سبحان مبدل الأحوال و مغير حال بحال ، أسوق هذا الكلام و في نفسي شيء من حتى عن واقع مهنة المتاعب بمدينتي ، فقد دخلها كل من هب و دب و جاءها من يعرف القراءة دون الكتابة ، و دخل بلاطها من فشل في كل المهن ، و كل من يملك جاره قلما ، و من يعرف الأحاجي و أشكال النصب و البهتان و المراوغة ، فعجت بهم البلاد ، فأصبحوا كالفطر يتربصون في المقاهي ، يحترفون القيل و القال ، و أصبح مصورا عاديا من له نظارة ، و من استعار آلة تصوير ، و هو لا يفرق بين الصورة التذكارية و الصورة الصحفية ، و أن هناك من لم يقرأ في حياته أكثر من 10 صفحات أو اقل و مستواه الدراسي ضعيف ، مدركون بالخواء الذي يعيشونه ، و بالجوع المعرفي الذي ينهش رؤوسهم ، و بالجهل المطبق الذي يكمم أفواههم ، لا يفرقون بين الندوة الصحفية و المحاضرة و اللقاء التواصلي ، و بين عشية وضحاها أصبحوا صحافيين فوق العادة و تحت العادة حتى اختلط الحابل بالنابل ، طبعا استثني الأقلام الجادة التي انمازت بأسلوب مهني و حققت تراكما عميقا و خطا تحريريا جادا و استقلالية في التفكير و البحث عن الخبر و عن السبق الصحفي ، تتسابق البطون على الموائد ، و يختلط الغث بالسمين ، يعبرون عن مستواهم بالخوض و الحصيلة تكون المدينة هي الخاسر الأكبر لان سي حافي لم يكتب حرفا عن الحدث ، و هذا ما سندفع فيه الثمن غاليا ... و تحديدا عندما نرى هذه الأصناف تطفو على السطح .
الأكثر تصفحا
|
... سي حافي ع. الشراط
السبت 21 ماي 2011
تعليق جديد
مقالات ذات صلة
|
|||||||
|