HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة

متى يرحل الثعلب؟


رشيد مرزاق
الجمعة 1 يونيو 2012





غيريتس يفشل في تأهيل المنتخب الوطني
غيريتس إلى بلجيكا عشية إقصاء المنتخب
الجامعة تطلق غيريتس..بعد خراب المنتخب
غيريتس يُخرج الأسود من التصفيات
غيريتس يقضي على آمال المغاربة


متى يرحل الثعلب؟
ما تقدم هو عبارة عن عناوين من وحي الخيال قد تتحول -لا سمح الله- إلى حقيقة صادمة في مختلف المنابر الإعلامية المغربية في مُقبل الأسابيع. ليس من عادتي التشاؤم ولست من دعاة نشر الفكر السوداوي، كما أنني لم أعتنق يوما مذهب تكوير الجماهير؛ لكن الباعث على خط هذه السطور هي لوعة نتجرع ألمها مع كل مباراة يخوضها فريقنا الوطني منذ أن حل بدارنا رجل شديد الغطرسة ثقيل الظل يُقال له غيريتس. فهل يستجيب القدر لإرادة الجماهير ويُبعد عنا هذا المدرب إلى غير رجعة قبل أن تتسع رقعة الجراح ويستعصى علينا علاجها!

إن واقع الحال لا يبعث على الاطمئنان لما يمكن أن تؤول إليه أمور منتخبنا الوطني وهو يستعد لدخول غمار تصفيات كأس إفريقيا والمونديال.. فلقد شاهد الجميع كيف لعب غيريتس في المباراة الإعدادية الأخيرة ضد السنغال، وكيف تلاعبت أسود التيرانغا بلاعبينا في عقر الدار. ومرة أخرى قال غيريتس إننا ارتكبنا أخطاء في المباراة، ولا نعرف لماذا يصر على إلصاق تهمة الخطأ بضمير نون الجماعة؛ هل هي نون تعظيم وتبجيل لسعادته أم تعمد وإمعان في إشراك الآخرين في أخطائه الفادحة التي لا تخطئها العين! لا يا سعادة المدرب الخارق، ليس سهلا ولا ممكننا أن تضحك على ذقون الشعب المغربي كل مرة؛ فنحن لسنا مغفلين كما تتوهم بل إننا على ما يبدو مُغَيَّبون فحسب عن الإدلاء بدلائنا في إدارة شؤون المنتخب بأي صفة كانت، سواء من خلال منتخبِينا في البرلمان أو حتى الحكومة حيث صرح الوزير أوزين مؤخرا في برنامج حواري في القناة الأولى بأن وزارته لا عير لها ولا نفير في جامعة الفاسي الفهري.. وهو في الواقع تحصيل حاصل إذ يكفي أن يعود المرء إلى المباراة النهائية لفريق الفتح الرباطي ضد الصفاقسي التونسي وخصوصا لحظات التتويج، ليرى كيف كان يتحرك المسكين منصف بلخياط في حضرة الفاسي الفهري.

لن أخبط خبط عشواء وألبس جُبّة المحلل التقني- وما أكثرهم هذه الأيام في القنوات التلفزيونية وفي المقاهي- لأخوض في تفاصيل الخطط والتكتيكات والتشكيلات التي يعتمدها "مدربنا العتيد" في المباريات التي يقودها (بفتح الياء دون تشديد الواو)، فأهل الدار قد أحسنوا القيام بذلك غير ما مرة وكشفوا أخطاء بدائية ما انفك يرتكبها غيريتس في المباريات الرسمية والودية على حد سواء. كما كشفوا للجماهير الطريقة الغبية التي أُقصي بها المنتخب الوطني في كأس إفريقيا الأخيرة، ورفعوا عقيرتهم مطالبين بمحاسبة "تقنية" لأداء المدرب، لكن صيحاتهم ذهبت سدى. ثم عادت الأمور إلى غير نصابها كالعادة، وطُلب منا أن ننسى الخيبة ونتطلع إلى المستقبل، وأي مستقبل، لأن ما حدث مجرد كبوة- وهل يكبو الأسد- فيما رجع غيريتس إلى أرض المغرب يمشي في الأرض مرحاً كعادته.. وبعد أن كنا ننتظر أن يجمع حقائبه وملايينه (أو ملياراته..الله اعلم) ويقصد المطار إلى غير رجعة، خرج علينا بندوة صحافية استأسد فيها على الصحافيين كدأبه دائما ولم ينحن للعاصفة لأنه ربما كان يعلم بعدم قدرتها على العصف به. بعد ذلك كظم جل الغاضبين غيظهم طوعا أو كرها، ومن لم يستطع ذلك كان حسبه النواح والعويل وإن على استحياء.

