطار معين.

فماذا نعني بالريع؟

وما ذا نعني بتقديم الريع إلى التنظيمات الجماهيرية المختلفة؟

وما هي الأهداف التي تتحقق من وراء تقديم الريع إلى إطارات معينة؟

وهل يتم تعميم ذلك الريع على جميع الإطارات، أم أنه يخص إطارات بعينها، دون بقية الإطارات الأخرى؟

وهل يمكن اعتبار المستفيدين من التفرغ لصالح الجمعيات، أو النقابات، مستفيدين من الريع المخزني؟

وماذا نقول إذا وجدنا متفرغا لا يقوم بالمهام التي تفرغ من أجلها، مشتغلا في مؤسسة خاصة، بعد أن حرم أبناء الشعب المغربي من خدمته لهم، مقابل ما يتقاضاه من أجر، بدون إنجاز ما تفرغ من أجله؟

ألا نعتبر المتفرغين الذين لا ينجزون أية مهمة، يعيشون على الريع المخزني؟

لماذا لا نجد المتفرغ في المقر النقابي، الذي يقصده العمال، والأجراء، في أي مدينة من المدن المغربية؟

لماذا لا نجد المتفرغات للجمعيات، التي تفرغن من أجل إنجاز الدوام في مقراتها، والقيام بالمهام التي يقتضيها ذلك الدوام؟

ألا يعشن على الريع المخزني، الذي يؤخذ من أموال الشعب المغربي؟

أليس التفرغ من دون ممارسة الدوام، والقيام بالأعمال التي يقتضيها ذلك الدوام، ريعا مخزنيا؟

إلا يقتضي ذلك الريع تقديم البديل إلى الدولة المخزنية؟

أليس كل من يتلقى ريعا مخزنيا، عميلا للدولة المخزنية؟

هل يمكن اعتبار متلقي الريع المخزني، كيفما كان شكله، وبأي صفة، وباسم أي إطار، مناضلا سياسيا، أو نقابيا، أو جمعويا، أو حقوقيا؟

فكيف يدعي المستفيدون من الريع، النضال، وهم يقدمون خدمات إلى الدولة المخزنية، التي يدعون أنها مؤسسة فاسدة؟

أليس عدم إنجاز تلك المهام، والغياب عنها، للقيام بعمل آخر، إخلالا بالوظيفة الجديدة؟

من يراقب هؤلاء المتفرغين؟

هل تراقبهم الإطارات التي سعت إلى تفرغهم؟

هل تراقبهم أجهزة الدولة المخزنية؟

لماذا لا تقوم الإطارات بتتبع ممارسة متفرغيها؟

لماذا لا تتخذ الإجراءات الضرورية ضد كل من يخل بالمهام التي تفرغ من أجلها؟

أليس عدم اتخاذ الإجراءات الضرورية، ضد المتفرغين المخلين بمهامهم، دليلا على أن التفرغ امتياز لعملاء قيادة الإطار النقابي، أو الجمعوي، أو الحقوقي؟

ألا تتحول بذلك الإطارات إلى تركيبة متراصة من عملاء القيادة؟

ألا تكشف هذه الممارسة، أن الإطارات المتراصة من القيادة، ومن عملائها، هي إطارات بيروقراطية، لا ديمقراطية، لا جماهيرية، لا مستقلة؟

فما العمل من أجل وضع حد للريع المخزني، حتى يتم حتى يتم وضع حد للفساد التنظيمي، في الإطارات الجماهيرية، ولإفساد العلاقة مع المستهدفين؟

وما العمل من أجل إعادة تربية العاملين في مختلف الإطارات الجماهيرية، حتى يوقفوا ممارستهم الانتهازية، باسم مختلف الإطارات؟

ما العمل من أجل جعل الإطارات الجماهيرية نظيفة، من كل اشكال الممارسة الانتهازية، التي تفسد العلاقة بين الإطارات الجماهيرية، وبين المستهدفين؟

كيف تصير الإطارات الجماهيرية من الجماهير، ومع الجماهير، ومن أجل الجماهير؟

ونحن عندما نطرح هذه الأسئلة، لا نسعى إلى النيل من أحد، ولا الإساءة إلى أي أحد، ولا النيل من أي تنظيم، كيفما كان نوعه، ولا كيفما كان مستواه التنظيمي، ومهما كانت برامجه، وأهدافه، بقدر ما نسعى إلى أن تصير مختلف التنظيمات الجماهيرية، من الجماهير المستهدفة، ومع الجماهير المستهدفة، وإلى الجماهير المستهدفة، حتى تصير مختلف التنظيمات ديمقراطية، تقدمية، جماهيرية، مستقلة، وحتى تصير مخلصة في ممارستها، ومخلصة للجماهير المستهدفة، ومن أجل أن تقوم بدورها الإيجابي، في تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية للجماهير الشعبية الكادحة، وحتى لا تتحول إلى تنظيمات بيروقراطية، ومن أجل أن لا تمارس كافة أشكال الانتهازية باسمها.

         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

مقالات ذات صلة
< >

الخميس 19 ديسمبر 2024 - 18:57 اغتيال عمر بنجلون جريمة لا تغتفر

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير