للذين لا يعرفونها هي جماعة قروية تابعة لنفوذ عمالة تارودانت، تابع لنفوذها 9 دواويير ولا يمكن للعين أن تخطئ بنايتها الشامخة بمجرد أن تصل للمدارة الطرقية المؤدية للمدينة.
على مساحة شاسعة تتوزع دواويرها و بساكنة تجاوزت 10.000 نسمة (حسب إحصاء 2004). بساطة من يسكن مداشرها و ملامحهم التي تفضح فقرهم تعطيك إجابة عن من يسكن بها، إذ يشتغل أغلبهم إما كمُياوميّن أو فلاحين صغار يبحثون عن لقمة عيشهم وسط قسوة و جفاف الطبيعة، ينتظرون الغد مع أن أيامهم متشابهة لا يعكر صفوها سوى موت أحدهم، ولا يفرحها إلا إزدياد فرد جديد في عائلة جديدة.
تكالبت عليهم الظروف، ورمتهم بهم الأقدار جهة المغرب المنسي فصبروا على ما جادت به الأقدار، لكن أن يتواطأ البشر مع القدر في إهانتهم فتلك القضية التي لم يستسيغوها و جعلتهم يعلنون حربا على رئيس جماعتهم القروية بسبب مطرح النفايات الذي أشرّ على إقامته على تراب نفوذ جماعتهم، فكان ذلك الفعل نتاج عن تراكم مجموعة من الخروقات و التجاوزات من طرف رئيسها، وهذا ما نصبوا إلى كشفه في هذا التحقيق.
أصل الحكــاية...
الرئيس الحالي كانت الصدفة هي التي أوصلته للجلوس على كرسي رئاسة الجماعة، ففي عزّ أيام صيف سنة 2012 غادر الرئيس السابق الحياة بعد مرض عضال أقعده الفراش مدة طويلة، ليتّم إنتخابه داخليا بحصوله على 10 أصوات من 14 و هو عدد أعضاء المجلس الجماعي.
إنتخابه كما جاء على لسان أحد المستشارين الحاليين: جاء نتيجة الغيرة التي كان يبديها في دفاعه على مصالح ساكنة الجماعة القروية عندما كان يشغل مهم مستشار، فحتى بعض المنتميّن لحزب الحمامة وهو الحزب الذي كان يلبس ألوانه الرئيس الراحل صوّتت عليه. إلا أنهم إكتشفوا أن وصوله للكرسي جعله يبدي وجها آخر غير الذي تعودوا أن يشاهدوه به.
تحولت تلك الغيرة التي كان يبديها لتساهل مع ما سيدمر الساكنة، و أضحى القانون الذي كان يصرّ على أن يؤخذ بعين الإعتبار، لمجرد حبر على ورق فأصبح هو من يخرق القوانين و هو من يتطاول على الصلاحيات.
تخصص لها الدولة ميزانية في حدود 300 مليون سنويا، من أجل تدبيّر شأنها المحليّ و تطوير بنيتها التحتية المهترئة، و الإستجابة لمطالب ساكنتها.
بداية مهازل الرئيس.
في ظل إشتداد عطش سكان جماعة مشرع العين و في عزّ مطالبهم بإيجاد حلّ لأفواههم و أراضيهم التي جفّت بفعل قسوة الطبيعة، كان الرئيس الجديد مُنكب على تغيير أثاث مكتبه، حيت لم يرقه الأثاث القديم أو ربما تقوس ظهره من الجلوس على الكرسي السابق. فخصص مبلغا ماليا قارب 80.000 ألف درهم لذلك: "أرائك جلدية من النوع الممتاز ـ مكتب فخم ـ طاولة إجتماعات ـ تلفاز مسطح كبير الحجم...)، بل حتى الأرضية نالت نصيبا من كرم الرئيس، حيث ألصق بها نوع من البلاستيك يحمي أرجله من التورم.
هذا المبلغ المصروف على تغيير أثاث المكتب الجديد، جاء في عز صراخ الحكومة ممثلة في رئيسها بضرورة ترشيد النفقات " و تزيار السمطة"، و بما أن رئيس جماعة مشرع العين ينتمي سياسيا للحزب الحاكم فقد إعتقد ــ ربما ــ أنه غير معني بالتقشف.
العبثية لم تنتهي عند هذا الحد، فالقانون الذي كان يتشدق بضرورة إحترامه أضحى ــ كما سبق و أن أشرت ــ لمجرد نقط مسطرة على ظهر صفحات بيضاء، فأعطى إشارته ببدء أشغال حفر بئر بدوار "عين مديور" التابع لنفوذ الجماعة القروية، هذه الأشغال عرّت على حقيقة الرئيس الجديد، و بفعل تسرب أخبار عن نيّة بعض الأعضاء إيقاف الأشغال إلى حين الحصول على رخصة، إستنجد ببعض الذين مكنوه من رخصة عليها نفس تاريخ اليوم الذي حُرّرت فيه. و لكي يخرس الأفواه على حد تعبيّره قام بنشر رقم الرخصة على حسابه "بالفايسبوك" مع إخفاء تاريخ إستخراجها، محاولا إيهام الكل أن البعض يحاول التشويش على العمل الجبّار الذي يقوم به.
و ما خفــي كان أعظــم:
تجاوزات هذا الرئيس لم تقف في حدود تكالبه على القانون، بل أضحت وسيلة النقل الخاص بالجماعة و التي يستغلها بسبب منصبه، (أضحت) وسيلة شخصية له. يحضر بها إجتماعات حزبه، و كذلك للنقابة التابعة للحزب و يتعمّد الذهاب بها لعمله كمُدرس بمجموعة مدارس (تنوينان)، بل يتجول بها بدون حسيب و لا رقيب، فتلك الأيام التي كان يتشدق بها بضرورة الإبقاء على وسائل نقل الجماعة لخدمة المواطنين أضحت من الماضي، فحسب تصريح أحد المستشارين الجماعيين: عبر أن في عهد الرئيس الراحل كان يصرخ و يزمجر على ضرورة مبيّت السيارة في مأرب الجماعة، لكنه اليوم لا يقوم بما كانت أوْدَاجُهُ تنتفخ إبّان الإجتماعات. الغريب في الأمر أن مصاريف "كازوال" سيارته لا يتم مناقشتها بمعزل عن "كازوال" جميع الآليات.
"شطحات" الرئيس في تدبيره للمجلس الجماعي إستمرت و صدق عليه المثل الدارج: "محدها تقاقي و هي تزيد فالبيض"، فقد فوّت بناء محل للطباعة بداخل بناية الجماعة لأحد أقربائه (عبد الجليل. ك) لنسخ أو كتابة وثيقة معينة للراغبين في ذلك ، المستفيد شيّد ذلك البناء من ماله الخاص و بدون الحصول على رخصة تسمح له ببداية أشغال البناء، و بدون أن يتم دراسة التفويت في إجتماع المجلس و التأشير عليه في محضر رسمي.
المبرّر الذي قدمه الرئيس للأعضاء لفعله ذاك كان أقبح من زلة كما أكد لنا "مصطفى البركوكي" المستشار الجماعي: "قال لنا أنه يعاني من ظرف قاهرة، مع أن أغلب ساكنة مداشر جماعة مشرع العين يكابدون الويلات، نحن لم نكن ضد تفويته له بل كان يجب أن يأخذ المساطر القانونية". ظهور فداحة ما إقترفه كان بعد حصول المستفيد على عمل (مقدم) و بما انه لا يمكن أن يجاوز بين وظيفة عون أمني و بين جلوسه في محل الطباعة ذلك، فقد طالب بإسترجاع مصاريف البناء التي صرفها على بناء المحل، و مع دخول جمعية الموظفين على الخط بمطالبتها الرئيس بتفويت صلاحية إستغلاله لها، و جد نفسه في مشكلة كبيرة بين المستفيد الأول الراغب في إسترجاع أمواله وعدم مشروعية تفويته له، و بين مطلب جمعية الموظفين ليبقى الحال كما هو عليه، و يظل المحل مغلقا إلى غاية إيجاد طريقة لتبديد خروقاته.
المدارة الحضرية التي تؤدي لأربع جهات: تارودانت ـ طاطا ـ الطريق الوطنية رقم 10 في إتجاه أولاد تايمة و الطريق السريع، كانت فعلا مدارة مُشذبة بعناية و أغراسها خضراء تبعث الإرتياح في نفوس المارين، و تطفي على مدخل جماعة مشرع العين رونقا و جمالية تُذهب كآبة الجفاف و القحولة المحيطة بها، ومع وصول هذا الرئيس تحولت تلك الخضر لمجرد حشائش يابسة و أزهار ذابلة ذبول وجه العابرين لطرقاتها، فقد منع عنها المياه و قطع التيار الكهربائي عن أعمدتها مما جعلها فضاء ليّلياً للمتربصين بالماريّن.
هذا المعطى و كثرة الشكايات من تعرض المواطنين لسرقة ما بحوزتهم، و أمام ضغوط بعض الأعضاء أعاد الأضواء للمصابيح بدون أن تنال أشجار النخيل اليابسة من عطفه و إستمر في عدم تزويدها بالمياه. من جديد وجد الرئيس مبررا لعمله ذاك، فقد أشّاع بأن تلك المدارة هي تابعة ترابيا لبلدية "أبت إعزة" و التي تبعد عنها المدارة بأكثر من 15 كيلومتر. تبريره هذا جعل أحد الأعضاء يبدي سخرية منه: " الآن هو يصرّ على إحترام الصلاحيات و تفعيل القانون، أم حفره بئر بدون رخصة أو تفويته محل الطباعة بدون دراسة... كل هذه الخروقات لم يراعيّ فيها القانون".
القــشّة الـــــــتي....
متّى تحولت المزبلة لمشروع؟؟؟ هكذا خاطبنا جلّ من إلتقينا بهم و طرحنا عليّهم سؤالنا حول رأيهم من مشروع مطرح النفايات الذي أشر عليه الرئيس بإقامته بدوار "أضوار"؟.
مطرح النفايات و الذي يقام على مساحة قدّرت ب 97 هكتار عرّى نيّة هذا الرئيس في تحويل مشرع العين لمزبلة، فرؤساء الجماعات يبحثون عن مشاريع تنموية تنعكس على المنطقة وسكانها، لا جلب المُهلكات التي ستهدد حياة البشر و الحيوان، الحديث هنا للمستشار "مصطفى البركوكي".
مطرح الأزبال ذاك الذي سمح الرئيس بإقامته على تراب نفوذ جماعته، كان قد رُفض و بالإجماع في إجتماع 4 دورات متوالية للمجلس الجماعي "تازمورت"، هذا المعطى ما إن توصل به بعض الأعضاء حتى أشهروه في وجهه، لكنه تعنت و أنكر كل ذلك و وعدهم إن ثبت صحة الأمر سيقدم إستقالته، وعند مواجهته بمحاضر إجتماعات المجلس الجماعي "لتزمُورت" و التي تؤكد انه بالفعل تم رفض المطرح، لازم الصمت و قام بما يقوم به في كل مرة الهروب من المواجهة و إعطاء تبريرات لممارساته تلك.
إلــى مــتى...
صباح كل يوم يتوجع العشرات للمقر الجماعة كي يبدوا رفضهم لقرار إقامة ذلك المطرح على أراضيهم، عبر التوقيع على دفتر خصص لذلك، و عند إطلاعنا على الدفتر أحصينا ما يناهز 1000 توقيع لنساء و رجال وشبان، دفعهم خوفهم مما سينجم عليه إقامة المطرح مستقبلا .
و أمام إجماع الأغلبية على سوء تدبير هذا الرئيس لمجلسهم الجماعي، لم يعد يُشاهد إلا لماما في ردهات الجماعة. فكثرة خروقاته وصورته التي إتضحت للغالبية جعلته يفر نحو تشكيل تحالفات من شأنها أن تساعده في مواجهة ردة فعل من قبل معارضيه و الساكنة .
على مساحة شاسعة تتوزع دواويرها و بساكنة تجاوزت 10.000 نسمة (حسب إحصاء 2004). بساطة من يسكن مداشرها و ملامحهم التي تفضح فقرهم تعطيك إجابة عن من يسكن بها، إذ يشتغل أغلبهم إما كمُياوميّن أو فلاحين صغار يبحثون عن لقمة عيشهم وسط قسوة و جفاف الطبيعة، ينتظرون الغد مع أن أيامهم متشابهة لا يعكر صفوها سوى موت أحدهم، ولا يفرحها إلا إزدياد فرد جديد في عائلة جديدة.
تكالبت عليهم الظروف، ورمتهم بهم الأقدار جهة المغرب المنسي فصبروا على ما جادت به الأقدار، لكن أن يتواطأ البشر مع القدر في إهانتهم فتلك القضية التي لم يستسيغوها و جعلتهم يعلنون حربا على رئيس جماعتهم القروية بسبب مطرح النفايات الذي أشرّ على إقامته على تراب نفوذ جماعتهم، فكان ذلك الفعل نتاج عن تراكم مجموعة من الخروقات و التجاوزات من طرف رئيسها، وهذا ما نصبوا إلى كشفه في هذا التحقيق.
أصل الحكــاية...
الرئيس الحالي كانت الصدفة هي التي أوصلته للجلوس على كرسي رئاسة الجماعة، ففي عزّ أيام صيف سنة 2012 غادر الرئيس السابق الحياة بعد مرض عضال أقعده الفراش مدة طويلة، ليتّم إنتخابه داخليا بحصوله على 10 أصوات من 14 و هو عدد أعضاء المجلس الجماعي.
إنتخابه كما جاء على لسان أحد المستشارين الحاليين: جاء نتيجة الغيرة التي كان يبديها في دفاعه على مصالح ساكنة الجماعة القروية عندما كان يشغل مهم مستشار، فحتى بعض المنتميّن لحزب الحمامة وهو الحزب الذي كان يلبس ألوانه الرئيس الراحل صوّتت عليه. إلا أنهم إكتشفوا أن وصوله للكرسي جعله يبدي وجها آخر غير الذي تعودوا أن يشاهدوه به.
تحولت تلك الغيرة التي كان يبديها لتساهل مع ما سيدمر الساكنة، و أضحى القانون الذي كان يصرّ على أن يؤخذ بعين الإعتبار، لمجرد حبر على ورق فأصبح هو من يخرق القوانين و هو من يتطاول على الصلاحيات.
تخصص لها الدولة ميزانية في حدود 300 مليون سنويا، من أجل تدبيّر شأنها المحليّ و تطوير بنيتها التحتية المهترئة، و الإستجابة لمطالب ساكنتها.
بداية مهازل الرئيس.
في ظل إشتداد عطش سكان جماعة مشرع العين و في عزّ مطالبهم بإيجاد حلّ لأفواههم و أراضيهم التي جفّت بفعل قسوة الطبيعة، كان الرئيس الجديد مُنكب على تغيير أثاث مكتبه، حيت لم يرقه الأثاث القديم أو ربما تقوس ظهره من الجلوس على الكرسي السابق. فخصص مبلغا ماليا قارب 80.000 ألف درهم لذلك: "أرائك جلدية من النوع الممتاز ـ مكتب فخم ـ طاولة إجتماعات ـ تلفاز مسطح كبير الحجم...)، بل حتى الأرضية نالت نصيبا من كرم الرئيس، حيث ألصق بها نوع من البلاستيك يحمي أرجله من التورم.
هذا المبلغ المصروف على تغيير أثاث المكتب الجديد، جاء في عز صراخ الحكومة ممثلة في رئيسها بضرورة ترشيد النفقات " و تزيار السمطة"، و بما أن رئيس جماعة مشرع العين ينتمي سياسيا للحزب الحاكم فقد إعتقد ــ ربما ــ أنه غير معني بالتقشف.
العبثية لم تنتهي عند هذا الحد، فالقانون الذي كان يتشدق بضرورة إحترامه أضحى ــ كما سبق و أن أشرت ــ لمجرد نقط مسطرة على ظهر صفحات بيضاء، فأعطى إشارته ببدء أشغال حفر بئر بدوار "عين مديور" التابع لنفوذ الجماعة القروية، هذه الأشغال عرّت على حقيقة الرئيس الجديد، و بفعل تسرب أخبار عن نيّة بعض الأعضاء إيقاف الأشغال إلى حين الحصول على رخصة، إستنجد ببعض الذين مكنوه من رخصة عليها نفس تاريخ اليوم الذي حُرّرت فيه. و لكي يخرس الأفواه على حد تعبيّره قام بنشر رقم الرخصة على حسابه "بالفايسبوك" مع إخفاء تاريخ إستخراجها، محاولا إيهام الكل أن البعض يحاول التشويش على العمل الجبّار الذي يقوم به.
و ما خفــي كان أعظــم:
تجاوزات هذا الرئيس لم تقف في حدود تكالبه على القانون، بل أضحت وسيلة النقل الخاص بالجماعة و التي يستغلها بسبب منصبه، (أضحت) وسيلة شخصية له. يحضر بها إجتماعات حزبه، و كذلك للنقابة التابعة للحزب و يتعمّد الذهاب بها لعمله كمُدرس بمجموعة مدارس (تنوينان)، بل يتجول بها بدون حسيب و لا رقيب، فتلك الأيام التي كان يتشدق بها بضرورة الإبقاء على وسائل نقل الجماعة لخدمة المواطنين أضحت من الماضي، فحسب تصريح أحد المستشارين الجماعيين: عبر أن في عهد الرئيس الراحل كان يصرخ و يزمجر على ضرورة مبيّت السيارة في مأرب الجماعة، لكنه اليوم لا يقوم بما كانت أوْدَاجُهُ تنتفخ إبّان الإجتماعات. الغريب في الأمر أن مصاريف "كازوال" سيارته لا يتم مناقشتها بمعزل عن "كازوال" جميع الآليات.
"شطحات" الرئيس في تدبيره للمجلس الجماعي إستمرت و صدق عليه المثل الدارج: "محدها تقاقي و هي تزيد فالبيض"، فقد فوّت بناء محل للطباعة بداخل بناية الجماعة لأحد أقربائه (عبد الجليل. ك) لنسخ أو كتابة وثيقة معينة للراغبين في ذلك ، المستفيد شيّد ذلك البناء من ماله الخاص و بدون الحصول على رخصة تسمح له ببداية أشغال البناء، و بدون أن يتم دراسة التفويت في إجتماع المجلس و التأشير عليه في محضر رسمي.
المبرّر الذي قدمه الرئيس للأعضاء لفعله ذاك كان أقبح من زلة كما أكد لنا "مصطفى البركوكي" المستشار الجماعي: "قال لنا أنه يعاني من ظرف قاهرة، مع أن أغلب ساكنة مداشر جماعة مشرع العين يكابدون الويلات، نحن لم نكن ضد تفويته له بل كان يجب أن يأخذ المساطر القانونية". ظهور فداحة ما إقترفه كان بعد حصول المستفيد على عمل (مقدم) و بما انه لا يمكن أن يجاوز بين وظيفة عون أمني و بين جلوسه في محل الطباعة ذلك، فقد طالب بإسترجاع مصاريف البناء التي صرفها على بناء المحل، و مع دخول جمعية الموظفين على الخط بمطالبتها الرئيس بتفويت صلاحية إستغلاله لها، و جد نفسه في مشكلة كبيرة بين المستفيد الأول الراغب في إسترجاع أمواله وعدم مشروعية تفويته له، و بين مطلب جمعية الموظفين ليبقى الحال كما هو عليه، و يظل المحل مغلقا إلى غاية إيجاد طريقة لتبديد خروقاته.
المدارة الحضرية التي تؤدي لأربع جهات: تارودانت ـ طاطا ـ الطريق الوطنية رقم 10 في إتجاه أولاد تايمة و الطريق السريع، كانت فعلا مدارة مُشذبة بعناية و أغراسها خضراء تبعث الإرتياح في نفوس المارين، و تطفي على مدخل جماعة مشرع العين رونقا و جمالية تُذهب كآبة الجفاف و القحولة المحيطة بها، ومع وصول هذا الرئيس تحولت تلك الخضر لمجرد حشائش يابسة و أزهار ذابلة ذبول وجه العابرين لطرقاتها، فقد منع عنها المياه و قطع التيار الكهربائي عن أعمدتها مما جعلها فضاء ليّلياً للمتربصين بالماريّن.
هذا المعطى و كثرة الشكايات من تعرض المواطنين لسرقة ما بحوزتهم، و أمام ضغوط بعض الأعضاء أعاد الأضواء للمصابيح بدون أن تنال أشجار النخيل اليابسة من عطفه و إستمر في عدم تزويدها بالمياه. من جديد وجد الرئيس مبررا لعمله ذاك، فقد أشّاع بأن تلك المدارة هي تابعة ترابيا لبلدية "أبت إعزة" و التي تبعد عنها المدارة بأكثر من 15 كيلومتر. تبريره هذا جعل أحد الأعضاء يبدي سخرية منه: " الآن هو يصرّ على إحترام الصلاحيات و تفعيل القانون، أم حفره بئر بدون رخصة أو تفويته محل الطباعة بدون دراسة... كل هذه الخروقات لم يراعيّ فيها القانون".
القــشّة الـــــــتي....
متّى تحولت المزبلة لمشروع؟؟؟ هكذا خاطبنا جلّ من إلتقينا بهم و طرحنا عليّهم سؤالنا حول رأيهم من مشروع مطرح النفايات الذي أشر عليه الرئيس بإقامته بدوار "أضوار"؟.
مطرح النفايات و الذي يقام على مساحة قدّرت ب 97 هكتار عرّى نيّة هذا الرئيس في تحويل مشرع العين لمزبلة، فرؤساء الجماعات يبحثون عن مشاريع تنموية تنعكس على المنطقة وسكانها، لا جلب المُهلكات التي ستهدد حياة البشر و الحيوان، الحديث هنا للمستشار "مصطفى البركوكي".
مطرح الأزبال ذاك الذي سمح الرئيس بإقامته على تراب نفوذ جماعته، كان قد رُفض و بالإجماع في إجتماع 4 دورات متوالية للمجلس الجماعي "تازمورت"، هذا المعطى ما إن توصل به بعض الأعضاء حتى أشهروه في وجهه، لكنه تعنت و أنكر كل ذلك و وعدهم إن ثبت صحة الأمر سيقدم إستقالته، وعند مواجهته بمحاضر إجتماعات المجلس الجماعي "لتزمُورت" و التي تؤكد انه بالفعل تم رفض المطرح، لازم الصمت و قام بما يقوم به في كل مرة الهروب من المواجهة و إعطاء تبريرات لممارساته تلك.
إلــى مــتى...
صباح كل يوم يتوجع العشرات للمقر الجماعة كي يبدوا رفضهم لقرار إقامة ذلك المطرح على أراضيهم، عبر التوقيع على دفتر خصص لذلك، و عند إطلاعنا على الدفتر أحصينا ما يناهز 1000 توقيع لنساء و رجال وشبان، دفعهم خوفهم مما سينجم عليه إقامة المطرح مستقبلا .
و أمام إجماع الأغلبية على سوء تدبير هذا الرئيس لمجلسهم الجماعي، لم يعد يُشاهد إلا لماما في ردهات الجماعة. فكثرة خروقاته وصورته التي إتضحت للغالبية جعلته يفر نحو تشكيل تحالفات من شأنها أن تساعده في مواجهة ردة فعل من قبل معارضيه و الساكنة .