ليس بعد الآن..! ليس بعد أن أهرقت دماء الأبرياء من شباب وشيوخ ونساء وأطفال الشعوب الثائرة.
هكذا عبر كل من استمع إلى خطابات الحكام ووعودهم بإطلاق إصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية.
ليس بعد أن سقط آلاف الشهداء في ميادين التحرير، وعشرات آلاف الجرحى.
ليس بعد أن هتكت أعراض النساء وانكشفت عوراتهن على الفضائيات وضربن واعتقلن وقتلن.
هذا كان رد المحتجين في كل مكان، في الشرق الأوسط وفي شمال إفريقا، كان ردهم رفض ما تضمنته تلك الخطابات كان ردهم بإلقاء أحذيتهم تتطاير أمام الكاميرات وعلى مرأى ومسمع من العالم تلفح وجوه الحكام وهم يتابعون خطاباتهم على الشاشات الضخمة التي نصبت بميادين التحرير لمتابعة التطورات ببلدانهم وبالمنطقة كلها.
إن القتل ووقوع مئات الشهداء من شباب الثورة، شكل حالة ومرحلة مفصلية في إرادة التغيير التي تعبر عنها الشعوب ، نقلتها من مجرد المطالبة بإصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية وحقوقية، ربما من داخل الأنظمة الحاكمة، إلى مستوى أعلى ينشد التغيير الشامل والجذري من خارج هذه الأنظمـــــة، بدءا من تنحية حكامها ورموزها من كل مراكز القرار وتدبير الشأن العام، ومرورا بتحديد المسؤوليات عن مشاهد القتل والفوضى والتخريب والنهب لثروات الشعوب ومحاكمة أصحابها، وانتهاء بإرساء حقيقي للتغيير الذي تنشده الشعوب دون مماطلة أو تحريف أو تسويف بنية تجاوز
مرحلة الغليان الشعبي والحماسة لمعاودة الانقضاض على نتائج الثورة.
هذه النتيجة هي التي قلبت الموازين في تونس بعد وفاة المواطن التونسي محمد البوعزيزي ومن استشهد بعده، وفي مصر بعد استشهاد المواطن خالد سعيد، لينهض شباب 25 يناير بشعار «كلنا خالد سعيد»، وهي النتيجة التي تعتمل اليوم في اليمن والبحرين، وهي التي أطلقت شرارة الثورة على النظام السوري بكثير من المدن والمحافظات بعد أن كانت محصورة في درعا، وهي التي أججت الأحداث في الأردن.
درس آخر تكشف عنها يوميات الثورة، درس اعتبر به كل العالم باستثناء الحكام الذين يصرون على أن يظلوا خارج الزمن، وعلى أن يتمادوا في إطلاق ترسانتهم القمعية لقتل واعتقال مزيد من الشباب المطالب بالتغيير، وتوجيه آلتهم الإعلامية لقلب الوقائع وتزوير الحقائق، بل وتصف الشباب الثائر المخلص لقضيته الوطنية بالعمالة والتخابر لصالح جهات خارجية لزعزعة الأنظمة وإثارة الفتن.
حينما يتحدث الحكام وأزلامهم عن وجود نية وإرادة للتآمر من وراء هذه الثورات، تجدهم عاجزين عن إقناع الرأي العام الداخلي والعالمي بصدق وجدية هذه التهم، وتجدهم عاجزين عن تقديم أدلة دامغة تسند ادعاءاتهم. بل تكشف الحقائق من الميدان يوما بعد يوم، بأن هناك إرادة ونية فعليتين من قبل هذه الأنظمة ذاتها في التآمر على مصلحة الأوطان وشعوبها، ويتضح جليا بأن ما يعنونه بادعاءاتهم تلك إنما هو بالتحديد التآمر على أنظمتهم الطاغية الظالمة، وليس على الأوطان. لأن الشعب والشباب الثائر قدم أكثر من دليل على أنه لا يتآمر على بلده وبأنه لا يبغي الفتنة.
لاشك أن الحكام يتابعون على الفضائيات العربية والعالمية مجريات الأحداث بكل المنطقة، ولا شك أنهم علموا وأدركوا كيف أن إيقاع الضحايا وقتل المواطنين، كان الحدث الذي غير وجهة الثورات، وأعطى للشباب الناهض زخما وقوة وإصرارا على المواصلة والاستمرار والثبات دون خوف أو كلل، استمرار تلقائي وعفوي عجزت الأنظمة ضمانه وتوفيره لتلك المجموعات الموالية لها التي تحشدها بالترغيب والترهيب من أجل التظاهر لصالحها وإظهار تأييدها ودعمها لخطواتها .
ورغم ذلك ، وبدل أن يرعوي الحكام ويتعظوا بمن سبقهم في مواجهة هذه الثورات وكيف انتهى بهم الحال، تراهم يتمادون في غيرهم وظلمهم واستهتارهم بأرواح المواطنين واستخفافهم بإرادتهم في التغيير وتطلعهم إلى حياة العزة والكرامة.
وهذا لعمري غباء ما بعده غباء، بل هو العته عينه، وهو الجبن الذي يمنع هؤلاء الحكام من مواجهة إرادة الشعوب، ويتسترون خلف جندهم وإعلامهم الكاذب ومؤسساتهم المزورة والفاقدة لأية مشروعية، يطلقون وعودا فارغة ومتأخرة عن موعدها، ويلقون بمطالب وتطلعات المواطنين الحقيقية ظهريا.
هكذا عبر كل من استمع إلى خطابات الحكام ووعودهم بإطلاق إصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية.
ليس بعد أن سقط آلاف الشهداء في ميادين التحرير، وعشرات آلاف الجرحى.
ليس بعد أن هتكت أعراض النساء وانكشفت عوراتهن على الفضائيات وضربن واعتقلن وقتلن.
هذا كان رد المحتجين في كل مكان، في الشرق الأوسط وفي شمال إفريقا، كان ردهم رفض ما تضمنته تلك الخطابات كان ردهم بإلقاء أحذيتهم تتطاير أمام الكاميرات وعلى مرأى ومسمع من العالم تلفح وجوه الحكام وهم يتابعون خطاباتهم على الشاشات الضخمة التي نصبت بميادين التحرير لمتابعة التطورات ببلدانهم وبالمنطقة كلها.
إن القتل ووقوع مئات الشهداء من شباب الثورة، شكل حالة ومرحلة مفصلية في إرادة التغيير التي تعبر عنها الشعوب ، نقلتها من مجرد المطالبة بإصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية وحقوقية، ربما من داخل الأنظمة الحاكمة، إلى مستوى أعلى ينشد التغيير الشامل والجذري من خارج هذه الأنظمـــــة، بدءا من تنحية حكامها ورموزها من كل مراكز القرار وتدبير الشأن العام، ومرورا بتحديد المسؤوليات عن مشاهد القتل والفوضى والتخريب والنهب لثروات الشعوب ومحاكمة أصحابها، وانتهاء بإرساء حقيقي للتغيير الذي تنشده الشعوب دون مماطلة أو تحريف أو تسويف بنية تجاوز
مرحلة الغليان الشعبي والحماسة لمعاودة الانقضاض على نتائج الثورة.
هذه النتيجة هي التي قلبت الموازين في تونس بعد وفاة المواطن التونسي محمد البوعزيزي ومن استشهد بعده، وفي مصر بعد استشهاد المواطن خالد سعيد، لينهض شباب 25 يناير بشعار «كلنا خالد سعيد»، وهي النتيجة التي تعتمل اليوم في اليمن والبحرين، وهي التي أطلقت شرارة الثورة على النظام السوري بكثير من المدن والمحافظات بعد أن كانت محصورة في درعا، وهي التي أججت الأحداث في الأردن.
درس آخر تكشف عنها يوميات الثورة، درس اعتبر به كل العالم باستثناء الحكام الذين يصرون على أن يظلوا خارج الزمن، وعلى أن يتمادوا في إطلاق ترسانتهم القمعية لقتل واعتقال مزيد من الشباب المطالب بالتغيير، وتوجيه آلتهم الإعلامية لقلب الوقائع وتزوير الحقائق، بل وتصف الشباب الثائر المخلص لقضيته الوطنية بالعمالة والتخابر لصالح جهات خارجية لزعزعة الأنظمة وإثارة الفتن.
حينما يتحدث الحكام وأزلامهم عن وجود نية وإرادة للتآمر من وراء هذه الثورات، تجدهم عاجزين عن إقناع الرأي العام الداخلي والعالمي بصدق وجدية هذه التهم، وتجدهم عاجزين عن تقديم أدلة دامغة تسند ادعاءاتهم. بل تكشف الحقائق من الميدان يوما بعد يوم، بأن هناك إرادة ونية فعليتين من قبل هذه الأنظمة ذاتها في التآمر على مصلحة الأوطان وشعوبها، ويتضح جليا بأن ما يعنونه بادعاءاتهم تلك إنما هو بالتحديد التآمر على أنظمتهم الطاغية الظالمة، وليس على الأوطان. لأن الشعب والشباب الثائر قدم أكثر من دليل على أنه لا يتآمر على بلده وبأنه لا يبغي الفتنة.
لاشك أن الحكام يتابعون على الفضائيات العربية والعالمية مجريات الأحداث بكل المنطقة، ولا شك أنهم علموا وأدركوا كيف أن إيقاع الضحايا وقتل المواطنين، كان الحدث الذي غير وجهة الثورات، وأعطى للشباب الناهض زخما وقوة وإصرارا على المواصلة والاستمرار والثبات دون خوف أو كلل، استمرار تلقائي وعفوي عجزت الأنظمة ضمانه وتوفيره لتلك المجموعات الموالية لها التي تحشدها بالترغيب والترهيب من أجل التظاهر لصالحها وإظهار تأييدها ودعمها لخطواتها .
ورغم ذلك ، وبدل أن يرعوي الحكام ويتعظوا بمن سبقهم في مواجهة هذه الثورات وكيف انتهى بهم الحال، تراهم يتمادون في غيرهم وظلمهم واستهتارهم بأرواح المواطنين واستخفافهم بإرادتهم في التغيير وتطلعهم إلى حياة العزة والكرامة.
وهذا لعمري غباء ما بعده غباء، بل هو العته عينه، وهو الجبن الذي يمنع هؤلاء الحكام من مواجهة إرادة الشعوب، ويتسترون خلف جندهم وإعلامهم الكاذب ومؤسساتهم المزورة والفاقدة لأية مشروعية، يطلقون وعودا فارغة ومتأخرة عن موعدها، ويلقون بمطالب وتطلعات المواطنين الحقيقية ظهريا.