صورة تبين حالة قسم المستعجلات بمستشفى بنجرير (أرشيف)
نأسف دائما على أحوال إداراتنا و مؤسساتنا، و يزيد الأسف آسفين حال مستشفياتنا العازفة معزوفة الإهمال و شذى ألحان النسيان..صدحت دوما الألسن بترانيم الفضح و كشف المستور دون أن تلقى أدانا صاغية ندية و عقولا مستنيرة متفتحة تدرك معانيها و تعي أنين و أهات المكروبين و المهمومين من المرضى و السقماء، حيث أضحت مزارات تشبه مزارات الأولياء و الصالحين العاجزة عن إجابة تضرعات و توسلات مريديها و حجاجها، اللذين يحسبون بصلواتهم و تضرعاتهم أنهم يتقربون إلى الله زلفى، غير واعية قلوبهم أن راقديها أحوج الناس منهم إليها، لكن لا تخلو حياة الإنسان من لحظات حمق و جنون...
الفاجعة المأساوية التي وقعت مساء يوم الاثنين 21/05/2012 بالممر السككي الغير المحروس المؤدي إلى دوار سيدي بهيليل، و التي أودت بحياة أربعة متمدرسين من فلذات أكبادنا، نفضت الغبار من جديد على ماض و حاضر مؤلم يقطع القلوب و يهوي بالأفئدة في لجة لواعج الأحزان و كوامن الأشجان...ذلك الماضي البئيس بملامح مخيفة و صورة ضرير قمرها، لم ينزاح طيفها عن مخيلة كل رحماني و رحمانية، لمستشفى يتيم أسال الكثير من العبرات و الدموع، و لم يستطع التكيف مع المتطلبات و المستجدات و سياق الزمن، ولم نلمس في جل مرافقه أثرا للشعارات و الخطابات الرسمية...بورتريه مقيت مظلم، و نذوب ندبت أخاديدها في ذاكرة من مروا منه و اكتوت بنار فراق الأهل و الأحباب في مستنقع الإهمال والأخطاء الطبية القاتلة، و ردهات زمن التأخيرات في تقديم الإسعافات الأولية، و بعد المراكز الإستشفائية المجهزة بتجهيزات هي في الغالب متهالكة و تسبح في بحر العطالة و الأعطاب التقنية.
على ما يبدوا، أن التقسيم الترابي الجديد الذي منح للرحامنة عمالة جديدة و إدارات إقليمية، لم يستطع أن يحرك قافلة التنمية، حيث ظلت نائية عن تحقيق و لو جزء يسير من طموحات المواطنين و المواطنات، التي توسمت فيها الخير الكثير و العطاء الجزيل. حيث ما زالنا نقتفي اثر أنماط الصور الحالكة التي ما زادت إلا حلكة و قتامة في كنف دستور جديد و مفاهيم جديدة فضفاضة، لا تجد لها أثرا على أرض الواقع، حيث ظل المستشفى الإقليمي ــ مجازا ــ يخطو خطى السلحفاة للالتحاق بركب المستشفيات المؤهلة، رغم وجود مندوبية وزارة الصحة، التي ظل دورها باهتا في ضبط الخريطة الصحية و لعب دور ريادي في تغيير الملامح السوداوية للمنظومة الصحية و تجهيز المرافق الحيوية للمستشفيات و المراكز التابعة لها، و توفير أبسط الإمكانيات و المقومات و تحسين الظروف المهنية و أوضاع المشتغلين بالحقل الصحي و ضبط إيقاعها ورصد خروقاتها التي لا تعد و لا تحصى.
و عودة إلى المستشفى الإقليمي لابن جرير، و الذي أحسسنا بالشفقة مساء اليوم الاثنين، اتجاه السيد المندوب، الذي وقع في موقف، حقيقة لا يحسد عليه، كيف لا و هو يدبر مستشفى بمستعجلات يتيمة فقيرة، لا أثر فيها للمعدات الطبية اللازمة و الضرورية للتدخلات العاجلة، في مثل هذه المناسبات الأليمة، و طاقة استيعابية جد محدودة، حيث لا تجد أكثر من أربعة أو خمسة أسرة مخصصة للحالات المستعجلة و ما بقي من الحالات فالأرض مفرشهم و مرقدهم خاصة في حوادث السير. و قسم ولادات من دخلته مفقودة ومن خرجت منه مولودة و طفلها أو طفلتها، تعامل فيه النساء معاملة قاسية و ابتزازا بالعلالي من طرف بعض المتجدرات في الابتزاز و التزلف لجيوب المواطنين، ناهيك عن مستودع للأموات بثلاجات متهرئة بمحرك يشتغل مع وقف التنفيذ، لا تصلح حتى لحفظ لحوم الحيوانات و بالأحرى جثث الآدميين.
الله الله على سيارات الإسعاف و حالتها الميكانيكية المزرية التي لا تقبل عليها إلا مقابر الخردة، لا أثر بداخلها سوى لحمالة حديدية، و منبه صوتي مزعج، مفتقدة لأبسط العتاد و الذخائر من أوكسجين و أجهزة قياس الضغط .....
و من مفارقات هذا الزمان و عجائب الدنيا التي لا تنقطع، إقدام المندوبية على اقتناء ثلاث آلات لشفط غبارــ SPERATEUR ــ سيارات الإسعاف، لكن للأسف ضبطت متلبسة في شفط غبار و تنظيف سيارة كبيرهم الذي علمهم الس...، يقول الحكماء الذكاء السديد داعية الجنون يا ليته جنونا حول صاحبه إلى فنان أو رسام أو عاشق ولهان ...
فقسم الولادة يفتقد إلى آلة ضرورية تعد دعامة أساسية في عمليات الولادة تسمى VENTEUSE تساعد على إخراج المواليد بشكل سهل، فلماذا غفل صاحب الذكاء السديد و الفطنة الزائدة على اقتناءها بدل آلات هم في غنى عنها؟ ما دامت هناك عاملات النظافة. أو بالأحرى إصلاح معدات قسم التحليلات الطبية التي تعمل بشكل متقطع و اقتناء آلات جديدة رقمية و بمواصفات عالية تضمن دقة النتائج و جودة الخدمات.
غردي يا شحارير أناشيد الأسى و الحزن على حصص الأدوية التي ظلت سبيلها و نحت منحاها إلى السوق السوداء، في حين يبقى مستحقوها يستجدون و يستعطفون، علا وعسا تجود قريحة موزعيه وترق أفئدتهم لتجود و تتصدق عليهم ببعض حبات الأسبرين أو كبسولات الحمى...كيف لا نأسو و نستشيط غضبا و جزء مهم من تلك الصدقات و الهبات تضل قابعة في رفوف المستودعات حتى تنتهي مدة صلاحياتها لتواجه قدرها المحتوم و المقدر فتعانق ألسنة النيران في المحرقة يمكن و صفها بمحرقة الذل و العار، في الوقت الذي يكتوي فيه المرضى بلهيب الأسعار الملتهبة في الصيدليات.
الأدهى و الأمر في هذا كله، المعاملة الكريمة و حفاوة الاستقبال الذي يلقاه مرتادو المستشفى و المراكز الصحية، و كم أطربتنا روايات و حكايات حزينة، تجشم أصحابها المر و العلقم، جراء المعاملات القاسية و الغير الأخلاقية لأطر طبية باعت الضمير و القسم في سوق نخاسة عبودية الأنا و الدينار أحيانا.
يستطيع الإنسان أن يتحمل مظاهر الذل و المهانة في حياته كلها لأسباب أو لأخرى، لكن لا تجد له قدرة ومحتملا في تحملها و هو عليل سقيم مهزوز النفس، يرجو برءه و تخفيف ألامه من أياد عذبة الأنامل و الملمس تنبع منها و مضات الشفقة و الرقة، تحولت بقدرة قادر و فعل فاعل إلى أنامل كاسرة جارحة، فضة القلب سليطة اللسان.
فكم من سقيم نزلت الكلمة الطيبة على فؤاده بردا و سلاما، و كم من ميئوس منه هفت دفائنه أملا و حبورا، بعبارة لمس فيها الفضيلة و الوسيلة، و صارت حياته تتفجر ينابيعا متلألئة بومضات الأمل و الرجاء. هلا تغيرت خشونة التعامل القاسي بالتعامل بالحسنى؟ و هلا بدلت الورود الشوكية أوراقها و أفنانها برياحين و فلاة تعبق عبق الرقة و العذوبة....
ما هذا إلا فيض من قيظ، فان أحصينا الزلات و الخروقات فنستنفد كل أوقاتنا في عدها، و نقضي كل الدهر في رثاءها، لذلك فالجميع يجب أن يتحمل مسئوليته التاريخية و الأخلاقية، وتتضافر الجهود لضبط إيقاع مستشفياتنا، و إرجاع البسمة المفقودة على محيا مرضانا و فتح صفحات جديدة، كلها إشراق و إبهار مبنية على الثقة المتينة، و نربي أجيالنا على قيم المواطنة الصادقة و دماثة الأخلاق وحتما ستنعكس عليهم بالإيجاب مستقبلا و سيلمسها المواطن في مواقع مسئولياتهم.
الفاجعة المأساوية التي وقعت مساء يوم الاثنين 21/05/2012 بالممر السككي الغير المحروس المؤدي إلى دوار سيدي بهيليل، و التي أودت بحياة أربعة متمدرسين من فلذات أكبادنا، نفضت الغبار من جديد على ماض و حاضر مؤلم يقطع القلوب و يهوي بالأفئدة في لجة لواعج الأحزان و كوامن الأشجان...ذلك الماضي البئيس بملامح مخيفة و صورة ضرير قمرها، لم ينزاح طيفها عن مخيلة كل رحماني و رحمانية، لمستشفى يتيم أسال الكثير من العبرات و الدموع، و لم يستطع التكيف مع المتطلبات و المستجدات و سياق الزمن، ولم نلمس في جل مرافقه أثرا للشعارات و الخطابات الرسمية...بورتريه مقيت مظلم، و نذوب ندبت أخاديدها في ذاكرة من مروا منه و اكتوت بنار فراق الأهل و الأحباب في مستنقع الإهمال والأخطاء الطبية القاتلة، و ردهات زمن التأخيرات في تقديم الإسعافات الأولية، و بعد المراكز الإستشفائية المجهزة بتجهيزات هي في الغالب متهالكة و تسبح في بحر العطالة و الأعطاب التقنية.
على ما يبدوا، أن التقسيم الترابي الجديد الذي منح للرحامنة عمالة جديدة و إدارات إقليمية، لم يستطع أن يحرك قافلة التنمية، حيث ظلت نائية عن تحقيق و لو جزء يسير من طموحات المواطنين و المواطنات، التي توسمت فيها الخير الكثير و العطاء الجزيل. حيث ما زالنا نقتفي اثر أنماط الصور الحالكة التي ما زادت إلا حلكة و قتامة في كنف دستور جديد و مفاهيم جديدة فضفاضة، لا تجد لها أثرا على أرض الواقع، حيث ظل المستشفى الإقليمي ــ مجازا ــ يخطو خطى السلحفاة للالتحاق بركب المستشفيات المؤهلة، رغم وجود مندوبية وزارة الصحة، التي ظل دورها باهتا في ضبط الخريطة الصحية و لعب دور ريادي في تغيير الملامح السوداوية للمنظومة الصحية و تجهيز المرافق الحيوية للمستشفيات و المراكز التابعة لها، و توفير أبسط الإمكانيات و المقومات و تحسين الظروف المهنية و أوضاع المشتغلين بالحقل الصحي و ضبط إيقاعها ورصد خروقاتها التي لا تعد و لا تحصى.
و عودة إلى المستشفى الإقليمي لابن جرير، و الذي أحسسنا بالشفقة مساء اليوم الاثنين، اتجاه السيد المندوب، الذي وقع في موقف، حقيقة لا يحسد عليه، كيف لا و هو يدبر مستشفى بمستعجلات يتيمة فقيرة، لا أثر فيها للمعدات الطبية اللازمة و الضرورية للتدخلات العاجلة، في مثل هذه المناسبات الأليمة، و طاقة استيعابية جد محدودة، حيث لا تجد أكثر من أربعة أو خمسة أسرة مخصصة للحالات المستعجلة و ما بقي من الحالات فالأرض مفرشهم و مرقدهم خاصة في حوادث السير. و قسم ولادات من دخلته مفقودة ومن خرجت منه مولودة و طفلها أو طفلتها، تعامل فيه النساء معاملة قاسية و ابتزازا بالعلالي من طرف بعض المتجدرات في الابتزاز و التزلف لجيوب المواطنين، ناهيك عن مستودع للأموات بثلاجات متهرئة بمحرك يشتغل مع وقف التنفيذ، لا تصلح حتى لحفظ لحوم الحيوانات و بالأحرى جثث الآدميين.
الله الله على سيارات الإسعاف و حالتها الميكانيكية المزرية التي لا تقبل عليها إلا مقابر الخردة، لا أثر بداخلها سوى لحمالة حديدية، و منبه صوتي مزعج، مفتقدة لأبسط العتاد و الذخائر من أوكسجين و أجهزة قياس الضغط .....
و من مفارقات هذا الزمان و عجائب الدنيا التي لا تنقطع، إقدام المندوبية على اقتناء ثلاث آلات لشفط غبارــ SPERATEUR ــ سيارات الإسعاف، لكن للأسف ضبطت متلبسة في شفط غبار و تنظيف سيارة كبيرهم الذي علمهم الس...، يقول الحكماء الذكاء السديد داعية الجنون يا ليته جنونا حول صاحبه إلى فنان أو رسام أو عاشق ولهان ...
فقسم الولادة يفتقد إلى آلة ضرورية تعد دعامة أساسية في عمليات الولادة تسمى VENTEUSE تساعد على إخراج المواليد بشكل سهل، فلماذا غفل صاحب الذكاء السديد و الفطنة الزائدة على اقتناءها بدل آلات هم في غنى عنها؟ ما دامت هناك عاملات النظافة. أو بالأحرى إصلاح معدات قسم التحليلات الطبية التي تعمل بشكل متقطع و اقتناء آلات جديدة رقمية و بمواصفات عالية تضمن دقة النتائج و جودة الخدمات.
غردي يا شحارير أناشيد الأسى و الحزن على حصص الأدوية التي ظلت سبيلها و نحت منحاها إلى السوق السوداء، في حين يبقى مستحقوها يستجدون و يستعطفون، علا وعسا تجود قريحة موزعيه وترق أفئدتهم لتجود و تتصدق عليهم ببعض حبات الأسبرين أو كبسولات الحمى...كيف لا نأسو و نستشيط غضبا و جزء مهم من تلك الصدقات و الهبات تضل قابعة في رفوف المستودعات حتى تنتهي مدة صلاحياتها لتواجه قدرها المحتوم و المقدر فتعانق ألسنة النيران في المحرقة يمكن و صفها بمحرقة الذل و العار، في الوقت الذي يكتوي فيه المرضى بلهيب الأسعار الملتهبة في الصيدليات.
الأدهى و الأمر في هذا كله، المعاملة الكريمة و حفاوة الاستقبال الذي يلقاه مرتادو المستشفى و المراكز الصحية، و كم أطربتنا روايات و حكايات حزينة، تجشم أصحابها المر و العلقم، جراء المعاملات القاسية و الغير الأخلاقية لأطر طبية باعت الضمير و القسم في سوق نخاسة عبودية الأنا و الدينار أحيانا.
يستطيع الإنسان أن يتحمل مظاهر الذل و المهانة في حياته كلها لأسباب أو لأخرى، لكن لا تجد له قدرة ومحتملا في تحملها و هو عليل سقيم مهزوز النفس، يرجو برءه و تخفيف ألامه من أياد عذبة الأنامل و الملمس تنبع منها و مضات الشفقة و الرقة، تحولت بقدرة قادر و فعل فاعل إلى أنامل كاسرة جارحة، فضة القلب سليطة اللسان.
فكم من سقيم نزلت الكلمة الطيبة على فؤاده بردا و سلاما، و كم من ميئوس منه هفت دفائنه أملا و حبورا، بعبارة لمس فيها الفضيلة و الوسيلة، و صارت حياته تتفجر ينابيعا متلألئة بومضات الأمل و الرجاء. هلا تغيرت خشونة التعامل القاسي بالتعامل بالحسنى؟ و هلا بدلت الورود الشوكية أوراقها و أفنانها برياحين و فلاة تعبق عبق الرقة و العذوبة....
ما هذا إلا فيض من قيظ، فان أحصينا الزلات و الخروقات فنستنفد كل أوقاتنا في عدها، و نقضي كل الدهر في رثاءها، لذلك فالجميع يجب أن يتحمل مسئوليته التاريخية و الأخلاقية، وتتضافر الجهود لضبط إيقاع مستشفياتنا، و إرجاع البسمة المفقودة على محيا مرضانا و فتح صفحات جديدة، كلها إشراق و إبهار مبنية على الثقة المتينة، و نربي أجيالنا على قيم المواطنة الصادقة و دماثة الأخلاق وحتما ستنعكس عليهم بالإيجاب مستقبلا و سيلمسها المواطن في مواقع مسئولياتهم.