مستشارون ببلدية ابن جرير ... دقت ساعة الرحيل

الدخول السياسي هذا الموسم بمدينة ابن جرير يتسم بالحيطة والحذر ، واذا كانت جل الدكاكين الحزبية مازالت مغلقة تنتظر حلول موسم الانتخابات ، فان حزب الجرار بالرغم من الازمة التي يمر منها بعد غياب " الهمة " الذي شكل انتخابه على رأس لائحة هذا الحزب خلال الانتخابات الجماعية الاخيرة حدثا بارزا وغير مسبوق لدى الساكنة ، قد انطلق في حملة سابقة ليدشن تسخيناته الانتخابية باطلاق الرصاص على خصومه السياسيين فيما يبدو الصراع اكثر ضراوة بين مستشارين بالمجلس البلدي بعد تجفيف كل ينابيع الفتات بأهم فصول الميزانية تولد عن ذلك حرب خفية واتهامات لرئيس المجلس كونه يرتب على اضعاف حضور الكثير من هؤلاء باللائحة المنتظرة للحزب خلال الانتخابات الجماعية المقبلة ، فهناك من المستشارين من يتحدث عن تصفية حسابات ومواقع ، وهناك من يفكر في الرحيل السريع قبل ان تطحنه طاحونة الصراع الدائر طحنا موجعا ، بعد ظهور أسماء وكفاءات تستعد لخوض النزال الانتخابي بعد نزول أسهم شعبية قادة الحزب بالمجلس البلدي بالرغم من سخاء هؤلاء في دعمهم لعينة من الجمعيات المقربة ، مما يجعل الفرصة سانحة امام هذه الكفاءات لربح كل الرهانات في الانتخابات القادمة.
وتبدو الاوضاع في نظر هؤلاء جد عادية بالنظر الى التراكمات التي سجلتها تجربتهم الانتخابية بالرغم من الصراع الذي ينخر جسم الحزب نتيجة الخلافات البينة لدى مستشارين من طينة واحدة وفقدان الحزب لسيل من المستشارين الجماعيين وكل ما حدث يصب في ضرورة وحتمية التغيير بالرغم من حالة الهيستريا والترقب التي اصابت المحظوظين منهم خلال الولاية الحالية لخشيتهم من زوال النعمة عليهم التي حولت الكثير منهم من اناس بسطاء الى اغنياء كانوا بالامس القريب لا يملكون من حطام الدنيا حتى قوت يومهم .
وقد تكون كارثة على الحزب الانتخابات القادمة اذا ما تجاوزت ساكنة المدينة التنويم المغناطيسي لحزب الجرار ، لتعلن قطيعتها مع الماضي ، خاصة ان النخب الجديدة لحزب الجرار التي سوف تتقدم الصفوف الامامية تتشكل من خليط بين القديم والجديد ولو ان رئيس المجلس البلدي اختار له هدفا استراتيجيا في الدفاع عن اطروحته التي لا يتردد في القول بها وفي اكثر من مناسبة بانه يتوفر على احسن المجالس في الدنيا ، وهو على يقين مما يزعم ، انه المجلس الوحيد الذي لايستطيع احد ان يميز فيه بين المعارض بالامس والمساند الرسمي اليوم فالكل سواسية امام هذا الرئيس الكل يدافع بحماس وجنون عن مقررات المجلس وعن اطروحة الرئيس ما عدا كاتب المجلس الذي بالرغم من هذا وذاك ظل متمسكا بهويته الحزبية داخل هياكل حزب الجراربالرغم من معارضته القوية للرئيس، وهذا ما تخشاه فئات عريضة من حياحة هذا الحزب .