أخطر سياسة يمكن أن يواجهك بها خصم ما، هو أن يعمق الشعور لديك بأنك فاشل ومهزوم، وأنك لا تستحق الحياة والعيش الكريم.
وعلى مدار السنين، التي أعقبت الهزائم العربية، أمام الجيش الصهيوني، عملت إسرائيل، عبر مختلف وسائلها الدعائية، على إذكاء فكرة أن المواطن العربي فاشل و"محكور"، لتكريس وتأبيد سيطرتها عليه وعلى خيراته.
والظاهر أن العديد من الأنظمة العربية قد استلهمت تلك السياسة لمواجهة شعوبها سواء على مستوى القمع الممنهج أو على مستوى الإقصاء والتهميش، الذي طال المواطن العربي في جميع مناحي الحياة.
المغرب الحبيب، لم يستثن من القاعدة العربية، ولعل القرارات التي اتخذتها الجهات الرسمية من بعض القضايا العالقة، ك الإصرار على تنظيم مهرجان موازين، والتراجع عن إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، ونكران معتقل تمارة رغم شهادات الآلاف التي تتبث وجوده، وكذا الأحكام القاسية الصادرة في حق نيني، وكبوري وشنو ورفاقهما، مرورا بالتشبث بالبرتوكول الملكي خلال حفل الولاء، وعودة فؤاد علي الهمة إلى الواجهة بالحسيمة ضدا على إرادة الشارع، وصولا إلى توشيح "الضابط الحموشي"، رغم أصابع الإتهام المشيرة إليه، لعل كل ذلك وغيره كثير، لتعبير صادق وحي عن رغبة السلطة وإصرارها في إهانة الشعب المغربي، والإمعان في إذلاله.
وقبل أيام قليلة خلت، فقد الشعب المغربي واحدا من أبناءه البررة، متأثرا بجروحه الناتجة عن إحراق ذاته، وطبعا، لا نريد هنا أن ندخل في التفاصيل، هل ما أقدم عليه الفقيد الكنوني، ناتج عن "حكرة"، أحسها داخل مقر "الحكرة"، عفوا مقر الأمن، حسب إفادات كثيرة ومتطابقة؟ أم أن الشهيد لم يحرق نفسه أمام مقر الشرطة، وأن ما أقدم عليه ناتج عن نزاع مدني بينه وبين صاحبة مخبزة، كان يشتغل لديها الشهيد الكنوني سابقا. كل هذا نتركه للقضاء الذي يواجه أول وأصعب امتحان له بعد دستور قيل فيه ما لم يقله مالك، في الخمر.
المؤلم في الحكاية، أن الفقيد الكنوني، لن يقتل مرة واحدة ويا ليته كان، بل سيعيدون قتله مرات أخرى عبر حرق حقيقة موته، وكذا حرقه من طرف القناتين الرسميتين، اللتين كان الشهيد واحد من دافعي ضرائبها، حيث وجدت نشرات الأخبار ليلة موته متسعا لخبر إقالة نائب عن حزب الأصالة والمعاصرة بتطوان، ولم تجد ولو متسعا صغيرا لخبر حول موت شاب مغربي في عمر الزهور متأثرا بجروحه. أليس موت أحد أبناء الأمة، أهم من خبر عن حزب الهمة؟
هل هناك في العالم حكرة أكبر من هذه؟
الكاتب حميد المهدوي
وعلى مدار السنين، التي أعقبت الهزائم العربية، أمام الجيش الصهيوني، عملت إسرائيل، عبر مختلف وسائلها الدعائية، على إذكاء فكرة أن المواطن العربي فاشل و"محكور"، لتكريس وتأبيد سيطرتها عليه وعلى خيراته.
والظاهر أن العديد من الأنظمة العربية قد استلهمت تلك السياسة لمواجهة شعوبها سواء على مستوى القمع الممنهج أو على مستوى الإقصاء والتهميش، الذي طال المواطن العربي في جميع مناحي الحياة.
المغرب الحبيب، لم يستثن من القاعدة العربية، ولعل القرارات التي اتخذتها الجهات الرسمية من بعض القضايا العالقة، ك الإصرار على تنظيم مهرجان موازين، والتراجع عن إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، ونكران معتقل تمارة رغم شهادات الآلاف التي تتبث وجوده، وكذا الأحكام القاسية الصادرة في حق نيني، وكبوري وشنو ورفاقهما، مرورا بالتشبث بالبرتوكول الملكي خلال حفل الولاء، وعودة فؤاد علي الهمة إلى الواجهة بالحسيمة ضدا على إرادة الشارع، وصولا إلى توشيح "الضابط الحموشي"، رغم أصابع الإتهام المشيرة إليه، لعل كل ذلك وغيره كثير، لتعبير صادق وحي عن رغبة السلطة وإصرارها في إهانة الشعب المغربي، والإمعان في إذلاله.
وقبل أيام قليلة خلت، فقد الشعب المغربي واحدا من أبناءه البررة، متأثرا بجروحه الناتجة عن إحراق ذاته، وطبعا، لا نريد هنا أن ندخل في التفاصيل، هل ما أقدم عليه الفقيد الكنوني، ناتج عن "حكرة"، أحسها داخل مقر "الحكرة"، عفوا مقر الأمن، حسب إفادات كثيرة ومتطابقة؟ أم أن الشهيد لم يحرق نفسه أمام مقر الشرطة، وأن ما أقدم عليه ناتج عن نزاع مدني بينه وبين صاحبة مخبزة، كان يشتغل لديها الشهيد الكنوني سابقا. كل هذا نتركه للقضاء الذي يواجه أول وأصعب امتحان له بعد دستور قيل فيه ما لم يقله مالك، في الخمر.
المؤلم في الحكاية، أن الفقيد الكنوني، لن يقتل مرة واحدة ويا ليته كان، بل سيعيدون قتله مرات أخرى عبر حرق حقيقة موته، وكذا حرقه من طرف القناتين الرسميتين، اللتين كان الشهيد واحد من دافعي ضرائبها، حيث وجدت نشرات الأخبار ليلة موته متسعا لخبر إقالة نائب عن حزب الأصالة والمعاصرة بتطوان، ولم تجد ولو متسعا صغيرا لخبر حول موت شاب مغربي في عمر الزهور متأثرا بجروحه. أليس موت أحد أبناء الأمة، أهم من خبر عن حزب الهمة؟
هل هناك في العالم حكرة أكبر من هذه؟
الكاتب حميد المهدوي