يحتج هنا صحفيون من سريلانكا على مضايقة زملائهم خلال مظاهرة في آب/أغسطس 2007 في كولومبو.
واشنطن- في عام 2010 شرع سبعة مراسلين مقيمين في أوروبا الشرقية والولايات المتحدة في القيام بتحقيقات إخبارية حول الملاذات الضريبية الخارجية الآمنة. وقد أنشأ ونظّم هذا الجهد التحقيقي مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد (OCCRP)، وهو شبكة من صحفيي التحقيقات ووسائل الإعلام في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى.
كان المراسلون يعرّفون عن أنفسهم بأنهم رجال أعمال يسعون إلى التهرّب من الضرائب، فتوصلوا لاكتشاف صناعة كاملة تخدم المجرمين، ورجال الأعمال والسياسيين الفاسدين الراغبين في استعمال الملاذات الضريبية الخارجية الآمنة كواجهات لتبييض الأموال، والتهرب من دفع الضرائب، وتهريب المخدرات والأسلحة.
كان هؤلاء المراسلون السبعة من بين مئات الصحفيين من حول العالم الذين يتجرأون على التدخل في شؤون لا يستطيع أو لا يريد آخرون النظر في أمرها. وباعتمادهم على العمل السري والمصادر السرية التي تفضّل البقاء مجهولة، تمكنوا من الكشف عن عمليات التستّر على الحقائق السياسية، والممارسات التجارية المشبوهة، ومختلف أشكال الفساد.
£
يعتقد ديفيد كابلان أن صحافة التحقيقات تنجح بصورة خاصة كرادع للرشاوى وسوء استعمال الأموال العامة. يعمل كابلان مراسل تحقيقات ومحرر مستقل لدى مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد (OCCRP).
قال كابلان خلال العرض الذي قدمه في واشنطن العاصمة لدراسة أجراها حول تغطية وسائل الإعلام للفساد، "من الممكن منع الكثير من الفساد بمجرد المعرفة بأن هناك من ينظر من فوق كتفك."
أما في بعض البلدان، فقد يشكل الكشف عن الفساد عبر وسائل الإعلام أمراً خطيراً. فكثيراً ما تجري ملاحقة المراسلين المناهضين للفساد، وإرهاقهم، وضربهم، واعتقالهم، وحتى قتلهم. استناداً إلى دراسة أجرتها روزماري أرماو، المراسلة السابقة وأستاذة مادة الصحافة في جامعة ولاية نيويورك في أولباني، ان خمس العدد الإجمالي للصحفيين الـ 812 الذين اغتيلوا بين عام 1992 وعام 2010 كانوا منخرطين في كتابة قصص إخبارية وتحقيقية "تتعلق حصرياً بالفساد."
ولكن، وعلى الرغم من التخويف والترهيب، لا يزال صحفيو التحقيقات يقفون في الجبهة الأمامية للكفاح ضد الفساد. خلال الفترة من عام 2007 إلى 2011، كان ثلاثة صحفيين من بين الفائزين الثمانية بجائزة النزاهة التي تمنحها المنظمة الدولية للشفافية إلى ناشطين مميزين يكافحون الفساد.
كان المراسلون يعرّفون عن أنفسهم بأنهم رجال أعمال يسعون إلى التهرّب من الضرائب، فتوصلوا لاكتشاف صناعة كاملة تخدم المجرمين، ورجال الأعمال والسياسيين الفاسدين الراغبين في استعمال الملاذات الضريبية الخارجية الآمنة كواجهات لتبييض الأموال، والتهرب من دفع الضرائب، وتهريب المخدرات والأسلحة.
كان هؤلاء المراسلون السبعة من بين مئات الصحفيين من حول العالم الذين يتجرأون على التدخل في شؤون لا يستطيع أو لا يريد آخرون النظر في أمرها. وباعتمادهم على العمل السري والمصادر السرية التي تفضّل البقاء مجهولة، تمكنوا من الكشف عن عمليات التستّر على الحقائق السياسية، والممارسات التجارية المشبوهة، ومختلف أشكال الفساد.
£
يعتقد ديفيد كابلان أن صحافة التحقيقات تنجح بصورة خاصة كرادع للرشاوى وسوء استعمال الأموال العامة. يعمل كابلان مراسل تحقيقات ومحرر مستقل لدى مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد (OCCRP).
قال كابلان خلال العرض الذي قدمه في واشنطن العاصمة لدراسة أجراها حول تغطية وسائل الإعلام للفساد، "من الممكن منع الكثير من الفساد بمجرد المعرفة بأن هناك من ينظر من فوق كتفك."
أما في بعض البلدان، فقد يشكل الكشف عن الفساد عبر وسائل الإعلام أمراً خطيراً. فكثيراً ما تجري ملاحقة المراسلين المناهضين للفساد، وإرهاقهم، وضربهم، واعتقالهم، وحتى قتلهم. استناداً إلى دراسة أجرتها روزماري أرماو، المراسلة السابقة وأستاذة مادة الصحافة في جامعة ولاية نيويورك في أولباني، ان خمس العدد الإجمالي للصحفيين الـ 812 الذين اغتيلوا بين عام 1992 وعام 2010 كانوا منخرطين في كتابة قصص إخبارية وتحقيقية "تتعلق حصرياً بالفساد."
ولكن، وعلى الرغم من التخويف والترهيب، لا يزال صحفيو التحقيقات يقفون في الجبهة الأمامية للكفاح ضد الفساد. خلال الفترة من عام 2007 إلى 2011، كان ثلاثة صحفيين من بين الفائزين الثمانية بجائزة النزاهة التي تمنحها المنظمة الدولية للشفافية إلى ناشطين مميزين يكافحون الفساد.
الذئاب المتوحدة
مراسل التحقيقات البيروفي، خوزيه كارلوس باريدس، يستلم جائزة تقديرية عام 2006 عن تقريره حول الفساد يتعلق بجنرال متقاعد في الشرطة.
قال جيرارد رايل، مدير التجمّع الدولي لصحفيي التحقيقات (ICIJ)، إن مراسلي التحقيقات الصحفية يشبهون عادةً "بالذئاب المتوحدة ". وأكد رايل أنه كلما قلّ عدد الناس الذين يعرفون القصة الإخبارية التي يعمل عليها الصحفي، كلما قلّت الفرصة لأن يعرف الناس الخطأ بها وبالتالي كلما ازدادت الفرصة لأن تُنشر هذه القصة. فالعديد من المراسلين الانفراديين يكشفون عن الفساد والنشاطات الإجرامية الأخرى لوحدهم، بما في ذلك أتوتاج بريما جايانتا في سري لانكا، وديفيد لي في المملكة المتحدة.
يستطيع هؤلاء الصحفيون إيجاد حلفاء لهم بين المصلحين الحكوميين، والمواطنين الناشطين، ورجال الأعمال الساعين إلى المنافسة النزيهة، ومجموعات غير حكومية مثل المنظمة الدولية للشفافية، ومؤسسة المجتمع المنفتح. واستناداً إلى ما أكدته أرماو، يكون المراسلون أكثر فعالية "عندما يعملون بصورة مستقلة."
أوضحت أرماو، "أنهم بحاجة ليكونوا أحراراً في متابعة التحقيقات إلى أي مكان قد تقودهم إليه تحقيقاتهم، من دون القلق والخوف من أية تورطات أو تحالفات في ما بين "شركائهم" الصحفيين أو الاستهدافات المقصودة في عملهم".
وأردفت أرماو أن باستطاعة الشركاء مساعدة الصحفيين من خلال تزويدهم بالمعلومات، واقتراح المصادر، ودعم عملهم، وفي حالات عديدة، الدفاع عن النتائج التي توصلوا إليها والمناهضة للحكومة أو لإنكارات شركات الأعمال، وكل ذلك في حال جاءت مساعدتهم بدون أية شروط.
يستطيع هؤلاء الصحفيون إيجاد حلفاء لهم بين المصلحين الحكوميين، والمواطنين الناشطين، ورجال الأعمال الساعين إلى المنافسة النزيهة، ومجموعات غير حكومية مثل المنظمة الدولية للشفافية، ومؤسسة المجتمع المنفتح. واستناداً إلى ما أكدته أرماو، يكون المراسلون أكثر فعالية "عندما يعملون بصورة مستقلة."
أوضحت أرماو، "أنهم بحاجة ليكونوا أحراراً في متابعة التحقيقات إلى أي مكان قد تقودهم إليه تحقيقاتهم، من دون القلق والخوف من أية تورطات أو تحالفات في ما بين "شركائهم" الصحفيين أو الاستهدافات المقصودة في عملهم".
وأردفت أرماو أن باستطاعة الشركاء مساعدة الصحفيين من خلال تزويدهم بالمعلومات، واقتراح المصادر، ودعم عملهم، وفي حالات عديدة، الدفاع عن النتائج التي توصلوا إليها والمناهضة للحكومة أو لإنكارات شركات الأعمال، وكل ذلك في حال جاءت مساعدتهم بدون أية شروط.
هل تجمّعوا معاً الآن؟
رأى رايل أن للتجمع سوية حسنات تفيد مراسلي التحقيقات. فهذا "يؤمّن الحماية التي توفرها المجموعة ويتيح لك الحصول على المشورة من الناس الأكثر خبرة". ولهذا السبب تشجع منظمته التعاون بين الصحفيين من مختلف البلدان.
واعتبر رايلي بأنه "يتوجب عليك أن تنظر إلى هذا الأمر على أساس كل قضية بمفردها".
وقد كشفت فِرَق من التجمّع الدولي لصحفيي التحقيقات (ICIJ) تتألف من ثلاثة إلى عشرين مراسلاً عمليات تهريب تقوم بها شركات سجائر متعددة الجنسيات، وحققوا في نشاطات كارتيلات عسكرية خاصة، وشركات صناعة الاسبست، وجماعات الضغط حول تغير المناخ. وتشارك التجمّع في مشروع يتعلق بتهريب السجائر مع مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد (OCCRP)، وجاء ذلك مباشرةً في أعقاب النجاح الذي حققه التجمع في نشر قصة عن الجريمة الخارجية. وبعد انقضاء مجرد أسابيع معدودة على نشر التقرير حول عمليات التهريب هذه، في عام 2011، أُلقي القبض على مستشار في حقل التهرب من الضرائب رفيع المستوى، بسبب الكشف عن أعماله في التقرير الصحفي هذا، ووُجهت إليه التهم وأُجبر شريكه على وقف عملياته.
آي آي بي ديجيتال
واعتبر رايلي بأنه "يتوجب عليك أن تنظر إلى هذا الأمر على أساس كل قضية بمفردها".
وقد كشفت فِرَق من التجمّع الدولي لصحفيي التحقيقات (ICIJ) تتألف من ثلاثة إلى عشرين مراسلاً عمليات تهريب تقوم بها شركات سجائر متعددة الجنسيات، وحققوا في نشاطات كارتيلات عسكرية خاصة، وشركات صناعة الاسبست، وجماعات الضغط حول تغير المناخ. وتشارك التجمّع في مشروع يتعلق بتهريب السجائر مع مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد (OCCRP)، وجاء ذلك مباشرةً في أعقاب النجاح الذي حققه التجمع في نشر قصة عن الجريمة الخارجية. وبعد انقضاء مجرد أسابيع معدودة على نشر التقرير حول عمليات التهريب هذه، في عام 2011، أُلقي القبض على مستشار في حقل التهرب من الضرائب رفيع المستوى، بسبب الكشف عن أعماله في التقرير الصحفي هذا، ووُجهت إليه التهم وأُجبر شريكه على وقف عملياته.
آي آي بي ديجيتال