HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة
تصفحوا العدد 331 من جريدة حقائق جهوية الكترونيا pdf





مناضلو جبهة القوى الديمقراطية بالمؤتمر الوطني الرابع ... على موعد مع مرحلة اعادة البناء

ترسيخ المكتسبات و تنزيل مقتضيات الدستور الجديد


عبد الواحد الاشهب
الاثنين 30 أبريل 2012




مناضلو جبهة القوى الديمقراطية بالمؤتمر الوطني الرابع ... على موعد مع مرحلة اعادة البناء
يأتي المؤتمر الوطني الرابع لجبهة القوى الديمقراطية في ظرفية دقيقة يمر بها الحزب الذي يدخل مرحلة إعادة البناء وتجيد الدماء، وتمر بها البلاد في ظل دستور جديد و ‏انعكاسات الربع العربي، وضمن تجربة سياسية جديدة تقطع مع التجارب السابقة ، القطع الذي دشنته حكومة التناوب سنة 1989 ، يأتي مؤتمر الجبهة في فترة ما بين الاستحقاقات التشريعية و الاستحقاقات المقبلة بما فيها المحلية و الاقليمية والمهنية و الجهوية، هذا علاوة عن تزامن ‏هذا المؤتمر مع مخاضات يعج بها المشهد الحزبي ببلادنا، من خلال انعقاد مؤتمرات وطنية لعديد من الاحزاب السياسية، وكذا في غمرة الحراك الاجتماعي الذي تعرفه البلاد و المتجسد في اتساع دائرة حركات المطالب الاجتماعية .

‏والجبهة إذن تجد نفسها بصدد ولوج مرحلة سياسية جديدة، تندرج ضمن مسار الانتقال الديمقراطي، وهي إذ تستحضر كل هذه الظروف و الحيثيات، تبتغي من مؤتمرها إجراء ‏تحليل عميق و نقاش داخلي هادئ ومتزن ونقد ذاتي بناء و دراسة متأنية لإفرازات اقتراع 25 نونبر، الذي لم تعكس نتائجه قط الوزن السياسي الحقيقي للجبهة، خاصة وان الجبهة قمت عطاء نوعيا من خلال مرشحين مشهود لهم بالكفات المهنية و السياسية و بروح الوطنية العالية و المسؤولية و الالتصاق بقضايا المواطنين ،و الجبهة بالتالي تريد في مؤتمرها هذا أن لقف وقفة عميقة و متأنية عند هذه المعطيات من أجل الخروج بخلاصات تشكل ارضية لمرحلة إعادة البناء.

‏و الحضور الوازن للتشكيلات السياسية الوطنية في المؤتمر الرابع يدل على أن للجبهة مناعة و حصانة ضد أعطاب مسار البناء الديموقراطي، و ان لها اسسا لا تتصدع مهما لعبت الظروف لعبتها ضدها، و سند الجبهة في كل هذا رصيصا من المناضلات والمناضلين المخلصين الذين يعتبرون حزبهم فوق كل الاعتبارات الانتخاباوية و السياسوية و الحسابية، قوامه على الدوام التصاقه بهموم الوطن و تطلعات المواطنين، ومن هنا يبرز شعار المؤتمر الرابع، الذي على بساطة عباراته غير ان له مغزى عميقا يصب في ثابت من ثوابت السياسة التي تقتني بان الحزب الناجح و المتوفر على اسباب الاستمرار هو ذاك الذي يلتصق بقضايا المواطنين و يقيس بانتظام نبض الشارع و تطلعاته.

‏والجبهة التي تدخل مؤتمرها الذي لا يتقلص و بحماسها الوطني الذي لا يخبو وباحترام المجتمع السياسي، تبقى متسلحة بوابتها ومنطلقاتها الفكرية البناءة التي بنتها منذ ان ولجت الحقل الحزبي الوطني منذ 15 ‏سنة، ومكنتها من المشاركة الفعالة في اهم تجربة سياسية عاشها تدبير الشأن العام لما بعد الاستقلال، وهى تجربة التناوب التي مازالت ثمارها تجنى في المغرب الجديد، ومن هذه الثوابت خطابها السياسي الشفاف والمقنع، النابع من تحليلات واقعية و بدائل بناءة و استشراف لمستقبل افضل للبلاد و العباد، و هذه الجدية فى العمل السياسي و المصداقية في الخطاب و الوضوح في النقاش السياسي، هي التي مكنتها من التطهر و التخلص من الوصوليين و الانتهازيين وجعلت المناضلين الحقيقيين من اجل مصلحة الوطن يتشبثون بها ايما تشبث، ما يجعل حصر تعداد المنخرطين فيها صعبا بسبب الانضمام المتزايد لصفوفها، و هو ما اظهرته المؤتمرات الاقليمية التي تم عقدها في إطار الاستعداد للمؤتمر الوطني الرابع، وما يطرح على الجبهة رهان تحصين الذات و تجديد الدماء ‏ومسايرة رياح التغيير، دون التفريط في المكتسبات او في الثوابت.

‏وهي رهانات تمتلك جبهة اليوم كل مقومات ربحها، وهي تتطلع، انطلاقا من مؤتمرها الرابع، الى ان تكون حزبا لكل المواطنين و للمغرب الجديد وللمستقبل، مادامت تضع كل قدراتها لخدمة المواطن عبر الشأن العام المحلي و الوطني ووفقا لما تقتضيه المصالح العليا للبلاد.

‏واذا كانت مسالة الهوية تطرح لدى العديد من الاحزاب السياسية في الظروف الراهنة فإن هذه المسالة لا تطرح لدى الجبهة مادامت تتشبث منذ إنشائها بهويتها التقدمية الحداثية ، ضمن صف اليسار و من هذا الاجتهاد الفكري ‏الباني تستمد مشروعها المجتمعي الذي اظهرت تطورات المشهد السياسي صلابته و مصداقيته، و لهذا فهي تظل مقتنعة بتوحيد اليسار.

‏وتظل الجبهة، كما هو معهود فيها، حاضرة بقوة وانضباط سواء على المستوى المحلي أ‏و على المستوى الوطني و كذلك على مستوى الدبلوماسية الحزبية المسخرة لخدمة القضايا الحيوية للبلاد و في مقدمتها قضية الوحدة الترابية التي تؤمن بصددها الجبهة بضرورة إيجاد حل سياسي نهائي متفاوض بشأنه، مع تمكين سكان الاقاليم الصحراوية من التدبير الواسع لشؤونهم في إطار السيادة الوطنية المغربية ومع إشراك القوى السياسية الوطنية في تدبير هذا الملف. وحيث ان المرحلة المقبلة هي مرحلة إعادة بناء فإن الجبهة تنتظر من مناضلاتها و مناضليها ان يكونوا في الموعد، وان يساهموا بجد و اجتهاد. في بناء التنظيمات الحزبية الترابية و القطاعية، و هذا يتطلب منهم الانضباط لقوانين الحزب و التشبث بمبادئه و تصوراته التي شكلت دعاماته الأساسية على مدى ال 15 سنة الماضية.


مناضلو جبهة القوى الديمقراطية بالمؤتمر الوطني الرابع ... على موعد مع مرحلة اعادة البناء

         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير