الإنسان و البيئة، أية علاقة ؟
حدد علماء الجغرافيا والانتروبولوجيا العلاقة القائمة بين الإنسان والبيئة مند وجوده على سطح الأرض بكونها كانت في العهد القديم بسيطة لا تتجاوز ارتباط الإنسان بالزراعة وصيد الحيوانات وقطف الثمار، بينما تطورت طبيعة هذه العلاقة في العصر الحديث بشكل جدري وأضحت متعددة، معقدة ومركبة يغلب عليها الطابع المادي النفعي المؤدي إلى استنزاف الموارد التى توفرها الطبيعة حيث أدى النمو الديمغرافى السريع والتقدم الصناعي والتطور الفلاحي والسياحي إلى ممارسة ضغط هائل على هذه الموارد علما أن جزء مهم منها غير قابل للتجديد. كما ظهرت أصناف جديدة من المواد الكيماوية الخطيرة التي لم تكن معروفة من قبل، وساهمت الحروب المعاصرة في تطور أنواع فتاكة من الأسلحة ذات طبيعة كيميائية ونووية وبيولوجية
إن الغازات السامة المنبعثة من مداخن المعامل ووسائل النقل تملأ الجو، والنفايات المنزلية والصناعية والفلاحية بصنفيها الصلب والسائل تصل إلى التربة والى مجاري المياه السطحية والجوفية على حد سواء فتلوثها.
كما أن الاستعمال المفرط للاسمدة و المبيدات و مستحضرات التجميل واعلاف الحيوانات والمواد الحافظة والمكملات الغذائية و الادوية والمواد المعدلة وراثيا يؤدي الى مخاطر إضافية تهدد صحة الانسان خاصة وباقي الكائنات الاخرى الحيوانية والنباتية بصفة عامة. هكذا اصبحت البيئة الطبيعية غير قادرة على تجديد مواردها واختل التوازن بين مختلف مكوناتها التي لم تعد تستطيع تحليل وتفكك مخلفات الإنسان الناتجة عن انشطته العديدة والمتنوعة.
لا أريد ان استرسل في سرد المعطيات بقدر ما اهدف إلى إبراز الوجه القبح للإنسان الذي سيجعله يدفع اليوم وغدا ثمن ما صنعت يداه بتخريبه للبيئة من خلال مزاولة انشطته الصناعية والفلاحية والعسكرية واستغلاله الجائر للارض والنهر والبحر والشجر...
يجب ان نعلم بان الله خلق الارض لإعمارها والعناية بها لا لتخريبها واستنزاف خيراتها، وفي هذا الصدد لابد من التذكير بان هناك علاقة وطيدة بين الكائنات الحية من إنسان وحيوان ونبات ومتعضيات مجهرية والوسط الذي تعيش. فيه، وكل ضرر يلحق بهذا الوسط سينعكس سلبا على الحياة لا محالة ولنتساءل : إذا تلوثت الأرض ومكوناتها من ماء وهواء وتربة فكيف سيعيش الإنسان وماهو مصير الأجيال القادمة ؟
سنقتصر على الإنسان دون باقي المخلوقات نظرا لكونه يتميز عنهم بموهبة العقل التي تخوله التدبر والتخيل والتفكير والاستطلاع، كما انيطت بهذا الكائن الناطق العاقل مهمة الخلافة على كوكب الارض وهي مسؤولية تتمثل فى استيطان الارض والمحافظة على مقومات الحياة فيها.
إن مسؤولية الاستخلاف في الارض لا تتعارض مع تكييف البيئة وتطويع جزء منها سعيا وراء تحقيق المنفعة وتحسين مستوى العيش • واسعاد البشرية، لكن ما يجانب الصواب هو الاستغلال المفرط للموارد الطبيعية واستنزاف قدرات البيئة واهلاكها حتى تصبح عير قادرة على إعادة تأهيل نفسها وتجديد مقوماتها. إدن لابد ان يكون هناك توازن وتناغم بين جهود الإنسان الساعي الى تحقيق اغراضه مع سنن الطبيعة كما خلقها الله عز وجل وجعلها الداعمة التي تحتل موقعا وسطا بين (conciliation) وخادمة للحياة على الارض. وهذه هي النظرية التوفيقية او التكييفية التي تنص على سيادة البيئة على الكائن البشري.وخضوعه لها بحكم انها توفر(déterminisme) النظرية الحتمية ومفادها ان الإنسان ( (possibilismeله مصادر عيشه وتقرر في مصيره وتجعله فقيرا او غنيا والنظرية لاحتمالية
يستطع السيطرة على البيئة والتحكم فيها والتاقلم مع كل المتغيرات الطبيعية و يقدر على تحويل.البيئة الطبيعية إلى بيئة مشيدة خصوصا في ظل التقدم الصناعي والتكنولوجي الهائل.
في المغرب
- من اصل 30 مليون نسمة في المغرب، يعيش 18 مليون شخص في المناطق الحضرية حيث يصل النمو السكاني الى 2.85%
¬-حسب دراسة انجزت سنة 1992 وهى الأخيرة لحد كتابة هذه السطور» فإن تكلفة التدهور البيئي بالمغرب تقدر ب20 مليار درهم أي مد يعادل % 8 من الناتج الداخلى الخام. والأن هذا الرقم مرشح للارتفاع بعد 18 سنة.
- كشفت س اسة حديثة ان المغرب ينتج 56 2 الف طن سنويا من النفايات الصناعية الخطيرة، التي تلقي في مجاري المياه والبحر، ما ستسبب في تلويث المياه السطحة .الجوفية،
- اكدت دراسة حديثة عن الميثاق الوطنى للبيئة والتنمية المستدامة على ان النفايات المنزلية في المغرب تبلغ 18 ألف طن في اليوم، تتونع بين 14 الف عن في اليوم داخل المناطق الحضرية، و 4 ألاف عن من النفايات المنزلية، تنتج بشكل يومي داخل العالم القروي، مضيفة ان إنتاج الفرد من النفايات المنزلية داخل المدن يصر إلى 0.7 كيلوغرام يوميا، فيما تصل هذه النسبة بالقرى إلى 0.3 كيلوغرام للفرد كل يوم.
وأشارت نفس الدراسة إلى ان كميات النفايات الصناعية المنتجة في المغرب سنويا، تصل إلى مليون و 600 ألف، منها 256 الف طن من النفايات الخطرة. وشددت الدراسة على ان طريقة التخلص من هذه النفايات تختلف باختلاف نوعيتها، إذ تتوزع بين إعادة التدوير والتخزين في مطاح الا زبال ألعمومية او استعمالها كوقود فى افران معامل الإسمنت، موضحة ان المغرب ينتج سنويا 6 الاف طن من النفايات الطبية، 37 في المائة منها تصدر من مستشفيات الدار البيضاء والرباط
واعتبرت الدراسة ان التطهير السائل بالمغرب، يسجل تاخرا كبيرا مقارنة بدول أخرى، إذ يجري التخلص سنويا من 750 مليون متر مكعب من المياه المستعملة فر الوسط الطبيعي، دون معالجة مسبقة، وهو ما يمثل تهديدا للوسط الطبيعي، ويضر بصحة السكان.
- يتراوح معل تدهور التربة الناتج عن التعرية المائية ما بين 212 واكثر 2000 طن/ كلم 2 في السنة
¬-حسب دراسة انجزت سنة 1992 وهى الأخيرة لحد كتابة هذه السطور» فإن تكلفة التدهور البيئي بالمغرب تقدر ب20 مليار درهم أي مد يعادل % 8 من الناتج الداخلى الخام. والأن هذا الرقم مرشح للارتفاع بعد 18 سنة.
- كشفت س اسة حديثة ان المغرب ينتج 56 2 الف طن سنويا من النفايات الصناعية الخطيرة، التي تلقي في مجاري المياه والبحر، ما ستسبب في تلويث المياه السطحة .الجوفية،
- اكدت دراسة حديثة عن الميثاق الوطنى للبيئة والتنمية المستدامة على ان النفايات المنزلية في المغرب تبلغ 18 ألف طن في اليوم، تتونع بين 14 الف عن في اليوم داخل المناطق الحضرية، و 4 ألاف عن من النفايات المنزلية، تنتج بشكل يومي داخل العالم القروي، مضيفة ان إنتاج الفرد من النفايات المنزلية داخل المدن يصر إلى 0.7 كيلوغرام يوميا، فيما تصل هذه النسبة بالقرى إلى 0.3 كيلوغرام للفرد كل يوم.
وأشارت نفس الدراسة إلى ان كميات النفايات الصناعية المنتجة في المغرب سنويا، تصل إلى مليون و 600 ألف، منها 256 الف طن من النفايات الخطرة. وشددت الدراسة على ان طريقة التخلص من هذه النفايات تختلف باختلاف نوعيتها، إذ تتوزع بين إعادة التدوير والتخزين في مطاح الا زبال ألعمومية او استعمالها كوقود فى افران معامل الإسمنت، موضحة ان المغرب ينتج سنويا 6 الاف طن من النفايات الطبية، 37 في المائة منها تصدر من مستشفيات الدار البيضاء والرباط
واعتبرت الدراسة ان التطهير السائل بالمغرب، يسجل تاخرا كبيرا مقارنة بدول أخرى، إذ يجري التخلص سنويا من 750 مليون متر مكعب من المياه المستعملة فر الوسط الطبيعي، دون معالجة مسبقة، وهو ما يمثل تهديدا للوسط الطبيعي، ويضر بصحة السكان.
- يتراوح معل تدهور التربة الناتج عن التعرية المائية ما بين 212 واكثر 2000 طن/ كلم 2 في السنة
ماذا تحقق؟
سأكون مجحفا اذا قلت بأنه لا شيء تحقق لحد الآن ويمكن الاستدلال بالمجهودات الجبارة التى بدلت كما يلى :
- تحديد المشكلات البيئية من خلال تشخيص الوضع بدقة نعلم دور هذه العملية في وصف طرق العلاج،
¬- توحيد الجهود و الاقناع بان الهم البيئي يعنى جميع البلدان والدول بغض النظر عن مستواها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الدول المتقدمة والسائرة فى طريق النمو و المتخلفة على حد سواء) بحكم ان المشكل البيئي لايؤمن بالحدود الجغرافية والسياسية،
- سن قوا نين وتشريعات تهدف إلى حماية البيئة وإدماج التربية البيئية ضمن المنظومات التربوية والتعليمية مما ساهم فى تجدر الوعي البيئي خاصة في الدول المتقدمة
- لعب البحث العلمي دورا رياديا فى فهم العمليات المختلفة التي تحكم النظم البيئية وتؤثر فيها وقدم أدوات ووسائل التحليل ´والتشخيص لرصد مختلف الملوثات وتفاعلاتها مع الأوساط البيئية وتحديد تأثيراتها على صحة الإنسان والبيئة.
- استعمال الرياضيات كأداة للمحاكاة و النمذجة الحاسوبية لدراسة الأنظمة البيئية بشكل مبسط و سهل
- تحديد المشكلات البيئية من خلال تشخيص الوضع بدقة نعلم دور هذه العملية في وصف طرق العلاج،
¬- توحيد الجهود و الاقناع بان الهم البيئي يعنى جميع البلدان والدول بغض النظر عن مستواها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الدول المتقدمة والسائرة فى طريق النمو و المتخلفة على حد سواء) بحكم ان المشكل البيئي لايؤمن بالحدود الجغرافية والسياسية،
- سن قوا نين وتشريعات تهدف إلى حماية البيئة وإدماج التربية البيئية ضمن المنظومات التربوية والتعليمية مما ساهم فى تجدر الوعي البيئي خاصة في الدول المتقدمة
- لعب البحث العلمي دورا رياديا فى فهم العمليات المختلفة التي تحكم النظم البيئية وتؤثر فيها وقدم أدوات ووسائل التحليل ´والتشخيص لرصد مختلف الملوثات وتفاعلاتها مع الأوساط البيئية وتحديد تأثيراتها على صحة الإنسان والبيئة.
- استعمال الرياضيات كأداة للمحاكاة و النمذجة الحاسوبية لدراسة الأنظمة البيئية بشكل مبسط و سهل
ماذا بقي؟
من بين المشاكل التي ما تزال مطروحة ،نسجل المظاهر الآتية.
- تدهور ا لموارد الارضية والتوبة الزراعية بسبب التعرية و التصحر وزحف الرمال إضافة للانفجار السكاني المزايد حيث ازداد الأفواه التي تحتاج إطعام بحولي 2.22 بليون شخص عما كان عليه الوضع سنة 1972
- تلوث المياه العذبة للسطحية والجوفية وما يترتب عن نلك من
- تراجع لكمية الماء الصالح للاستعمال إضافة إلى تفشي الأمراض المنقولة بالمياه كالتيفويد والملاريا
- تراجع الغطاء النباتي والتنوع البيولوجي بسبب الاستغلال غير المعقلن للمجال الغابوي (الذي يشكل حولي % 34 من مساحة الكرة لارضية وتاوي عدد هائل من الحيوانات والنباتات تعيش في توازن) مثل الرعي والقنص الجائرين وخشب التدفئة والنجارة وصناعة الورق و توسيع الاراضي الزراعية والحرائق، والنتيجة هي تقلص مستمر للغابات فى العالم وتدمير الغطاء النباتي وانقراض العديد من الأنواع الحيوانية والنباتية،
- تلوث المناطق الساحلية و البحرية نتيجة رمي نفايات الصرف الصحى الصناعى والمنزلي في هذه المجالات دون معالجة تذكر بالإضافة الى تسربت النفط
- مشكل تلوث الهواء و التغيرات المناخية الناتجة عن تزايد كمية ء الغازات المنبعثة إلى الغلاف الجوي والاستعمال المفرط للطاقة والصناعات الملوثة وما يترتب عن ذلك من تدهور طبقة الاوزون التي تحمي الارض من الأشعة فوق البنفسجية وارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض (الانحباس الحراري) وترسخ الجفاف كظاهرة بنيوية،
- تدهور البيئة الحضرية بسبب إنتاج وتراكم النفايات الصلبة و السائلة و الغازية و مشاكل المرور و البناء العشوائي مما خلق عجزا في توفير الخدمات الاجتماعية والمرافق الأساسية والضغط على الموارد الطبيعية و اختلال التوازن داخل البيئة الحضرية.
- إشكالية الأغذية المعدلة وراثيا والتي رغم أهميتها الاقتصادية والاجتماعية فإنها تثير عدة تساؤلات حول بعض الأضرار المحتملة على البيئة وصحة الإنسان،
- التنمية المستدامة التي دعا إليها مؤتمر جوهانسبورغ عام 2002 مايزال التعامل معها خجولا ولم يصل لمستوى التطلعات، مما يهدد مصالح الاجيال القادمة، خصوصا وانها تهدف إلى ضمان تدبير معقلن للموارد الطبيعية بشكل يضمن كل من الاستجابة لحاجيات الاجيال الحالية و المحافظة على مصالح الأجيال القادمة.
- تدهور ا لموارد الارضية والتوبة الزراعية بسبب التعرية و التصحر وزحف الرمال إضافة للانفجار السكاني المزايد حيث ازداد الأفواه التي تحتاج إطعام بحولي 2.22 بليون شخص عما كان عليه الوضع سنة 1972
- تلوث المياه العذبة للسطحية والجوفية وما يترتب عن نلك من
- تراجع لكمية الماء الصالح للاستعمال إضافة إلى تفشي الأمراض المنقولة بالمياه كالتيفويد والملاريا
- تراجع الغطاء النباتي والتنوع البيولوجي بسبب الاستغلال غير المعقلن للمجال الغابوي (الذي يشكل حولي % 34 من مساحة الكرة لارضية وتاوي عدد هائل من الحيوانات والنباتات تعيش في توازن) مثل الرعي والقنص الجائرين وخشب التدفئة والنجارة وصناعة الورق و توسيع الاراضي الزراعية والحرائق، والنتيجة هي تقلص مستمر للغابات فى العالم وتدمير الغطاء النباتي وانقراض العديد من الأنواع الحيوانية والنباتية،
- تلوث المناطق الساحلية و البحرية نتيجة رمي نفايات الصرف الصحى الصناعى والمنزلي في هذه المجالات دون معالجة تذكر بالإضافة الى تسربت النفط
- مشكل تلوث الهواء و التغيرات المناخية الناتجة عن تزايد كمية ء الغازات المنبعثة إلى الغلاف الجوي والاستعمال المفرط للطاقة والصناعات الملوثة وما يترتب عن ذلك من تدهور طبقة الاوزون التي تحمي الارض من الأشعة فوق البنفسجية وارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض (الانحباس الحراري) وترسخ الجفاف كظاهرة بنيوية،
- تدهور البيئة الحضرية بسبب إنتاج وتراكم النفايات الصلبة و السائلة و الغازية و مشاكل المرور و البناء العشوائي مما خلق عجزا في توفير الخدمات الاجتماعية والمرافق الأساسية والضغط على الموارد الطبيعية و اختلال التوازن داخل البيئة الحضرية.
- إشكالية الأغذية المعدلة وراثيا والتي رغم أهميتها الاقتصادية والاجتماعية فإنها تثير عدة تساؤلات حول بعض الأضرار المحتملة على البيئة وصحة الإنسان،
- التنمية المستدامة التي دعا إليها مؤتمر جوهانسبورغ عام 2002 مايزال التعامل معها خجولا ولم يصل لمستوى التطلعات، مما يهدد مصالح الاجيال القادمة، خصوصا وانها تهدف إلى ضمان تدبير معقلن للموارد الطبيعية بشكل يضمن كل من الاستجابة لحاجيات الاجيال الحالية و المحافظة على مصالح الأجيال القادمة.