HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة

سكان البوادي في الرحامنة يطلقون تسميات غريبة على المرتفعات والهضاب القريبة من مقر دواويرهم.


عبد الله شوكا.
الاربعاء 29 ديسمبر 2021




في ظل غياب برامج وثائقية لقنواتنا التلفزيونية يمكن تصويرها وتقريبها للمشاهد التواق إلى هذا النوع من البرامج، سنظل ننتظر نفض الغبار والكسل عن قنواتنا التلفزيونية بسبب هذا الغياب وهذا التقصير، باستثناء البرنامج الوثائقي أمودو الذي نرفع له القبعة لما يقدمه من روائع البادية المغربية ، ومعلوم أن البادية المغربية غنية بالعادات والتقاليد والتراث، ولا ينقص سوى تحرك وبحث قنواتنا التلفزيونية لإشباع رغبة المتلقي مثل ما تقوم به القنوات العالمية الراقية، وكي نسهل مأمورية قنواتنا التلفزيونية لا بأس أن نمدها حصريا بفكرة برنامج وثائقي شيق، وهي فكرة التسميات والألقاب الغريبة التي يطلقها سكان البوادي على الجبال والهضاب والمرتفعات القريبة من دواويرهم، هي تسميات غريبة نسجها السكان من أسماء أعضاء حيوانات وأواني المطبخ وغيرها، وأطلقوها على الهضاب والتلال والمرتفعات والجبال التي تحيط بدواويرهم منذ العصور القديمة.
وإذا تكلمنا عن الأسامي والألقاب الغريبة التي يطلقها سكان مناطق الرحامنة على الجبال والهضاب والمرتفعات، فإن المنطقة المعروفة بهذه الأسامي والألقاب هي قبيلة أولاد اخليفة جماعة سيدي عبد الله، من حدود قرية مشرع بن عبو ونهر أم الربيع حتى مركز صخور الرحامنة، هنا الناس يطلقون ألقابا وتسميات غريبة على الهضاب والتلال والمرتفعات القريبة من دواويرهم.
هي ألقاب نسجها الأجداد والأسلاف منذ العصور الغابرة، ومع توالي الأجيال بقيت هذه التسميات خالدة مع توالي الأزمنة يتداولها السكان أبا عن جد، تسميات تم نسجها من أسماء أعضاء الحيوانات وأواني المطبخ وغيرها.
ومن بين الألقاب والتسميات الغريبة التي أطلقها السكان في منطقة أولاد اخليفة بالرحامنة نجد هضبة تسمى الطويجين، ومرتفع يسمى ظهر الكيدار ، وجبل يلقب قليب الثور، ومرتفع يسمى قليب الحمار، وهضبة تسمى شعيبات الخوانة، وقريبا من قرية مشرع بن عبو هناك مرتفع يلقب المنقار الأحمر الذي سبق وذكره الفنان المرحوم العربي باطما في كتابه " الرحيل" لأن اسرة الفنان المرحوم كانت تقطن بالقرب من جبل المنقار الأحمر، وقريبا من صخور الرحامنة في اتجاه دكالة نجد الجبل الشامخ المسمى الجبل الأخضر الذي يظهر من مسافات جد بعيدة، ولعل إسمه الحقيقي القديم هو جبل الغدر وليس الجبل الأخضر، وتسميته القديمة جبل الغدر لأنه كان يغدر ويهجم بفياضاناته من الأعالي على السكان والدواوير عند نزول الغيث بكثرة.
ولعل السؤال المطروح هل اختراع سكان هذه المناطق لتلك التسميات والألقاب الغريبة، هل كان اعتباطيا أم كان نزولا عند تشابه الشكل الهندسي الذي خلق الله عليه تلك التلال والجبال والمرتفعات، وهل هو اكتشاف خارق انتبه اليه السكان الأقدمون، وهل اختيار تلك الأسامي والألقاب تمت بعناية.
ونعود إلى إطلاق ألقاب الطويجين وقليب الحمار وقليب الثور وظهر الكيدار، والمنقار الأحمر على تلك الجبال والهضاب والمرتفعات، هل كان الأجداد والأسلاف محقون في إطلاق هذه الألقاب والتسميات.
وبالإضافة الى هذه التسميات هناك ألقاب أخرى تسمى بها باقي الجبال والمرتفعات والهضاب بهذه المنطقة، مثل شعبة الظل، وشعبة البكرة، ورد الغول، وصخيرة السوق، ومغاور البرناطي، والجرف الأحمر، والكارة، وجبل بلمرا، وهذا الأخير كان السكان يتبركون منه بجلب التراب من جبله ووضعه على الأمراض الجلدية مثل مرض الحكة ( المرا) بتشديد الراء، وبقدرة قادر كان السكان يتشافون من هذا المرض الجلدي ( المرا) ومن تم أطلق السكان القدماء عليه جبل بلمرا.
ولعل قبيلة أولاد اخليفة بالرحامنة القريبة من قرية مشرع بن عبو غنية بتواجد التلال والهضاب والمرتفعات، وكلها تحمل تسميات وألقابا غريبة نسجها السكان القدماء ويتداولها الأجيال أبا عن جد، ولايسعنا المجال لذكرها كلها هنا.


 سكان البوادي في الرحامنة يطلقون تسميات غريبة على المرتفعات والهضاب القريبة من مقر دواويرهم.


         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير