ارتفعت اصوات المحتجين بمدينة ابن جرير من جديد طلبا للشغل بقطاع الفوسفاط "الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب فرع بان جرير- تنسيقية الحاصلين على ديلومات- نقابة عمال السميسي ريجي- حركة سواعد الرحامنة" من جهة وابناء عمال الفوسفاط المتقاعدين و المتزعة اراضيهم من جهة اخرى، فهؤلاء يعانون من البطالة في حين يتم تشغيل افراد من خارج المنطقة، والمقربين من السؤولين خاصة بشركات المناولة وهذه الحقيقة هي التي فجرت الوضع للتصعيد من حركة الاحتجاجات للمطالبة من ادارة الفوسفاط ب "كوطا" لابناء منطقة الرحامنة في الشغل اسوة بباقي المراكز الفوسفاطية، وادانة سياسية صم الاذان والابواب الموصودة من طرف المسؤولين والمنتخبين.
واذا كان من حق ابناء هذه المنطقة الشغل بقطاع الفوسفاط، هاته الثروة التي يحتكرها المغرب على مستوى تجارة الفوسفاط عالميا، حيث حقق المجمع الشريف للفوسفاط خلال السنة المنصرمة ارباحا من قيمة 7.74 مليار درهم، ومع ذلك فابناء هذا المركز الفوسفاطي يعانون من البطالة، وتبقى مدينة ابن جرير تحطم الرقم القياسي في الفقر والبطالة عوض تبوأ الصدارة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لاسيما وان المنطقة تمتلك ثروة تقاس بالبترول، فواقع الحال بهذه المدينة ينذر بتفاقم خطير للاوضاع الاجتماعية والاقتصادية بعد ازيد من 42 سنة من استخراج الثروة الفوسفاطية من المنطقة، خاصة بعد ان اكتست مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط حلتها الجديدة كشركة مساهمة حتمت على جملة من الفاعلين الاقتصاديين والسياسيين بالمغرب كشف الصورة الشاملة لمعادلة ثروة الفوسفاط في علاقتها بتنمية المدن الفوسفاطية.
وبالرغم من الوقفات الاحتجاجية المسترسلة امام ادارة الفوسفاط محليا وعمالة الاقليم من اجل المطالبة بالشغل واسقاط الفساد المستشري بالقطاع ومحاربة كل ظواهر المحسوبية والزبونية، فان ادارة المجمع الشريف للفوسفاط تعمدت الى غلق بابها في وجه المحتجين بدل فتحها لباب الحوار والتفاوض لحل هذه الازمة التي يمكن ان توصف بالخطيرة، للاشارة فبعض المسؤولين بقطاع الفوسفاط متورطين في تشغيل ذويهم واقاربهم والذين هم ينتمون الي مناطق اخرى، فكل مسؤول من هؤلاء يعمل بكل ما لديه من نفوذ لتشغيل دويه غير مبالين بابناء المنطقة التي اصبحت تعيش ويلات التلوث والفقر والحرمان والاقصاء وسلب الاراضي، هذه المنطقة التي تحمل في رحمها ثروة وطنية هامة لا يستفيد منها ابناؤها الا نصيبهم الوافر في الغبار والثلوث.
فادارة الفوسفاط اصبحت لا تفكر على الاطلاق في حل مشكل التشغيل بالمناطق الفوسفاطية عموما وابن جرير بالخصوص نتيجة سلوكات الفساد الاداري الذي اصبح ينخر هذه الادارة بدورها والتسيب والفوضى في تدبير الشان المالي لمصالح الشؤون الاجتماعية وتبدير الاموال الطائلة في اطار الحفلات والمناسبات والمهرجانات والاسفار وما يصرف عليها كذالك من الصندوق الاسود للمجمع الذي ابتلع الملايير من الدراهيم منذ نشاته الى اليوم وظل يستفيد منها الرؤوس الكبيرة، هذا بالرغم ان البند السادس من الفصل الثاني من القانون المنجمي للمجمع ينص صراحة على اعطاء الاولوية في التشغيل بهذا القطاع لابناء المتقاعدين وابناء المنطقة المنجمية مع تحديد سقف سن التشغيل في 35 سنة ، الا ان ادارة المجمع لم تعتمد المقاربة الاجتماعية في نهج سياسة التشغيل بهذا المركز بتشغيل الشباب من ابناء منطقة الرحامنة التي تعتبر قلعة استخراج الفوسفاط، ولم ينال ابناء المنطقة من هذا الفوسفاط سوى التهميش والمحاصرة الامنية والتضييق والعنف رغم ان مطالبهم اجتماعية وعادلة ووقفاتهم سلمية لا تحتاج الي الرعب الذي يمارس بالشارع العام من خلال الانزالات الامنية، الامر الذي لا يتماشى مع خطابات العهد الجديد ولا يساير مضامين روح الدستور الجديد للملكة.
فملف تشغيل ابناء العمال المتقاعدين وابناء المنطقة هو ملف اجتماعي ثقيل اصبح يؤرق المسؤولين يوميا، وان هذا الملف هو استمرار للاحتجاجات الاجتماعية التي تعرفها المدينة منذ مدة مما يؤكد بان مدينة ابن جرير تعيش اليوم حالة استثناء، وامام تعنت ادراة الفوساط في ايجاد حل لعمال السميسي ريجي بان جريرحيث انهم كذلك مستمرون في خوض معركتهم النضالية من اجل ادماجهم بقطاع الفوسفاط، القطاع الذي كانوا يعملون بشكل متواصل وكانوا دوما تحت اشراف وتاطير من ادارته وشركة السميسي التابعة له، ولحد الان لازالت ادراة المجمع ترفض ادماجهم بهذا القطاع اسوة بعمال السميسي بباقي المراكز الفوسفاطية الاخرى، هذا في نفس الوقت الذي تسعى فيه تنظيمات نقابية وفعاليات مدنية بان جرير للمطالبة بفتح تحقيق جاد ومسؤول فيما يقع بالمنطقة من تدمير بيئي وتهجير للسكان وتفقيرهم وقتلهم بالغبار والثلوث الذي شمل كل ارجاء محيط مواقع الاستغلال بالمنطقة وقطع الطريق على مجموعة من المسؤولين الوصوليين بالمركز الفوسفاطي لابن جرير من استغلال للنفوذ الذين لا تهمهم سوى مصالحهم الشخصية في تشغيل دويهم وابنائهم، كما كان للعمال المتقاعدين وابنائهم والارامل وابناء المنتزعة اراضيهم الفلاحية السبق في اعلان احتجاجهم في اكثر من مناسبة على المسؤولين سواء بالادارة المحلية للمركز الفوسفاطي ابن جرير او بالادارة المركزية احتجاجا على الحرمان والاقصاء من الشغل.