سئل يوما الصحفي علي المرابط وهو يومها مديرا لجريدة ــ دومان ــ عن كيف يتصور محمد بنسعيد أيت يدر فقال :أتصوره نائما والبندقية تحت وسادته .
خلال انعقاد المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد يوم 7 أبريل الجاري ، دخلت صحبة الرفيق أمين لقمان المركب الثقافي سيدي بليوط مكان الاجتماع . وفي البهو كنت أتفحص الوجوه وأبحث عن الذين عرفتهم أيام المنظمة ، فلم أعثر من القادة المؤسسين سوى الرفاق إبراهيم ياسين والمصطفى مسداد
والمصطفى بوعزيز . فتساءلت مع نفسي : أيكون محمد بنسعيد أيت إيدر الأمين العام السابق للمنظمة تضاءل حضوره بعد أن لم يعد بعد زعيما للحزب ؟ ولجت قاعة الاجتماع فلمحته جالسا وسط القاعة رفقة محمد مجاهد ويبدو أنه ممن حضروا في الموعد المحدد للاجتماع .عندها زادت قناعتي حول تواضع الرجل وسمو أخلاقه النضالية .فالرجل ما توقف يوما عن معارك الدفاع عن طموحات المغاربة في الحرية والعيش الكريم ، وعكس الكثيرين الذين رقصهم كمان وبندير السلطة ،ظل بنسعيد عصيا على الترويض حتى والشيب قد غزى كل رأسه . رجل ما حط السلاح يوما ولا استكان .لازال في رأسه ما ينير الدرب ولا زال في اليد والكف أصابع ترفع شارة النصر . لا زال في الفم لسان يقول لا في وجه الجلادين والمفسدين وبائعي الأوهام.
لا يمكن للمرء أن يتحدث عن بنسعيد ولا يشير إلى محطات أساسية طبعت مسيرته :حكم عليه بالإعدام ثلاث مرات وجريمته الوحيدة هي إيمانه في كون المغرب يتوفر على إمكانيات وطاقات ينبغي أن توظف لفائدة كل أبناء الشعب .بعد سنوات من المنفى عاد إلى المغرب في بداية الثمانينيات .كان المغرب مرجلا يغلي ولم يعد الرجل ليرتاح وما كان في حقيبته دولارات ولا تعيينا في موقع يدر عليه المال الكثير .فالمناضلون لا يرتاحون، قد يستريحون قليلا ثم ينهضون.عاد وفي حقيبته قناعة واحدة: ينبغي لهذا المغرب أن يتغير . كانت خطوته الأولى تأسيس منظمة العمل رفقة رفاقه في العمل السياسي .شارك في الانتخابات التشريعية لسنة 83وفاز فيها ،ومنذ ذلك الحين وقبله والرجل ممانع ومستميت في الدفاع عن قيم ومبادئ الدولة الحديثة .
في 1990كان أول من طرح قضية معتقلي تازمامارت في البرلمان ، تخلف الآخرون وكان هو كما العادة في الموعد مع الحقيقة والتاريخ ، لذلك لم يكن غريبا أن يقف له الكل تحية وإجلالا في جلسة الاستماع العمومية الأولى لضحايا الاعتقال السياسي بالمغرب.
قال لا لدستور 92 وقال لا لدستور 96فشقت المنظمة عقابا ومنعت جريدة أنوال لكن بنسعيد ظل حيا وحيا . انتهى الذين انشقوا عن المنظمة إلى ما انتهوا إليه أما بنسعيد فقد آمن بأن وزن اليسار سيكون أثقل بتجميع تيارات اليسار الراغبة في التغيير ..والآن هناك وهنا يوجد الحزب الاشتراكي الموحد وبكل تواضع نقول إن الحزب يتسع لكل الرؤى اليسارية وبدون مبالغة يمكن لنا القول أن بنسعيد هو قلة ما تبقى لنا من الرموز اليساريين الذين من أجل أن تكون أرض لله واسعة لنا في الحزب والوطن.
رفض بنسعيد تقبيل يد الملك الحسن الثاني ، وفي هذا الصدد يقول : صدمتني تقاليد تقبيل اليد ورفضتها في أول لقاء لي مع المرحوم ، وفهمت أن إلحاح بعض مسؤولي الأجهزة على تقبيل اليد هو موقف سياسي يهدف إلى المس بكرامتي .
وفي الأخير لا نريد أن نقتل آباءنا بالحب والاحترام ولا نريد أن نسقط في تقديس الأشخاص مهما علا شأنهم . بكل صدق نقول بملء الفم تستحق منا أيها المناضل الشريف ألف تحية وتقدير.
