سكان دوار اولاد عبد الله الحصارة باقليم الرحامنة ... يصعدون من احتجاجاتهم

كانت قضية سكان دوار اولاد عبد الله الحصارة بجماعة سكورة الحدرة ، قيادة اولاد اتميم بدائرة الرحامنة باقليم الرحامنة قد اثارت جدلا واسعا لدى الراي العام المحلي ، لكونها من ابرز القضايا المثيرة في الظرف الراهن ببلادنا ، ترتبط اساسا بتكريس ازمة البطالة في المنطقة بعد الاعلان بشكل شبه رسمي عن توقيف احدى الاوراش الكبرى بالدوار المذكور"ورش اشغال شركة وسلسات معادن" المتخصصة في استخراج احجار مستخدمة لاغراض صناعية من لدن مجلس الوصاية ، الامر الذي ترتب عنه تشريد ما يفوق اربعين عائلة و حرمان سكان الدوار من مستحقات تعاقدهم مع هذه الشركة.

و كان هؤلاء السكان يعيشون قبل تعاقدهم المباشر مع الشركة ما يقرب من 20 عقد وضعا مزريا غير مستقر بالدوار المشار اليه نتيجة ظروف الجفاف القاتلة التي ظلت تخيم على المنطقة لعدة سنوات متتالية و في عزلة تامة عن محيطهم الخارجي ، و كان قدرهم التهميش و الحرمان ، الا ان تعاقدهم هذا مع شركة وسلسات %OUISELSAT DINES S.A% قد ساهم بكثير في استقرارهم و ذلك بخلق مناصب شغل قارة لابنائهم ما يفوق 40 منصب شغل كلهم يعيلون اسرا معوزة ، ناهيك عن الخدمات الاجتماعية التي ظلت تسديها الشركة لسكان الدوار و الذين يستفيدون من الشركة كذلك بمستحقات الكراء منذ سنة 1996 اي قبل شروع الشركة في بداية الاشغال سنة 2000 بمبلغ 3100.00 درهم للهكتار الواحد سنويا ، و تحقق مع هذا استقرار السكان ، غير انه تبددت احلامهم عندما فوجئ هؤلاء السكان الذين يفوق عددهم 200 اسرة تقريبا بقرار توقيف هذا المشروع من لدن مجلس الوصاية لفائدة الجماعة السلالية و كذلك المجلس الجماعي لسكورة الحدرة الذي كان من المفروض ان يتدخل لدى الجهات المختصة المسؤولة من اجل العمل على حماية استقرار الساكنة لا ترهيبها ، و كان القرار الفاجعة في غياب ارادة حقيقية للسكان حين مطالبة مجلس الوصاية من الشركة تجديد عقدها معه مقابل مبالغ مالية تعجيزية بالرغم من كل المساعي التي بذلتها الشركة بدون جدوى ، و امام اصرار المسؤولين بمجلس الوصاية رفض تجديد العقد مع الشركة خرج سكان الدوار دفعة واحدة الى جانب العمال الذين تم تسريحهم حيث ضربوا طوقا بشريا على آليات و معدات الشركة التي كانت تتأهب للرحيل مكرهة ، معبرين عن رفضهم المطلق لهذا القرار المجحف في حقهم بالخصوص لما قد يشكله من أضرار على حياتهم المعيشية و عدم استقرارهم بالدوار المذكور و كذلك العمال المحرومين من العمل (40 عامل) بذل تدخلات تصب في اتجاه حماية العمال و السكان معا و مصالح الشركة كذلك لكونها قطب استثماري بالمنطقة ، لكون هذه الاخيرة هي مصدر عيش العشرات من العمال من أبناء الدوار و السكان معا لا محالة سيكون مصيرهم التشرد و البطالة دون اخطارهم بذلك من لدن المسؤولين الذين يجهلون كل هذا.

فهذا الحدث و في ظروف غير عادية تمر منها بلادنا و الجفاف الذي يضرب المنطقة قد يتسبب في ازمة اجتماعية خانقة لدى السكان قد يصل خطرها كافة سكان المنطقة .
و كان عدد من عمال الشركة المسرحين من ابناء دوار اولاد عبد الله الحصارة و اخرون من السكان اكدوا للجريدة بعدة تصريحات في الموضوع ندرج منها مايلي :

انا من أبناء دوار اولاد عبد الله الحصارة اشتغل بالشركة منذ سنة 2001 الى ان توقفت و كان مورد عيشي الوحيد هو هذا العمل و الذي اعيل به اسرتي المتكونة من ستة افراد هم زوجتي و ابني و اخوتي و امي و ابي ، فلما اشعرت بخبر رحيل الشركة عن الدوار تألمت كثيرا و كان الخبر بالنسبة لي صدمة في حياتي ، لدرجة ان رب الشركة كان يساعدنا حتى اجتماعيا و في كل المناسبات.

وقفت على حقيقة رحيل الشركة لما اشعرنا بذلك من طرف رب العمل ، و استنكرت حينه قرار سلطات الوصاية الرامي الى تشريدي من العمل ، فإلىأين سأتجه و عائلتي المتكونة من خمسة افراد، ومن المسؤول اذا عن وضعية ما يزيد عن اربعين عاملا مصيرهم هو مصيري و كلهم من ابناء الدوار.

كل افراد الجماعة السلالية من سكان دوار اولاد عبد الله الحصارة تربطهم علاقة مع الشركة بواسطة تعاقد عن الاستغلال ، و يستفيدون من مستحقاتهم من الشركة بانتظام سنويا، و قرار السلطات الرامي الى توقيف الشركة غير صائب يجب اعادة النظر فيه لكون الامر متعلق بمصدر عيش شريحة هامة من السكان.

ان توقيف شركة "وسلسات معادن" عن العمل هو بمثابة توقف مصدر عيشي الوحيد ، لكوني استفيد من مستحقات تعاقدي مع الشركة لما يقرب من 6 هكتارات و هذا هو مورد عيشي الوحيد، الامر الذي يتطلب من المسؤولين العمل على المحافظة في استقرار هذه الشركة و مساعدتها على العمل و ان في ذلك حماية لنا نحن سكان دوار عبد الله الحصارة على الاستقرار لاننا نعيش بفضل تواجد هذه الشركة منذ عشرات السنسن.

و في التماس للسيد عامل الاقليم من ساكنة هذا الدوار جاء فيه ما يلي :
نتشرف سيدي عامل صاحب الجلالة على اقليم الرحامنة ان نتقدم الى سيادتكم بشكاينا هذه بكل احترام و تقدير و المتعلقة بعدم ايقاف شركة وسلسات معادن بدوار اولاد عبد الله الحصارة بجماعة سكورة الحدرة قيادة اولاد اتميم لكون مجلس الوصاية يريد ايقافها و هذا سيتسبب بالضرر للمستخدمين و عددهم 40 و يعيشون من مدخولها و عدد افرادهم 140 فرد لانها هي مصدر رزقهم و لكوننا كذلك نحن من قام بابرام عقد كراء لهذه الشركة و عدد هذه العقود 20 عقدا و نحن نعيش من كرائها نحن مايفوق 200 فرد و انها ضاعت ارضنا و اصبحت غير صالحة للزراعة ، فاذا اغلقت هذه الشركة ابوابها فالى اين ندهب و من اين سنعيش نحن و افراد عائلاتنا و سيتعرض مستقبلنا للضياع و التشرد .
لذا نطلب من سيادتكم التدخل العاجل و الفوري في هذا الموضوع و اتخاد الاجراءات الازمة في هذا الشأن .
و تفضلوا سيدي العامل بقبول اسمى عبارات التقدير و الاحترام و السلام.