منذ اختطاف و اغتيال الشهيد المهدي بن بركة في 29 أكتوبر سنة 1965 بفرنسا و الشعب المغربي و معه شعوب العالم ينتظرون الكشف عن مصير روح المهدي . ورغم الاحتجاجات و المظاهرات التي تم تنظيمها من أجل الكشف عن الحقيقة ، و لم تظهر تلك الحقيقة ، و ظل ملف المهدي يراوح مكانه بين فرنسا و المغرب و إسرائيل و ظلت الدول الغربية تتجاهل الجريمة التي تم ارتكابها مع سبق الإصرار والترصد على أرض أوروبية التي هي أرض فرنسا . و هي الدول التي تصدر حقوق الإنسان و منها الحق في الحياة والحق في التنقل والحق في الأمان الشخصي، وهي الدول التي كانت السباقة إلى التوقيع على الميثاق العالمي لحقوق الإنسان وعلى البروتوكولات الملحقة ( الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و الحقوق السياسية و المدنية) و هي الدول الشاهدة على اختطاف المهدي و على اغتياله في واضحة النهار على أرض هذه الحقوق . لقد انضمت الدول الغربية إلى فرنسا و المغرب و اسراءيل لطمس الحقيقة بتضليل العدالة وإخفاء معالم الجريمة والاستمرار في الهروب إلى الأمام و عدم الكشف عن مكان قبر الشهيد، إن تركوا له قبرا . أمام هذا الموقف الغامض للدول الأوروبية يتأكد للرأي العام العالمي بأن القناع الحقوقي الأوروبي قد أسقطته روح المهدي ،كما كشفت روح المهدي تخاذل المنظمات الدولية التي تدعي حقوق الإنسان و التي لم تستطع تحريك ساكن في ملف المهدي بن بركة، رغم ما لهذا الملف من أبعاد سياسية و إنسانية واجتماعية وحقوقية ،لكنها تظل تصدر توصياتها و أحكامها على دول غير غربية بأنها لا تحترم حقوق الإنسان في شموليتها و كونيتها ، و ملف المهدي نمودج و ملف الإبادة الجماعية ،الاغتيال الجماعي للشعب الفلسطيني نموذج آخر يؤكدان انحياز الغرب للمجرمين في حق الإنسانية و تخاذل المنظمات الدولية لحقوق الإنسان . إن روح المهدي ستظل تلاحق الدول الغربية التي من على أرضها تم اختطافه و تلاحق المنظمات الدولية التي أثبتت تخاذلها في هذا الملف ،لأن الأجيال الصاعدة سوف تنتزع الحقيقة ولو كانت في بطن الحوت.
البدالي صافي الدين
البدالي صافي الدين