ان مرتكبي جرائم التحرش الجنسي يتجردون من انسانيتهم ويتحولون الى وحوش ادمية دون مراعاة العلاقات الدموية وتعاليم دينينا الحنيف فهذا اب يغتصب ابنه وهذا اخ يفتض بكارة شقيقته ويمارس معها الجنس انها فعلا جرائم زنى المحارم والتحرش الجنسي تقشعر لها النفوس وفي موضوعنا هذا سنتطرق الى ظاهرة التحرش الجنسي بالاطفال كما سنتطرق الى مواضيع اخرى تهم جرائم اهتزت لها مدن مغربية ...
فظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال واقع رهيب الم بالمجتمع المغربي....اخترق براءة أطفالنا...انتهك مبادئنا وحرماتنا، والأرقام في ارتفاع مضطرد أمام مرأى المجتمع بكل مؤسساته، ولا زلنا نسمع عن جرائم وانتهاكات ترتكب في حق أبرياء يحولهم المجتمع إلى جناة.
والغريب في الأمر معظم الظواهر الخطيرة من اجل إيجاد حلول ناجعة لها، تدخل عندنا في خانة الطابوهات التي لا يصح الحديث عنها حتى لا تخدش الحياء.
فالتحرش الجنسي بالأطفال واستغلالهم جسديا يأخذ أبعادا ومستويات كثيرة على حسب طريقة وقوعه، وهو في الغالب عبارة عن ملامسة أو اتصال بين طفل وبالغ من اجل إرضاء هذا الأخير لرغباته الجنسية وشهواته وتتم العملية وفق طريقتين إما بالإغراء والترغيب على الطفل حتى يستسلم ويرضخ أو باستخدام السيطرة والقوة وهذا غالبا ما تكون النتائج وخيمة، كما يعرف التحرش الجنسي قانونيا بأنه القيام بعلاقة جنسية مع قاصر او قاصرة من طرف شخص بالغ يقدم على التحرش بالقاصر من خلال الكشف عن أعضائه التناسلية، ملامسته أو ملاطفته جسديا، هتك عرضه أو اغتصابه، عرض صور أو أفلام إباحية عليه، أو إجباره على التلفظ بعبارات وألفاظ جنسية. ورغم أن مجتمعنا مجتمع مسلم تطغى عليه الطقوس والشعائر الدينية إلا أننا كثيرا ما نسمع عن حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال القصر والأحداث مع تزايد وثيرة العنف تجاه شريحة البراءة، والأرقام في ارتفاع خيالي ناهيك عن الحالات الغير مصرح بها، وبالنسبة لأسباب توسع وتفشي هذه الظاهرة الداخلية على مجتمعنا فيمكن تلخيصها في نقاط رئيسية حسب المختصين النفسانيين والاجتماعيين أو لها تهاون الأسرة خاصة الوالدين في رعاية أبنائهم وتوفير الحماية لهم وضعف رقابتهم، ثم غياب الحس المدني بين أفراد المجتمع وكذلك الانحراف الذي طال الشباب اليوم.
إن قصص الاعتداءات الجنسية على الأطفال كثيرة جدا، راح ضحيتها أطفال من الجنسين، ذنبهم الوحيد انهم أبرياء لا حول ولا قوة لهم، وقعوا ضحية وحوش بشرية استغلت براءتهم.
واستنادا إلى أراء بعض الأخصائيين والمحللين يمكن لنا أن نلخص إلى أهم الأسباب التي جعلت هذه الظاهرة تلم بمجتمعنا، وأهمها تدني دور الأسرة الرقابي وعدم مراقبة الأطفال ومتابعتهم من جراء الالتهاء بشؤون الحياة الأخرى وكثرة المشاكل الاجتماعية وغياب الحوار عن الوسط الأسري، بالإضافة إلى اكتساح التكنولوجيا لجميع الميادين مما أدى إلى سهولة الانفتاح على العالم الخارجي واقتباس العادات والممارسات التي تتنافى مع قيمنا ومبادئنا إذ أصبح الأطفال يستقبلون الثقافة الجنسية بطرق خاطئة ناهيك عن غياب الوازع الديني وعزوف شبابنا عن الشيم التي نص عليها ديننا الحنيف.
فكل هذه الأسباب وأخرى خلقت مناخا مناسبا لاستفحال ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال وارتفاعها، على غرار التستر وإخفاء بعض العائلات للأمر خوفا من شيوعه مما يجعل الجاني يعيد فعلته مرات ومرات لأنه متأكد من انه سيفلت من العقاب كون أغلبية الناس تخاف من الفضيحة وهنا يفقد الطفل الثقة بعائلته التي لم تنصفه، زيادة أن المجتمع له نظرة خاطئة وسلبية تجاه الطفل المعتدى عليه، الأمر الذي يجعله يحس بالذنب ويعيشه في اختلالات نفسية قد تجعله يصاب بإمراض نفسية عديدة كما تذهب به إلى طريق الانحراف كان يسلك طريق الجاني ويقوم هو بالاعتداء على غيره منه في الانتقام ولحماية الأطفال من هذه الظاهرة الخطيرة وتجنب الانعكاسات السلبية التي تترتب عنها في حالة حدوثها، يقدم الأخصائيون النفسانيون والاجتماعيون مجموعة من النصائح والإرشادات التي من شانها كبح الاعتداءات التي ترتكب في حق الأطفال بداية من التربية الناضجة للأطفال بإزاحة كل الحواجز بين الأولياء وأبنائهم وفتح الحوار معهم لتكوين عائلتهم مستودع أسرارهم ومبعث ثقتهم، كما أن التثقيف وتقديم المعلومة الصحيحة والدقيقة للطفل خاصة فيما يتعلق بالثقافة الجنسية تجعله واع ومدرك لعديد الأمور، ثم توجيهه إلى ممارسة بعض الهوايات كالرياضة مثلا للتخلص من الطاقة السلبية التي يحملها.
أن الاعتداء على الأطفال اعتداء على البراءة بشكل عام، ومن شانه أن يمحـــي كل الآمال التي توضع تجاه هذه الفئة التي يعول عليها كثيرا في المستقبل، والفظيع هو إقحام الطفولة في خضم الحياة القاسية والقضاء على البراءة التي تعتبر أنبل شيء في الحياة، ذلك لكون التحرش بالأطفال يولد لديهم الضغط والعنف والرغبة في الانتقام كما أن نظرة المجتمع السلبية تجاه المعتدى عليه تزيد من هذه الظواهر، خاصة الانتقام، فالأشخاص الذين يقبلون على الانتقام قد تعرض معظمهم لعنف ما لم يظهروه وبقى مكبوتا مما يقوي النظرة العدائية تجاه كل أفراد المجتمع وسيولد انفجارا في حالة ما إذا لم ينصفهم المجتمع، كما يجب التشدد على دور الأسرة التي يجب أن لا تكل من البحث عن الحقيقة في كل ما يتعلق بأطفالها خاصة إذ ما راودتها شكوك من تصرفات الطفل وحتى المدرسة مطالبة بحماية الطفل من هذه الآفة بالمراقبة والتوعية التي لا يشترط أن توضع في منهج تعليمي وإنما يكفي أن نوعي الطفل ونوجهه، كما يجب الوصول إلى الحقيقة حتى يلقى الجاني عقوبته مهما كانت درجته آو مكانته في الأسرة.