قررت حركة 20 فبراير، إحياء تنسيقياتها في المدن التي تعرف خفوتا نضاليا، والعمل على أن تكون الحركة خيطا ناظما للحركات الاحتجاجية ولكافة الاحتجاجات التي تعرفها البلاد، فيما جعلت النضال ضد الاعتقال السياسي أولوية عبر عدة خطوات تعتبر استجابة للمتغيرات التي يعرفها المشهد السياسي.
وجاءت هذه القرارات في نهاية أشغال لقاء وطني انعقد نهاية الأسبوع بمقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ببني ملال، تزامنا مع ذكرى استشهاد كمال العماري، وضم نشطاء الحركة من عدة مدن، واستمر يومين تدارس خلالهما المجتمعون عدة قضايا تهم حركة 20 فبراير ونضالها والواقع العام خصوصا ما وصفه النشطاء ’’التراجعات الخطيرة في مجال الحريات والهجوم على القدرة الشرائية‘‘.
وانطلقت أشغال اللقاء الوطني صباح يوم السبت 30 يونيو بحضور نشطاء من مدن طنجة، الرباط، القنيطرة، الحسيمة، الدار البيضاء، بني ملال، الجديدة، أزيلال، وادي زم، سوق السبت وغيرها. فيما لم يحضر أي ممثل عن المجلس الوطني لدعم حركة 20 فبراير ولم يعلن أي اعتذار أو تبرير لغيابه.
وانطلقت الجلسة الافتتاحية صباح يوم السبت بمشاركة عدة هيآت أجمعت على ضرورة دعم حركة 20 فبراير والحفاظ على استمراريتها، حيث أكدت نعيمة واهلي ممثلة المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان على ضرورة استمرار الحركة، داعية إلى توحيد الصفوف وتجاوز الخلافات ووضع أولوية التعريف بملف الاعتقال السياسي.
وأكد الدهبي لوشاشحة، ممثل المكتب التنفيذي للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، أن ’’لاخوف على الحركة، فالمد طبيعي والجزر طبيعي، لكن الأهم هو الصمود في الميدان‘‘ مشيرا إلى أن الجمعية دعت مناضليها للانخراط في نضال الحركة.
مصطفى قشو، المنسق الوطني للباعة المتجولين والتجار على الرصيف، قال أن حركة 20 فبراير ’’فتحت لنا طريق النضال والصمود والكرامة‘‘ واعتبر أن الباعة المتجولين أصبحوا جزءا من حركة 20 فبراير وأن مطالبهم تجد صداها في مطالب الحركة.
محمد العلوي عن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل – الاتحاد المحلي ببني ملال، أكد أن ’’حركة 20 فبراير لم تتم بعد مهامها وسقفها لازال بعيدا والمعطيات تفرض استمرار دعمها‘‘ متسائلا ’’هل تحققت مطالبنا؟‘‘ وأردف ’’حركتنا لم تتوقف لأن مطالبنا لم تتحقق‘‘.
محمد المرابط، المتحدث باسم الحزب الاشتراكي الموحد بجهة بني ملال، اعتبر أن حركة 20 فبراير أعطت نقلة نوعية للصراع وأشار إلى أن الحركة أعطت وضعا جديدا كسر حاجز الخوف مشددا على أن ’’الدستور الذي نطمح إليه هو دستور تعاقدي‘‘.
أما محمد لعجيلة، المتحدث باسم المؤتمر الوطني الاتحادي ببني ملال، فقد أشار إلى أن ’’هذا اللقاء يفند ما يروجه المضللون والأقلام المأجورة وخدام المخزن والأقلام المأجورة أن حركة 20 فبراير‘‘ معتبرا أن ’’من شاركوا في اللقاء الوطني هم بآلاف المتخاذلين‘‘.
وانكب الفبرايريون على معالجة الإشكالات التي طرحت في أرضية اللقاء الوطني، حيث استمرت الأشغال بعد زوال يوم السبت وطيلة يوم الأحد للخروج بعد توصيات، فيما نظم المجتمعون حفل تكريم للمعتقلين السياسيين حضره المعتقلون السابقون حليم البقالي وحليم الطالعي ومصطفى قشو، فيما تجاوب الحضور بشكل متميز مع أغناي الفنانين سعيد بنعلي أولحاج صاحب أغنية ’’أشتاتاتا‘‘ ومحمد مورسلي صاحب أغنية ’’بيبي‘‘.
واختتم الفبرايريون أشغال لقائهم الوطني مساء يوم الأحد، بعد نقاش استمر على مدى يومين أجمع المشاركون على اعتبارها ناجحة بكل المقاييس، حيث ساد نقاش هادئ وعميق تناول الاشكالات المطروحة على الحركة، فيما أكد نشطاء أن أهمية اللقاء تكمن في وضع أسس المرحلة القادمة وإطلاق دينامية التفكير.
وصدرت عن اللقاء، الذي يعتبر الثالث من نوعه منذ انطلاق الحركة، عدة توصيات أهمها إحياء المواقع التي تعرف خفوتا نضاليا والعمل على أن تكون حركة 20 فبراير الخيط الناظم لكافة الاحتجاجات، فيما قرر المجتمعون انخراط الحركة في البرنامج النضالي لعائلات المعتقلين السياسيين " صرخة الأمهات " الذي سينطلق بوقفة احتجاجية يوم 7 يونيو 2015 بالرباط أمام البرلمان ابتداء من الساعة الثانية والنصف بعد الزوال، فيما أكدت التوصيات على تشكيل لجان محلية للمعتقل،
وأعلنت الحركة يوم 20 يونيو المقبل يوما وطنيا للتضامن مع المعتقلين السياسيين، كما ورد ضمن التوصيات عقد لقاء وطني موسع مستقبلا يتوقع أن ينعقد بمدينة طنجة.
وفي ختام اللقاء الوطني أصدرت الحركة بيانا ختاميا جاء فيه ما يلي (أنظر الصورة):