مشكلة معظمنا في المغرب، كوننا نتحدث كثيرا عن مشاكلنا وازماتنا، وفي احيان كثيرة نتجرأ على اقتراح الحلول والعلاجات - المؤصلة جدا -لما نعانيه، ولكن مآسينا تظل على حالها، لسبب بسيط هو كوننا لا نعير اي اهتمام لمسالة ترتيل اجتهاداتنا ونظرياتنا إلى ارض الواقع، وإن حصل، فلا يكون بالأسباب السليمة، بحيث يبقى حالنا كحال ذاك المريض الذي تكمن مشكلته في انه لا يتوقف عن التأوه، وتكرار عبارة دواء.. دواء.. دواء..، من دون ان يقرر لحظة، التوقف عن الصراخ واستعمال الدواء الموجود في متناوله ومن ثمة وضع حد لمشكلته.
وهذه خلاصة لمسألة تعد من اهم مسببات ما نحن فيه.
وباختصار، يتعلق الامر بعلاقاتنا بذاتنا وبالذوات الأخرى، حيث اننا ما اعدنا اكتشاف العجلة، وعلمنا - بعد سباتنا التاريخي - اننا ننتمي "لأمة عتيدة، كانت لها حضارة عظيمة وما اسلمنا بأننا على حق، وان الحق معنا، حتى اختزلنا هذا الحق في نواتنا، ونقلناه من رحابة الكون، وتخندقنا به في غياهب قبائلنا الصغيرة، وانحشرنا به داخل غيابات كياناتنا الفقيرة، وعندما نسأل الناس ويسألوننا عما عندنا، فوجئنا، وقلنا أن العالم لا يريد فهمنا، لأنه يكره ""الحق الذي عندنا"".
فالحق موجود وجودا مجردا عنا ومن غيرنا - ولكن المطلوب هو التعريف بهذا الحق، وليس التعريف به بأي شكل او بأية طريقة، بل لا بد من استعمال الأسباب والوسائل المطلوبة والصالحة فقط لهذا الغرض، فقد يملك الفرد أنبل الغايات ولكنه قد يستعمل في سبيلها أحط الوسائل، فتكون النتيجة منقوصة على الأقل اخلاقيا، وان كانت مكتملة واقعيا.
وفي الحال الذي نحن فيه، تكمن مشكلتنا في كوننا نشكو ""ضعفنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس، واننا اقوى واكثر عددا من العديد من هؤلاء الناس الذين نشكو ظلمهم.
ووجه أخر للمشكلة كوننا باختزالنا للحق الذي هو عندنا""، ونسينا أن الحق من حيث هو حق - وقبل ان نصيره ""الحق حسب فهمنا""- هو موجه للناس، كل الناس، حتى لمن انكره او جحد به.
وما تكليف من اقتنع به - ويفترض فينا ان نكون من المقتنعين به - هو إيصاله لمن لم تحصل له هذه القناعة، وبالوسيلة المقررة من مصدر هذا الحق نفسه، وليس حسب ما يقرره صغر وفقر تخندقنا، ومن هنا اصبح اكثرنا وهو يتحدث عن الدعوة، يمارس الصد، ويتحدث عن التبليغ ويمارس التعتيم، ويتحدث عن التبشير ويمارس التنفير، يتحدث عن الوصل ويمارس القطع... لماذا؟ لماذا عجزنا عن التواصل مع الناس ؟
الواضح - وإن كان باب للحديث - اننا غير قادرين على جعل الناس يفهموننا، لأننا غير قادرين على فهمهم، ليس باعتبارنا ""اصحاب الحق""، ولكن لأن ذاتنا في تكوينها الراهن وخصوصيتها الحالية، لم تستوعب ثقل الأمانة، فسعت لحملها، وهي غير مدركة لشروطها، فكانت النتيجة التي يرى الناس. وكانت استماتتنا في الشكوى من جور الناس علينا، وما خطر ببالنا ان العلة قد تكون فينا.
ونحن في اغلبنا نتصور ان الناس هم المطالبون ببذل الجهد لفهمنا وحتى بتفهمنا، ولهذا ظل خطاب جلنا حوارا ذاتيا يحكي لنا ما نود سماعه. وحتى عندما نحاول التحاور والانفتاح والتواصل، مع الذوات التي لها خلفيات ومرجعيات مختلفة عن التي لها خلفيات ومرجعيات مختلفة عن التي عندنا، نصر على استعمال نفس الخطاب الوثوقي الخاص بنا، فلا نحقق التواصل المنشود ولا نصل إلى التحاور المقصود. فتتكرس الأزمة ويتعمق الشرخ بيننا وبين الأخرين، وعن انفسنا إن الإنسان يعي انه لا يعرف، يصبح وعيه طاقة وحافزا للوصول به إلى ما يجيب عن اسئلته، وما يزيل حيرته اما من لم يتوفر له الوعي، فإن المشكل بالنسبة له غير موجود ان يتطور الحال، ويتخذ المرض شكلا أخر اكثر حدة، او اكثر خطورة، فيصعب العلاج او يستحيل. لأن المعرفة والوعي والإدراك بالوضع لم يتم، او لم يتم في الوقت المناسب.
ومعرفة المشكل، هي نصف حل هذا المشكل، كما يقرر العارفون.