خلال انعقاد المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد يوم 7 أبريل الجاري ، دخلت صحبة الرفيق أمين لقمان المركب الثقافي سيدي بليوط مكان الاجتماع . وفي البهو كنت أتفحص الوجوه وأبحث عن الذين عرفتهم أيام المنظمة ، فلم أعثر من القادة المؤسسين سوى الرفاق إبراهيم ياسين والمصطفى مسداد
والمصطفى بوعزيز . فتساءلت مع نفسي : أيكون محمد بنسعيد أيت إيدر الأمين العام السابق للمنظمة تضاءل حضوره بعد أن لم يعد بعد زعيما للحزب ؟ ولجت قاعة الاجتماع فلمحته جالسا وسط القاعة رفقة محمد مجاهد ويبدو أنه ممن حضروا في الموعد المحدد للاجتماع .عندها زادت قناعتي حول تواضع الرجل وسمو أخلاقه النضالية .فالرجل ما توقف يوما عن معارك الدفاع عن طموحات المغاربة في الحرية والعيش الكريم ، وعكس الكثيرين الذين رقصهم كمان وبندير السلطة ،ظل بنسعيد عصيا على الترويض حتى والشيب قد غزى كل رأسه . رجل ما حط السلاح يوما ولا استكان .لازال في رأسه ما ينير الدرب ولا زال في اليد والكف أصابع ترفع شارة النصر . لا زال في الفم لسان يقول لا في وجه الجلادين والمفسدين وبائعي الأوهام.
لا يمكن للمرء أن يتحدث عن بنسعيد ولا يشير إلى محطات أساسية طبعت مسيرته :حكم عليه بالإعدام ثلاث مرات وجريمته الوحيدة هي إيمانه في كون المغرب يتوفر على إمكانيات وطاقات ينبغي أن توظف لفائدة كل أبناء الشعب .بعد سنوات من المنفى عاد إلى المغرب في بداية الثمانينيات .كان المغرب مرجلا يغلي ولم يعد الرجل ليرتاح وما كان في حقيبته دولارات ولا تعيينا في موقع يدر عليه المال الكثير .فالمناضلون لا يرتاحون، قد يستريحون قليلا ثم ينهضون.عاد وفي حقيبته قناعة واحدة: ينبغي لهذا المغرب أن يتغير . كانت خطوته الأولى تأسيس منظمة العمل رفقة رفاقه في العمل السياسي .شارك في الانتخابات التشريعية لسنة 83وفاز فيها ،ومنذ ذلك الحين وقبله والرجل ممانع ومستميت في الدفاع عن قيم ومبادئ الدولة الحديثة .
في 1990كان أول من طرح قضية معتقلي تازمامارت في البرلمان ، تخلف الآخرون وكان هو كما العادة في الموعد مع الحقيقة والتاريخ ، لذلك لم يكن غريبا أن يقف له الكل تحية وإجلالا في جلسة الاستماع العمومية الأولى لضحايا الاعتقال السياسي بالمغرب.
قال لا لدستور 92 وقال لا لدستور 96فشقت المنظمة عقابا ومنعت جريدة أنوال لكن بنسعيد ظل حيا وحيا . انتهى الذين انشقوا عن المنظمة إلى ما انتهوا إليه أما بنسعيد فقد آمن بأن وزن اليسار سيكون أثقل بتجميع تيارات اليسار الراغبة في التغيير ..والآن هناك وهنا يوجد الحزب الاشتراكي الموحد وبكل تواضع نقول إن الحزب يتسع لكل الرؤى اليسارية وبدون مبالغة يمكن لنا القول أن بنسعيد هو قلة ما تبقى لنا من الرموز اليساريين الذين من أجل أن تكون أرض لله واسعة لنا في الحزب والوطن.
رفض بنسعيد تقبيل يد الملك الحسن الثاني ، وفي هذا الصدد يقول : صدمتني تقاليد تقبيل اليد ورفضتها في أول لقاء لي مع المرحوم ، وفهمت أن إلحاح بعض مسؤولي الأجهزة على تقبيل اليد هو موقف سياسي يهدف إلى المس بكرامتي .
وفي الأخير لا نريد أن نقتل آباءنا بالحب والاحترام ولا نريد أن نسقط في تقديس الأشخاص مهما علا شأنهم . بكل صدق نقول بملء الفم تستحق منا أيها المناضل الشريف ألف تحية وتقدير.