عبر تاريخ الكرة في المغرب وما تعاقب عليها من مدربين مغاربة وأجانب لم يسبق قط أن انحدر المنتخب الوطني إلى هذا المستوى الخطير مثلما هو عليه اليوم بقيادة غيريتس. فمع هذا الثعلب، كما يحلو للسعوديين تسميته، خرست أسود الأطلس وانقطع زئيرها سواء داخل عرينها أو خارجه، ولم يعد يرى فيها الخصوم سوى أسودٍ من ورق سرعان ما تحترق تحت شمس إفريقيا وتتساقط مثل الأرانب. ففي عهد هذا الثعلب أصبح لاعبون من طينة عادل تاعرابت يشترطون مغادرته لكي يلعبوا لمنتخب بلدهم، وهو أمر خطير لم ينل حقه من التأمل. وبلسانه أُهين الصحافيون المغاربة، إذ ما زال الجميع يذكر رده العنيف على حسن بوطبسيل في الندوة التي أعقبت مباراة المغرب مع الجزائر. وبفمه أيضا احتُقر المدربون المغاربة الأكفاء الذين وصفهم بالفاشلين. بل أوصلته جرأته المتعاظمة إلى حد جعله يصرح بأن الملك هو من طلب منه عدم مغادرة المغرب، كما ورد في وسائل الإعلام حينذاك. وفي كل مرة يقول صاحبنا تصريحا أو تلميحا إنه باق في المنتخب ليبني فريقا قويا. وبطبيعة الحال فإن كُتب له أن يستمر في عملية البناء العشوائي هذه وحدث أن تهاوى بنيانه وسُوي بالأرض عقب عواصف إقصائيات الكان والمونديال، فإنه بالتأكيد سيكرر لازمته المعتادة بأننا ارتكبنا أخطاء، ولا أستبعد أن يطلب رخصة بناء جديدة؛ ألم يقل إنه أحب المغرب وينوي العيش فيه مدى الحياة! وما يزيد الطين بلة ما تردد من أنباء في الآونة الأخيرة عن أن الثعلب يصر على مكره ضداً على إرادة الجماهير الساخطة والمنادية بإبعاده، من خلال نيته الاستمرار في قيادة المنتخب حتى في حال الهزيمة أمام منتخب غامبيا.. ولَعَمري إنها عنجهية ما بعدها عنجهية..وغطرسة ما سبقه بها مدرب. إننا لا يمكن أن نقبل بأن يتحول لاعبونا إلى فئران تجارب لهذا الثعلب الذي يريد أن يلج عالم تدريب المنتخبات الوطنية من خلال أسلوب "المحاولة والفشل" ويجرب فينا خططه قبل الإشراف على منتخبات أخرى..

لكن أليس من حقنا طرح بعض التساؤلات التي تؤرق بال العديد من المغاربة، وفي مقدمتها: ما الذي يمنع من إقالة أو طرد هذا الشخص؟ ومن أين يستمد كل هذا التحدي وتلك "الصنطيحة"؟ ولماذا لا يرحل من تلقاء نفسه؟ ولماذا يصر على البقاء في أرض يعرف جيدا أن أهلها لا يكنون له ودّاً؟ هذا غيض من فيض تساؤلات ترقى والحالة هذه إلى مقام إشكاليات فلسفية تستفز عقل كل مغربي ومغربية.

فهل ننتظر أن تقع الفأس في رأسنا لكي نُقيل غيريترس (ِويقيلنا عليه حتى هو)! لم أجد أبلغ من هذا المثل المغربي للتعبير عن مصير فريقنا الوطني مع ثعلبه: "سُئل شخص عن سبب سقوط والده فأجاب بأنه خرج من الخيمة متمايلا".. فهلاّ تفضلتم أيها السادة المسئولون بإبعاد غيريتس عن خيمتنا قبل أن تتناثر أوتادها وتتهاوى ركائزها!

أتمنى صادقا ألا أجد أيّا من تلك العناوين المذكورة آنفا ولا ما شابهها على صفحات الجرائد، وأن يعود فريقنا الوطني بفوز ثمين من قلب غامبيا.. وحسبنا التمني ولا شيء غيره.

         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

مقالات ذات صلة
< >

الخميس 19 ديسمبر 2024 - 18:57 اغتيال عمر بنجلون جريمة لا تغتفر

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير