لشهر الصيام أجواء وطقوس خاصة في أسواق البادية... جولة سريعة في إحدى الأسواق تجعلك تحس بمدى عجز فئة عريضة من الناس عن اقتناء حاجياتها الأساسية من المواد الغذائية. الزيادات الأخيرة أشعلت الأسعار في كل مكان وخربت جيوب المواطنين
الفقر يضرب صلب المعيش اليومي للسواد الأعظم من سكان القرى و المداشر النائية... هناك ما يشبه العجز في سبيل تدبير أبسط لاحتياجات الغذائية الأساسية... الفئات الاجتماعية المسحوقة في البوادي سرعان ما تجد نفسها مع بداية شهر رمضان في حرج لمواجهة الأسعار الملتهبة والمتطلبات الكثيرة. هذه الفئات تفتقد في الغالب لموارد مالية قارة ولأبسط مصادر الدخل، فضلا عن هزالة ما قد تحصل عليه من عائدات مادية نتيجة تسويق منتوجاتها الفلاحية المحلية.
ليس بمقدور عبد القادر بلحاج، الفلاح البسيط بمنطقة أولاد جامع بضواحي العاصمة العلمية، أن يواجه مع حلول شهر رمضان تيار الأسعار الجارف الذي يلتهم الأخضر و اليابس في مجراه ... فهذا الرجل الفقير ليس بمقدوره أن يعطي بإمكانياته المادية البسيطة مختلف الحاجيات الأساسية لهذا الشهر، ومنها حتى الضرورية كالدقيق والزيت والسكر والشاي... أما المواد التي تعد من الكماليات، كالحلويات و الثمور وحتى الحليب و الزبدة والمربي... فليس بمقدوره اقتناؤها ولا حتى الاستفسار عن أسعارها ...
عبد القادر واحد من ألاف الناس المحتاجين في البوادي الشاحبة والشحيحة الذين لا يعرفون معنى الشهيرات و التقيوتات` فوق موائد إفطارهم وسحورهم، إلا ما هيأته أيادي زوجاتهم من أطباق محلية بسيطة، اعتمادا على المحاصيل الزراعية المحلية.
البؤس يمشي في أسواق البادية مثلما يمشي الناس هناك في تثاقل تام... المواطنون تأثروا بالزيادات الأخيرة إلى حد لا يطاق ، و لا من يعير اهتماما لأحوالهم. هناك إقبال محدود على ما يعرضه السوق من بضاعة. الكثير من الناس يكتفون بالإقبال المحتشم على المواد الغذائية التي لا غنى لهم عنها... ومنها السكر والدقيق والزيت والشاي والتوابل، وعلى عينة من المواد التي تنخفض أسعارها مقارنة مع مواد مشابهة، كلحم الدجاج والخضر والفواكه المحلية وسمك السردين والقطاني...
رحمه أرملة في أواخر العقد الخامس من عمرها لا تخفي تذمرها من الأسعار المرتفعة. صاحت بنبرة بالغة الدلالة "واش المسكين ما يمكنلوش يعيش فهاذ البلاد؟" ... هذه المرأة التي تعيش رفقة اثنين من بناتها ،لازالتا عازبتن، عمدت إلى بيع نعجة تملكها قبل حلول شهر الصيام ببضعة أيام، لأجل تدبير الكثير من حاجياتها الأساسية، مادام أنها تعاني قصر ذات اليد بلا عائد ولا دخل...
القرويون لا يتسوقون في العادة إلا مرة واحدة في الأسبوع، ولذلك لا يقبلون على شراء المواد التي تنتهي صلاحيتها بسرعة، وفي أحسن الأحوال يشترون كمية قليلة منها ... ومنها الحليب ومشتقاته والسمك واللحم والخضر والفواكه...
مشاهد الأسواق القروية ربما تبدو مغايرة نسبيا في شهر رمضان، على خلاف الأشهر الأخرى. هناك الكثير من الظواهر الدخيلة على الحياة العادية للأسواق. ما يثير الانتباه أكثر هو الانتشار الكثيف لباعة الحلويات و الثمور... أطباق كثيرة تبدو مليئة بالشباكية وبعض الفطائر الأخرى... عدد من القرويين يبدون مبهورين حيال هذه السلع...
يمكن أن ينتاب المرء الخوف على صحة الناس عندما يرى هذه الحلويات والفطائر و الثمور وهي غير محاطة بالعناية اللازمة وبأبسط شروط الصحة... محتويات هذه الأطباق و الصحون تبدو مصففة بعناية ومغرية، لكنها قد تخفي تسممات وأمراض لا يعلمها إلا الله... طاولات وسخة وضعت فوقها هذه السلع الطرية، أصحابها لا يعيرون اهتماما لسحانتهم... سحابات من الذباب والغبار تتطاير فوق القدور و الصحون الضخمة وتحط عليها، والناس يقبلون كلى محتوياتها بكل اطمئنان... مصالح حفظ الصحة وزجر الغش غائبة.
كل المواد الغذائية الطرية بالأسواق يمكن أن تتعرض للتعفن والتسمم، و معظم الباعة لا يعيرون اهتماما لجودتها ولا للتأثيرات الناجمة عن التجول بها من سوق لآخر...
الفقر يضرب صلب المعيش اليومي للسواد الأعظم من سكان القرى و المداشر النائية... هناك ما يشبه العجز في سبيل تدبير أبسط لاحتياجات الغذائية الأساسية... الفئات الاجتماعية المسحوقة في البوادي سرعان ما تجد نفسها مع بداية شهر رمضان في حرج لمواجهة الأسعار الملتهبة والمتطلبات الكثيرة. هذه الفئات تفتقد في الغالب لموارد مالية قارة ولأبسط مصادر الدخل، فضلا عن هزالة ما قد تحصل عليه من عائدات مادية نتيجة تسويق منتوجاتها الفلاحية المحلية.
ليس بمقدور عبد القادر بلحاج، الفلاح البسيط بمنطقة أولاد جامع بضواحي العاصمة العلمية، أن يواجه مع حلول شهر رمضان تيار الأسعار الجارف الذي يلتهم الأخضر و اليابس في مجراه ... فهذا الرجل الفقير ليس بمقدوره أن يعطي بإمكانياته المادية البسيطة مختلف الحاجيات الأساسية لهذا الشهر، ومنها حتى الضرورية كالدقيق والزيت والسكر والشاي... أما المواد التي تعد من الكماليات، كالحلويات و الثمور وحتى الحليب و الزبدة والمربي... فليس بمقدوره اقتناؤها ولا حتى الاستفسار عن أسعارها ...
عبد القادر واحد من ألاف الناس المحتاجين في البوادي الشاحبة والشحيحة الذين لا يعرفون معنى الشهيرات و التقيوتات` فوق موائد إفطارهم وسحورهم، إلا ما هيأته أيادي زوجاتهم من أطباق محلية بسيطة، اعتمادا على المحاصيل الزراعية المحلية.
البؤس يمشي في أسواق البادية مثلما يمشي الناس هناك في تثاقل تام... المواطنون تأثروا بالزيادات الأخيرة إلى حد لا يطاق ، و لا من يعير اهتماما لأحوالهم. هناك إقبال محدود على ما يعرضه السوق من بضاعة. الكثير من الناس يكتفون بالإقبال المحتشم على المواد الغذائية التي لا غنى لهم عنها... ومنها السكر والدقيق والزيت والشاي والتوابل، وعلى عينة من المواد التي تنخفض أسعارها مقارنة مع مواد مشابهة، كلحم الدجاج والخضر والفواكه المحلية وسمك السردين والقطاني...
رحمه أرملة في أواخر العقد الخامس من عمرها لا تخفي تذمرها من الأسعار المرتفعة. صاحت بنبرة بالغة الدلالة "واش المسكين ما يمكنلوش يعيش فهاذ البلاد؟" ... هذه المرأة التي تعيش رفقة اثنين من بناتها ،لازالتا عازبتن، عمدت إلى بيع نعجة تملكها قبل حلول شهر الصيام ببضعة أيام، لأجل تدبير الكثير من حاجياتها الأساسية، مادام أنها تعاني قصر ذات اليد بلا عائد ولا دخل...
القرويون لا يتسوقون في العادة إلا مرة واحدة في الأسبوع، ولذلك لا يقبلون على شراء المواد التي تنتهي صلاحيتها بسرعة، وفي أحسن الأحوال يشترون كمية قليلة منها ... ومنها الحليب ومشتقاته والسمك واللحم والخضر والفواكه...
مشاهد الأسواق القروية ربما تبدو مغايرة نسبيا في شهر رمضان، على خلاف الأشهر الأخرى. هناك الكثير من الظواهر الدخيلة على الحياة العادية للأسواق. ما يثير الانتباه أكثر هو الانتشار الكثيف لباعة الحلويات و الثمور... أطباق كثيرة تبدو مليئة بالشباكية وبعض الفطائر الأخرى... عدد من القرويين يبدون مبهورين حيال هذه السلع...
يمكن أن ينتاب المرء الخوف على صحة الناس عندما يرى هذه الحلويات والفطائر و الثمور وهي غير محاطة بالعناية اللازمة وبأبسط شروط الصحة... محتويات هذه الأطباق و الصحون تبدو مصففة بعناية ومغرية، لكنها قد تخفي تسممات وأمراض لا يعلمها إلا الله... طاولات وسخة وضعت فوقها هذه السلع الطرية، أصحابها لا يعيرون اهتماما لسحانتهم... سحابات من الذباب والغبار تتطاير فوق القدور و الصحون الضخمة وتحط عليها، والناس يقبلون كلى محتوياتها بكل اطمئنان... مصالح حفظ الصحة وزجر الغش غائبة.
كل المواد الغذائية الطرية بالأسواق يمكن أن تتعرض للتعفن والتسمم، و معظم الباعة لا يعيرون اهتماما لجودتها ولا للتأثيرات الناجمة عن التجول بها من سوق لآخر...