تحولت وقفة احتجاجية بمدينة سوق السبت أمس الجمعة إلى مسيرة تنديدية بعد أن منع باشا المدينة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان من تنظيم محاضرة حول موضوع الإعلام والديمقراطية من تأطير الأستاذ محمد الساسي.
وأعطى باشا المدينة تعليماته بإغلاق المركز المتعدد الاختصاصات وهو المقر الذي كان يفترض أن يحتضن المحاضرة، مما دفع أعضاء الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أعضاء هيآت مساندة لها إلى الاحتجاج أمام المركز المذكور لفترة من الوقت.
وانطلق المحتجون في مسيرة تنديدية مروا خلالها من أمام مقر مفوضية الشرطة عبر شارع الحسن الثاني باتجاه حي التقدم حيث يقع مقر فرع حزب الاتحاد الاشتراكي والفيدرالية الديمقراطية للشغل الذين قررا احتضان النشاط الذي منعته سلطات المدينة.
واعتبرت نعيمة واهلي عضو المكتب المركزي للحمعية أن المغرب يعود إلى سنوات الرصاص، وقالت في تصريح لها ’’هذا ثالث نشاط يمنع من طرف باشا المدينة الذي ينفذ أكثر من التعليمات‘‘ وأضافت ’’هذا ينبئ أننا نعود خطوات إلى الوراء وستؤدي إلى ما لا يحمد عقباه‘‘ واعتبرت أن ما تتعرض له الجمعية مسيء للدولة المغربية ولحقوق الإنسان ولكل ما تتبجح به الدولة.
محمد الساسي الذي دعي لإلقاء محاضرة حول موضوع الديمقراطية والإعلام، اعتبر أن هذا المنع غير مفهوم، وقال في تصريح لملفات تادلة ’’مثل هذا المنع آثاره خطيرة ويمكن أن تربك كل العمل من أجل أن نمنح الشباب أملا في إمكانية التغيير المتدرج والسلمي‘‘ وأضاف ’’نخشى من الآثار التي يمكن أن تخلفها بعض التصرفات غير المحسوبة، التي تدفع الشباب إلى اليأس المطلق من أية إمكانية في الأمل في البنيات القائمة‘‘.
وتابع محاضرة الديمقراطية والإعلام عدد مهم من الذين استجابوا لدعوة فرع سق السبت للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وتمحور النقاش حول الإعلام وعلاقته بالديمقراطية، وتحول المشهد الإعلامي من مرحلة كان فيها الإعلام الحزبي يمارس رقابته على الشأن والإعلام الرسمي إلى مرحلة أصبح فيها الإعلام المستقل يمارس رقابته على الشأن الرسمي والحزبي نفسه، وهو ما اعتبره الساسي انتقالا من إعلام الحزب إلى حزب الإعلام، فيما عرفت نقاشا حول ما عرفته المحاضرة عبر عدد من المداخلات.