ونحن في اكثريتنا، ندخل ""المغامرات"" المعرفية، وحتى الوجودية، ونحن لا نعرف ولا نتعارف مع الذوات المحيطة بنا، بل ولا نعرف ولا نتعارف حتى مع ذواتنا، رغم ان هذه المعرفة وهذا التعارف، هي أساس كل تواصل، وكل فعل يراد له النجاح الايجابي، ورغم ان هذا اساس هو تكليف من الخالق سبحانه للناس، كل الناس، ونحن مبدئيا من هؤلاء الناس.
«يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم» صدق الله العظيم .
وهذه خلاصة لمسألة تعد من اهم مسببات ما نحن فيه.
وباختصار، يتعلق الامر بعلاقاتنا بذاتنا وبالذوات الأخرى، حيث اننا ما اعدنا اكتشاف العجلة، وعلمنا - بعد سباتنا التاريخي - اننا ننتمي "لأمة عتيدة، كانت لها حضارة عظيمة وما اسلمنا بأننا على حق، وان الحق معنا، حتى اختزلنا هذا الحق في نواتنا، ونقلناه من رحابة الكون، وتخندقنا به في غياهب قبائلنا الصغيرة، وانحشرنا به داخل غيابات كياناتنا الفقيرة، وعندما نسأل الناس ويسألوننا عما عندنا، فوجئنا، وقلنا أن العالم لا يريد فهمنا، لأنه يكره ""الحق الذي عندنا"".
فالحق موجود وجودا مجردا عنا ومن غيرنا - ولكن المطلوب هو التعريف بهذا الحق، وليس التعريف به بأي شكل او بأية طريقة، بل لا بد من استعمال الأسباب والوسائل المطلوبة والصالحة فقط لهذا الغرض، فقد يملك الفرد أنبل الغايات ولكنه قد يستعمل في سبيلها أحط الوسائل، فتكون النتيجة منقوصة على الأقل اخلاقيا، وان كانت مكتملة واقعيا.
وفي الحال الذي نحن فيه، تكمن مشكلتنا في كوننا نشكو ""ضعفنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس، واننا اقوى واكثر عددا من العديد من هؤلاء الناس الذين نشكو ظلمهم.
ووجه أخر للمشكلة كوننا باختزالنا للحق الذي هو عندنا""، ونسينا أن الحق من حيث هو حق - وقبل ان نصيره ""الحق حسب فهمنا""- هو موجه للناس، كل الناس، حتى لمن انكره او جحد به.
وما تكليف من اقتنع به - ويفترض فينا ان نكون من المقتنعين به - هو إيصاله لمن لم تحصل له هذه القناعة، وبالوسيلة المقررة من مصدر هذا الحق نفسه، وليس حسب ما يقرره صغر وفقر تخندقنا، ومن هنا اصبح اكثرنا وهو يتحدث عن الدعوة، يمارس الصد، ويتحدث عن التبليغ ويمارس التعتيم، ويتحدث عن التبشير ويمارس التنفير، يتحدث عن الوصل ويمارس القطع... لماذا؟ لماذا عجزنا عن التواصل مع الناس ؟
الواضح - وإن كان باب للحديث - اننا غير قادرين على جعل الناس يفهموننا، لأننا غير قادرين على فهمهم، ليس باعتبارنا ""اصحاب الحق""، ولكن لأن ذاتنا في تكوينها الراهن وخصوصيتها الحالية، لم تستوعب ثقل الأمانة، فسعت لحملها، وهي غير مدركة لشروطها، فكانت النتيجة التي يرى الناس. وكانت استماتتنا في الشكوى من جور الناس علينا، وما خطر ببالنا ان العلة قد تكون فينا.
ونحن في اغلبنا نتصور ان الناس هم المطالبون ببذل الجهد لفهمنا وحتى بتفهمنا، ولهذا ظل خطاب جلنا حوارا ذاتيا يحكي لنا ما نود سماعه. وحتى عندما نحاول التحاور والانفتاح والتواصل، مع الذوات التي لها خلفيات ومرجعيات مختلفة عن التي لها خلفيات ومرجعيات مختلفة عن التي عندنا، نصر على استعمال نفس الخطاب الوثوقي الخاص بنا، فلا نحقق التواصل المنشود ولا نصل إلى التحاور المقصود. فتتكرس الأزمة ويتعمق الشرخ بيننا وبين الأخرين، وعن انفسنا إن الإنسان يعي انه لا يعرف، يصبح وعيه طاقة وحافزا للوصول به إلى ما يجيب عن اسئلته، وما يزيل حيرته اما من لم يتوفر له الوعي، فإن المشكل بالنسبة له غير موجود ان يتطور الحال، ويتخذ المرض شكلا أخر اكثر حدة، او اكثر خطورة، فيصعب العلاج او يستحيل. لأن المعرفة والوعي والإدراك بالوضع لم يتم، او لم يتم في الوقت المناسب.
ومعرفة المشكل، هي نصف حل هذا المشكل، كما يقرر العارفون.
ونحن في اكثريتنا، ندخل ""المغامرات"" المعرفية، وحتى الوجودية، ونحن لا نعرف ولا نتعارف مع الذوات المحيطة بنا، بل ولا نعرف ولا نتعارف حتى مع ذواتنا، رغم ان هذه المعرفة وهذا التعارف، هي أساس كل تواصل، وكل فعل يراد له النجاح الايجابي، ورغم ان هذا اساس هو تكليف من الخالق سبحانه للناس، كل الناس، ونحن مبدئيا من هؤلاء الناس.
«يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم» صدق الله العظيم .