HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة
تصفحوا العدد 331 من جريدة حقائق جهوية الكترونيا pdf





لماذا الإعلام الثقافي والفني ؟


احمد وردي
الاثنين 14 فبراير 2011




لماذا الإعلام الثقافي والفني ؟
الواضح أن الإعلام الثقافي والفني ليس جنسا صحافيا [ تحقيق ، استطلاع ، بورتريه ، حوار ...] ، بل هو موضوع أو فضاء اهتمام لهذه الأجناس الصحفية كما يمكن أن تكون حقول أخرى مجال اهتمامها [ الحقل السياسي ، الدبلوماسي ، الاجتماعي ، الرياضي ، الاقتصادي ...].

إن قراءة لوحة فنية أو تحليل شريط سينمائي أو عمل مسرحي أو تقديم عمل شعري أو روائي أو تغطية حفل باليه أو حفل موسيقى أو ما شابه ذلك من المحاضرات والندوات الثقافية والإبداعية لا يحتاج فقط إلى تمكن من تقنيات التحرير الصحفي ، بل لابد أيضا من حد أدنى من معطيات الفهم وأدوات المقاربة ، وهو ما أضحى يتطلب تكوينا إضافيا وتفصيليا.هذا يتطلب من حيث المستلزمات المنهجية والمعرفية أم نتدرج من العام إلى الخاص في ملامستنا لواقع الإعلام والثقافي والفني : - تحديدات نظرية -رؤية تاريخية -السياق الثقافي والفني -وظائف الخطاب الصحفي الثقافي والفني...، وذلك قيل الانتقال إلى مقاربة قطاعية لحقول الممارسة الثقافية والجمالية [ نظريا وتطبيقيا ] ، واستضافة منتجين للفكر والإبداع الأدبي وتالفني .

وإذا كان الإعلام الثقافي والفني مجالا لاهتمام واشتغال مختلف تقنيات التحرير الصحفي ، فإنه يقتضي إلماما معينا بالسياق الثقافي العام وبتجربة الإبداع الفني والجمالي لما يطرحه كمجال من اعتبارات ومهام إضافية تنضاف إلى ما يقتضيه العمل الصحفي من ارتباط وثيق بالفضاء الإعلامي ، بنياته ووظائفه.

إن الكتابة الصحفية على الثقافي والفني ليست كتابة أكاديمية ولا دراسة نظرية أو نقدية ، بل هي كتابة تقتضي السرعة وعبر مسافة مفترضة من القرب والشغف والدراية والفهم والخبرة الضرورية بما نكتب عنه ، إذ لا يمكننا أن نكتب ورقة عن مجال لا نملك إزاءه أي تعاطف أو تعلق ، ولا نكتب عما نجهله ، ولا نكتب لنكون منظرين أو باحثين أكادميين. بل نكتب عما نعرف وما نفهم ، نكتب لنقدم أخبار ومعطيات ولنجعل ما نكتب عنه أكثر قربا من القارئ ، أكثر بساطة ووضوحا وفائدة.

لذلك ، كانت الكتابة الصحافية عموما والكتابة الصحافية في مجال الإعلام الثقافي والفني متميزة بروح الانطباع وذكاء الملاحظة وبساطة التقديم وموضوعية وواقعية التشخيص .والانطباع لا يعني ضعف الإدراك والفهم أو انعدام القدرة على التحليل ، بل هو تحسيس القارئ بأهمية الموضوع الذي نكتب عنه.وذلك من خلال إبراز زوايا عامة للاهتمام ، واختيار الخطاب الضروري الذي ينبغي وصوله أولا ، وقول الأفكار والجوانب الأساسية بأقل ما يمكن من الكلمات وعبر ترتيب أقل صرامة منهجية .لكنه الانطباع الذي يؤشر إلى قدرة كامنة على الفهم والتحليل لا تستدعي الكتابة الصحفية استعمالها بالضرورة.

ويمكن القول بأن الكتابات الصحفية عن الثقافي والفني هي اشتغال على الحياة اليومية بالأساس في أبعادها الأكثر التصاقا بالفكر والذوق وبالوجدان ، والأمر هنا يظل أكبر من مجرد عمل إخباري حول أنشطة ثقافية أو فنية ويتعداه إلى تقديم خدمات تشكل الوعي العام وتتيح للمعرفة أن تصل إلى الناس على شكل أخبار ومنوعات وتقارير صحفية حول فرجة مجتمعية.

إن الكتابة الصحافية عن الفرجة الثقافية والفنية تتيح للقارئ الاطلاع على مجريات واقع معين ، لكن أيضا تسلحه بنوع من الفطنة السيميائية ، هذه القدرة التي يرى أمبيرطو إيكو ضرورة توفرنا عليها لالتقاط المعنى هنا وهناك حيث لا نحاول أن نرى إلا الوقائع وكذا لفرز بعض الخطابات حيث لا نكاد نرى إلا بعض الإيماءات ولتخمين بعض العلامات هنا بحيث لا تظهر إلا الأشياء كما هي.

         Partager Partager


1.أرسلت من قبل عبد الإله موطيع في 15/02/2011 12:04

أصاب من جديد وللمرة الألف الأستاذ والإعلامي احمد وردي في تشخيص دور الإعلام الثقافي والفني في علاقته بالمجتمع بحيث يصير الة لقياس حرارة فاعلية العمل الثقافي وتأثيراته وبوصلة للإبحار في مكنونات الإبداع وصبر أغواره وسياقاته، مقاصده ودلالاته،لذا يبقى الإعلام الثقافي والفني نمط ومجال صحفي لا يملك شفرات الخوض فيه إلا قلة قليلة من الكتاب الصحفيين ممن خبروا قواعد الكتابة الصحفية من زاوية ثقافية نقذية ...
فاحسنت استاذي احمد، ومن هذا المنبر أوجه رسالة للسيد العامل الأستاذ والمثقف شوراق لضرورة تفعيل دور الإعلام المؤسساتي بعمالة الرحامنة نظرا لدوره التواصلي في رسم الحراك الثقافي،الإجتماعي والسياسي وفي تخطيط نهج سليم وفاعل لإدارة مواطنة ومؤثرة ايجابا ، كما ادعوا السيد شوراق للإستفادة من الإعلامي احمد وردي الدارس والمتخصص اعلاميا وضمه للطاقم العامل بالعمالة بدل تركه طاقة مشلولة بالمجلس البلدي الذي تحكمه خفافيش الظلام والذين للأسف لا زالوا يجهلون حسنات اعلام المؤسسات وعلوم التواصل،فإدارتنا الإقليمية الحديثة لفي حاجة ماسة لتطوير عملها اليومي من خلال الإستفادة من غنى الطاقات البشرية وتنوعها التي يزخر بها الإقليم ،وهذا رهان لإدارة إقليم الرحامنة ،ورهان أعتقد لن يكون بالصعب على الأستاذ شوراق الرجل المثقف قبل المسؤول

عبد الإله موطيع
كاتب صحفي رحماني
مركز الصحفي العربي
ايطاليا
moutia71@hotmail.com

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

مقالات ذات صلة
< >

الخميس 19 ديسمبر 2024 - 18:57 اغتيال عمر بنجلون جريمة لا تغتفر

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير