تجسدت قدرة الفنانين في التعبير غنائياً عن الغضب المتنامي بين الشباب الساخط بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في ظهور موسيقي الراب السياسية كوسيلة للمساعدة علي دفع رياح الربيع العربي في المنطقة، ولاشك في أن الموسيقى قد لعبت دوراً محورياً في كثير من الحركات الاجتماعية في العالم، لذا لم يكن مستغرباً أن تشمل إنتفاضات الشباب، التي اطاحت بثلاثة قادة طال حكمهم الديكتاتوري لشعوبهم في المنطقة العربي، على عنصر موسيقي قوي، وكان ضمن أقوى أشكال الموسيقى التي ظهرت خلال هذه التظاهرات هو ال "راب" العربي.
وفي محضر تعليقه على هذه الظاهرة، يقول فرناندو مارتن جاكوبسن، مؤسس المبادرة الخاصة بأجهزة الأسطوانات في المخيمات للشباب الفلسطيني، لوكالة إنتر بريس سيرفس "هناك بطبيعة الحال أشكال أخرى من الموسيقى لديها القدرة على نقل الرسائل، ولكن "الراب" وسيلة صريحة لتناول الأخطاء الخاصة بكل مجتمع وإيصال صوت الشارع للجميع”، وأضاف "في حالة التظاهرات والثورات التي حدثت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كان لمغنيي "الراب" المعبرين عن الرفض السياسي التأثير الأكبر بسبب قدرتهم على ترجمة معاناة الشعوب”.
ويجدر ذكر أن تزامن الإنتفاضات الشعبية في العالم العربي ليس ظاهرة جديدة. ففي عام 1919، طالب المتظاهرون التونسيون بدستور جديد في حين خرج المصريون إلى الشوارع في اعتصامات يومية أدت في النهاية إلى إسقاط حكومتهم. وفي نفس الوقت عمل قادة المقاطعات في ليبيا دون كلل على حماية جمهوريتهم المحررة حديثاً (الجمهورية الطرابلسية)، هكذا، مثل تويتر أو الفيسبوك فإن موسيقى الراب - التي أصبحت إحدى الأشكال الموسيقية الأسرع انتشاراً في منطقة الشرق الأوسط - لم تتسبب في إضطرابات عام 2011، لكنها برزت كقوة سياسية بين الشباب العربي في المناطق الحضرية، في 7 نوفمبر من العام الماضي أطلق حمادة بن عمر، 22 عاماً والمعروف أيضا بإسم "الجنرال"، أغنية "ريس لبلاد" كرسالة مفتوحة تحملها الموسيقى إلى الرئيس السابق زين العابدين طالباً منه وضع حد للفساد والفقر. وجاءت هذه "الرسالة" بمناسبة الذكرى السنوية لتولي زين العابدين بن علي السلطة.
وإعتبر هذا اللحن هو أغنية المعركة في "ثورة الياسمين" بتونس والتي تبناها الناشطون الشباب في البحرين والقاهرة لاحقاً، وفي أعقاب تضحية محمد بوعزيز بنفسه، وهو بائع الشارع التونسي الذي أدت صرخته لإثارة غضب عامة الشباب وإشعال الثورة، أطلق "الجنرال" أغنية " تونس بلادنا " في 22 ديسمبر، وبعد فترة وجيزة، في ساعة مبكرة من 6 يناير، إقتحم العشرات من قوات الأمن منزله في صفاقس، المدينة الساحلية الجنوبية، وإقتادوا مغني الراب إلى مبنى وزارة الداخلية في تونس العاصمة حيث تم إعتقاله وتعريضه لإستجواب مكثف لمدة ثلاثة أيام، "أنا أؤمن بأن الموسيقى يمكن أن تغير شيئاً، وأفضل مثال على ذلك هو ما حدث في تونس"، كما يقول إد عباس، المغني الرئيسي لفرقة الراب اللبناني "فريق الأطرش"، في مقابلة مع وكالة إنتر بريس سيرفس.
"لقد كان "الجنرال" هو الزناد الذي أطلق الشعب للخروج إلى الشوارع للمطالبة بوضع نهاية لحكم زين العابدين بن علي. وكان صوت الشعب هو الذي أخرج "الجنرال" من السجن"، ويضيف عباس، "تتزايد أهمية الراب لأننا نستخدم لغة الشعب في تحدي قادتنا وسياساتهم. وعلى نطاق أوسع، فإن الراب يعبر الحدود لأنني عندما أتحدث عن شيء يحدث في لبنان، فسيؤثر في العرب الآخرين لأن قضايانا متشابهة جداً"، هذا ولقد كشفت دراسة استقصائية للشباب في تسع دول عربية، صادرة عن "شركة أصداء بيرسون مارستيلر للعلاقات العامة" في عام 2010، أن الأولوية القصوى بالنسبة للشباب العرب هو العيش في بلد ديمقراطي. وتشكل فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 30 عاماً نحو خمس السكان العرب.
وبعد أن سئموا من الأشكال التقليدية للتوجه السياسي، قام الشباب العربي بالتحول وبصمت إلى مشهد ثقافي نابض بالحياة تحت الأرض بجانب أدوات وسائل الاعلام الاجتماعية لتعبئة جيل واع سياسياً في الشارع، وبالنسبة للبعض، فإن مغنيي الراب الذين يعملون على توسيع الآفاق وتقديم نوع مختلف من حرية التعبير يشكلون حزباً سياسياً. وقد استخدم الناشطون الفلسطينيون مثل فريق "دام" ومغنية الراب شادية منصور هذا الشكل من أشكال التعبير الفني لزيادة الوعي حول محنة الفلسطينيين وسعيهم من أجل الحرية، "حتى قبل بدء الثورات، كان الراب يتحدث عن المقاومة والحاجة للتغيير وتحرير فلسطين. وهو أداة فعالة لإيصال شعورنا بالإحباط مع تحقيق التوازن بين الترفيه والرسالة. وبشكل مباشر، هذه هي الطريقة التي نتعامل بها مع السياسة"، كما يقول بواكوت مغني ومنتج فرقة "دام" ومقرها رام الله لآي بي إس.
"ومع ذلك، وكما تمت إعادة تشكيل الراب في الولايات المتحدة وأوروبا، فهناك الكثير من الإمكانات في العالم العربي لتخفيف حدة رسالتنا السياسية ووضعها بأسلوب تجاري يمتاز بكونه أكثر مرونة. بالنسبة لهم، فهذا شكل من أشكال الاتصال الذي يمثل تهديداً نظراً لقدرته على الوصول الى الشعب مباشرة"، ويقول مغني الراب المصري، م سي ديب، لوكالة إنتر بريس سيرفس أن التغيير لن يحدث بين عشية وضحاها، فالأمر يتطلب بعض الوقت، ولسوء الحظ فإن الغالبية العظمى من المصريين الذين يناضلون للبقاء على قيد الحياة بأجور يومية متدنية لن يستوعبوا هذا المفهوم، كما أن تدهور الوضع الإقتصادي المستمر سيؤدي لطرح تساؤلات حول ما تحقق من مكاسب، ولماذا ما زلنا نواصل التظاهرات والإحتجاجات حتى بعد الاطاحة بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، وفقا لديب.
وفي محضر تعليقه على هذه الظاهرة، يقول فرناندو مارتن جاكوبسن، مؤسس المبادرة الخاصة بأجهزة الأسطوانات في المخيمات للشباب الفلسطيني، لوكالة إنتر بريس سيرفس "هناك بطبيعة الحال أشكال أخرى من الموسيقى لديها القدرة على نقل الرسائل، ولكن "الراب" وسيلة صريحة لتناول الأخطاء الخاصة بكل مجتمع وإيصال صوت الشارع للجميع”، وأضاف "في حالة التظاهرات والثورات التي حدثت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كان لمغنيي "الراب" المعبرين عن الرفض السياسي التأثير الأكبر بسبب قدرتهم على ترجمة معاناة الشعوب”.
ويجدر ذكر أن تزامن الإنتفاضات الشعبية في العالم العربي ليس ظاهرة جديدة. ففي عام 1919، طالب المتظاهرون التونسيون بدستور جديد في حين خرج المصريون إلى الشوارع في اعتصامات يومية أدت في النهاية إلى إسقاط حكومتهم. وفي نفس الوقت عمل قادة المقاطعات في ليبيا دون كلل على حماية جمهوريتهم المحررة حديثاً (الجمهورية الطرابلسية)، هكذا، مثل تويتر أو الفيسبوك فإن موسيقى الراب - التي أصبحت إحدى الأشكال الموسيقية الأسرع انتشاراً في منطقة الشرق الأوسط - لم تتسبب في إضطرابات عام 2011، لكنها برزت كقوة سياسية بين الشباب العربي في المناطق الحضرية، في 7 نوفمبر من العام الماضي أطلق حمادة بن عمر، 22 عاماً والمعروف أيضا بإسم "الجنرال"، أغنية "ريس لبلاد" كرسالة مفتوحة تحملها الموسيقى إلى الرئيس السابق زين العابدين طالباً منه وضع حد للفساد والفقر. وجاءت هذه "الرسالة" بمناسبة الذكرى السنوية لتولي زين العابدين بن علي السلطة.
وإعتبر هذا اللحن هو أغنية المعركة في "ثورة الياسمين" بتونس والتي تبناها الناشطون الشباب في البحرين والقاهرة لاحقاً، وفي أعقاب تضحية محمد بوعزيز بنفسه، وهو بائع الشارع التونسي الذي أدت صرخته لإثارة غضب عامة الشباب وإشعال الثورة، أطلق "الجنرال" أغنية " تونس بلادنا " في 22 ديسمبر، وبعد فترة وجيزة، في ساعة مبكرة من 6 يناير، إقتحم العشرات من قوات الأمن منزله في صفاقس، المدينة الساحلية الجنوبية، وإقتادوا مغني الراب إلى مبنى وزارة الداخلية في تونس العاصمة حيث تم إعتقاله وتعريضه لإستجواب مكثف لمدة ثلاثة أيام، "أنا أؤمن بأن الموسيقى يمكن أن تغير شيئاً، وأفضل مثال على ذلك هو ما حدث في تونس"، كما يقول إد عباس، المغني الرئيسي لفرقة الراب اللبناني "فريق الأطرش"، في مقابلة مع وكالة إنتر بريس سيرفس.
"لقد كان "الجنرال" هو الزناد الذي أطلق الشعب للخروج إلى الشوارع للمطالبة بوضع نهاية لحكم زين العابدين بن علي. وكان صوت الشعب هو الذي أخرج "الجنرال" من السجن"، ويضيف عباس، "تتزايد أهمية الراب لأننا نستخدم لغة الشعب في تحدي قادتنا وسياساتهم. وعلى نطاق أوسع، فإن الراب يعبر الحدود لأنني عندما أتحدث عن شيء يحدث في لبنان، فسيؤثر في العرب الآخرين لأن قضايانا متشابهة جداً"، هذا ولقد كشفت دراسة استقصائية للشباب في تسع دول عربية، صادرة عن "شركة أصداء بيرسون مارستيلر للعلاقات العامة" في عام 2010، أن الأولوية القصوى بالنسبة للشباب العرب هو العيش في بلد ديمقراطي. وتشكل فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 30 عاماً نحو خمس السكان العرب.
وبعد أن سئموا من الأشكال التقليدية للتوجه السياسي، قام الشباب العربي بالتحول وبصمت إلى مشهد ثقافي نابض بالحياة تحت الأرض بجانب أدوات وسائل الاعلام الاجتماعية لتعبئة جيل واع سياسياً في الشارع، وبالنسبة للبعض، فإن مغنيي الراب الذين يعملون على توسيع الآفاق وتقديم نوع مختلف من حرية التعبير يشكلون حزباً سياسياً. وقد استخدم الناشطون الفلسطينيون مثل فريق "دام" ومغنية الراب شادية منصور هذا الشكل من أشكال التعبير الفني لزيادة الوعي حول محنة الفلسطينيين وسعيهم من أجل الحرية، "حتى قبل بدء الثورات، كان الراب يتحدث عن المقاومة والحاجة للتغيير وتحرير فلسطين. وهو أداة فعالة لإيصال شعورنا بالإحباط مع تحقيق التوازن بين الترفيه والرسالة. وبشكل مباشر، هذه هي الطريقة التي نتعامل بها مع السياسة"، كما يقول بواكوت مغني ومنتج فرقة "دام" ومقرها رام الله لآي بي إس.
"ومع ذلك، وكما تمت إعادة تشكيل الراب في الولايات المتحدة وأوروبا، فهناك الكثير من الإمكانات في العالم العربي لتخفيف حدة رسالتنا السياسية ووضعها بأسلوب تجاري يمتاز بكونه أكثر مرونة. بالنسبة لهم، فهذا شكل من أشكال الاتصال الذي يمثل تهديداً نظراً لقدرته على الوصول الى الشعب مباشرة"، ويقول مغني الراب المصري، م سي ديب، لوكالة إنتر بريس سيرفس أن التغيير لن يحدث بين عشية وضحاها، فالأمر يتطلب بعض الوقت، ولسوء الحظ فإن الغالبية العظمى من المصريين الذين يناضلون للبقاء على قيد الحياة بأجور يومية متدنية لن يستوعبوا هذا المفهوم، كما أن تدهور الوضع الإقتصادي المستمر سيؤدي لطرح تساؤلات حول ما تحقق من مكاسب، ولماذا ما زلنا نواصل التظاهرات والإحتجاجات حتى بعد الاطاحة بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، وفقا لديب.