في الوقت الذي تشهد فيه المدينة نموا عمرانيا وديمغرافيا مهولا ومتسارعا ، يستمر زحف التعمير على الاخضر واليابس ، فاستمرار التوسع العمراني على حساب الفضاء الاخضر سيؤدي لا محالة الى تشويه المشهد الجغرافي داخل المنظومة الايكولوجية للمدينة ، دون ان ننسى الادوار الايكولوجية للمجالات الخضراء من قبيل تلطيف الجو وكذا المحافظة على توازنه ، لكن يجب تخصيص جزء من المجال المعني بالبناء لخلق متنفس أخضر رحب ، يحظى بمتطلبات سكان اي تجزئة سكنية جديدة منجزة أو في طور البناء ، وهنا يبرز دور المسؤولين للنهوض بالمدينة على المستوى البيئي السليم ، ويؤكد مدى استيعاب المدبرين لمضامين الرسالة الملكية الداعية الى العناية بالمتنفسات الخضراء باعتبارها رئة المدن .
يحدث كل هذا رغم قانون التعمير وكل الدراسات التي تقوم بها الجهات الوصية ، فيما يظهر ان هناك لوبي العقار الذي بسط السيطرة الكاملة لكل الجهات التي كان يعول عليها في تطبيق بنود قانون التعمير وإرغام المنعشين العقاريين على احترام دفتر التحملات والتي من أولويتها خلق فضاءات خضراء وغرس اشجار لايجاد بيئة سليمة لقاطني الدور حتى لانكون أمام غول اسمنتي تستحيل فيه الحياة .
وامام هذا وذاك وما سيأتي تبقى ساكنة الاحياء الهامشية تكابد وتعاني وتتألم من شدة اقصائها وتهميشها بالكاد من برامج اعادة هيكلة أحيائها المنسية .