تستعد فرقة مسرح تانسيفت لتقديم العرض ما قبل الأول لمسرحيتها الجديدة "ضيف الغفلة" على خشبة مسرح دار الثقافة الداوديات بمراكش يوم الأربعاء 25 مارس الجاري ابتداء من الساعة الثامنة ليلا.
ومعلوم أن فرقة مسرح تانسيفت حظيت خلال هذا الموسم بدعم وزارة الثقافة في شقه المرتبط بـ "مشاريع توطين الفرق المسرحية بالفضاءات المسرحية"، وبذلك حظيت بشرف تدشين هذه التجربة الجديدة، وسيكون العرض ما قبل الأول لمسرحيتها هو أول العروض التي تندرج ضمن هذا الأفق الجديد، التوطين.
وإذا كانت سياسة الدعم في فلسفتها وصيغتها الجديدة تراهن في انطلاقتها الأولى، هذه السنة، على تسع فرق مسرحية محترفة، فإن مسرح تانسيفت، بما حقق من تراكمات وريبرتوار غني، قادر على تحدي الرهان والاستجابة لدفتر التحملات الذي التزم به مع وزارة الثقافة.. ومن ثمة يأتي هذا العرض الماقبل أول في وقته للإسهام في ضمان إيقاع نشيط للموسم المسرحي الجديد، من دون انتظارية ولا اتكالية..
وبهذا العمل الجديد، يواصل مسرح تانسيفت، تجربته المسرحية التي انطلقت منذ أزيد من 15 سنة، والمبنية أساسا على المزج الخلاق بين الأنماط والتعبيرات الفنية المختلفة والمسعى العام نحو البحث التجريبي في الأشكال الفرجوية والاجتهاد في بناء جسور للتلقي السلس مع الجمهور.. ومن ثمة يكون مسرح تانسيفت مخلصا لاختياراته الفنية التي تستند على مرتكزات أربعة: الحكاية، الكوميديا، الموسيقى والغناء، ودينامية الأداء واللعب..
و"ضيف الغفلة" مسرحية كوميدية باللغة الدارجة المغربية مستندة على فكرة لموليير في مسرحيته الشهيرة "طرطوف". تأليف الكاتب والمدير الفني للفرقة حسن هموش، وإخراج الفنان مسعود بوحسين، ويشارك في التشخيص الممثلتان فضيلة بنموسى ومريم الزعيمي، والممثلان عادل أبا تراب وسعيد أيت باجا. السينوغرافيا من توقيع الفنان نور الدين خانجو، والملابس من تصميم الفنانة سناء شدال، والموسيقى من ألحان الفنان محمد الدرهم، المحافظة لرشيد جباد، وإدارة الإنتاج والعلاقات العامة يدبرها الفنان محمد الورادي..
هذه المسرحية الجديدة تحكي عن حالة أسرة مكونة من ثلاث إخوة، (صالح السعدية والباتول)، الأسرة تعيش في هدوء وسكينة، وضعها المادي مريح، العلاقة بين أفرادها طيبة ومنسجمة.. غير أن أريحية أخ المرأتين (صالح) تقوده إلى استضافة وافد جديد على المدينة (عبد المالك) الذي سيصبح فيما بعد من أفرد الأسرة.. إلا أنه، وبحكم طبيعته كرجل متدين ومتعصب، يحاول أن يغير نمط عيش هذه الأسرة الطيبة مستقطبا صالح الذي بدا معجبا به وبخطابه وببلاغته.. ثم تتطور الأمور ليحاول الوافد الجديد، وبشكل احتيالي، تملك البنت الصغرى والسيطرة على ممتلكات الأسرة.. من ثم تقوم القيامة ولا تهدأ دينامية المسرحية إلا بانكشاف المحتال وألاعيبه..