الملك والحاشية والإعلام

.هي أيام عصيبة يمر بها المغرب في ظل المتغيرات التي يعيشها العالم العربي وثورة الشعوب المغبونة ضد حكامهم

الذين استبدوا وجاروا ، حراك ساخن يعرفه وطننا المغرب ومسؤولية أدبية ملقات على عاتقنا نحن معشر الإعلاميين لمواجهة لوبيات الفساد وأعداء التغيير ونشر الحقيقة ككلمة حق سيسجلها التاريخ لنا ، فلا خير لحاكم في إعلام يمنع عنه حقيقة ما يجري ويدور بأرجاء البلاد، ولعل من شر ما أبتلي به النظام المغربي هو حاشية فاسدة متكونة من أصدقاء دراسة ورجال أعمال ومقربين ومخابرات مهمتها حبس انفاس الرعية بدل الإهتمام بمن يتربص بأمن هذا الوطن ،حاشية تعي خطورة وتأثيرالإعلام؛ لذى تجدها مسيطرة بقوة المال على أكثر من منبر صحفي لتمرير خطاباتها بما يتماشى وأجندة مصالحها ، هذه الحاشية التي تغرر بنظامنا و ستكون أول من سيقفز من السفينة لا قدر الله في حالة الغرق والعبرة بما وقع بمصر وتونس وما يجري حاليا بليبيا ، فعلينا بوحدة الصف لتنبيه ملك البلاد ومن يدور في فلكه لضرورة الإستجابة لمطالب الشعب الأساسية قبل فوات الأوان وإرتفاع سقف المطالب، مما قد يزج .بالبلاد إلى حرب أهلية طاحنة نجهل عواقبها

إننا معسكر الصحفيين أمام امتحان دقيق اتجاه الله تم الوطن والشعب ثم الملك لنكون مرئات وأداة ننقل من خلالها بصدق ومسؤولية مطالب وغضب وتطلعات كل مغربي ومغربية كبر أو صغر شأنهم ،إن استقرارنا رهين بتماسك عناصر المجتمع، وأقولها صادقة أن إستمرار الملكية بالمغرب مرتبط بوضع الطبقات المتوسطة والكادحة ومدى استعداد النظام الإنزواء إلى جانبها وتحسين ضروف عيشها ومحاربة الفساد المعشش في مؤسساتنا وفرض .استقلالية ونزاهة القضاء كأساس لملك عادل وآمن

إنه لضرف جلل يستدعي منا نحن أصحاب مهنة المتاعب أكثر من أي وقت سبق أن نكون أول من يدعو للتغيير وفضح الفساد والوقوف في صف المظلومين والمعطلين وكل مغبون بهذا الوطن الكبير،وأول من يبدي النصيحة للنظام ، وكم يحزنني أن أرى كل يوم وأنا أطالع إعلامنا بمختلف مشاربه وكذا على صفحات الفايسبوك لصحفيين وأقلام لا زالوا يتغنون بقولوا العام زين وكأنهم لا زالوا يتحسسون زمن البصري أيام وزارة الداخلية والإعلام ،إنهم بذلك .يخونون الشعب والملك على حد سواء وسيسجل التاريخ تخادلهم ووقوفهم إلى جانب الفساد وأعداء التغيير بدل إسدال النصيحة لولي الأمر

كما أنه حان الوقت ليستشعر ملك المغرب أهمية وضرورة الإنفتاح على الإعلام الوطني ملاذه وسنده الأول والأخير لفتح نقاش وطني مسؤول على أولويات الإصلاح والكف عن النظر لإعلامنا بإستعلاء كإعلام قاصر وغير منضبط لقواعد المهنة وأخلاقياتها.

إننا مدعوون جميعا إعلاميين ومثقفين وسياسيين وفي مقدمتنا ملك البلاد أن نستشعر الخطر ونتجند بمسؤولية ونعلن حالة الطوارئ وندعوا لثورة هادئة .بيضاء لإخراج المغرب من عنق الزجاجة ولنجنب أنفسنا ووطننا ما لا تحمد عقباه خاصة إذا علمنا أن لنا أعداء يتربصون بالمغرب من كل الجهات

وصدق القائد طارق بن زياد عندما خطب في جنده أيها الناس، أين المَفَرُّ؟ البحرُ من ورائكم، والعدوُّ أمامَكم وليس لكم واللَّهِ إلا الصدقُ والصَبْرُ.

فلنعتبر قبل فوات الأوان.